Home»National»(( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ))

(( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ))

0
Shares
PinterestGoogle+

  (( ألم  تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ))

محمد شركي

 مقابل  اتهام الغير بالسكونية والماضوية السلبية والانقلاب على الدين السمح ، والدغمائية ، والوثنية الدينية ، وسلطة الكهنوت ، وتجبر الطاغوت ، والحواجز بين العابد والمعبود والماركيتينج الديني القديم والحديث ، وأدعياء العلم ، ودعاة السياسة بمسميات متعددة ، والدين في مرحلة التوثين ، والنص القاتل لكل مغرض في مؤسسة  الكهنوت الناشط في الظلام كالبوم والخفافيش …. وكلها نعوت قدحية تأتي  تزكية النفس المتعالية  التي لا تكره الغير الذي حطت من شأنه  بالرغم من كل هذا الكيل الطافح من  التشنيع  ،بل تشفق عليه من ماضويته  ووثنيته ، وهي التي تسأل ولا تجيب الإجابات الجاهزة منذ قرون  ، وتعبر رغم أنف المشنع ـ بفتح النون ـ  بهم الذين يتنفسون الكراهية  في حين يتنفس المشنع  ـ  بكسر النون ـ الشفقة عليهم  نحو الأمام في حين  ينتكس المشنع ـ بفتح النون ـ  بهم  في الماضي لدى خولة وفاطم وعزة والأطلال. وبكل تجاسر على اختصاص المعبود سبحانه  زكى المشنع ـ بكسر النون ـ نفسه ، ولست أدري  كيف  سيؤول جواب المعبود الجاهز منذ كان في اللوح المحفوظ  : (( بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ))  فالمشنع ـ بكسر النون ـ  زكى نفسه  ، ولم ينتظر جواب الله عز وجل  الجاهز منذ قرون ، كما ظلم من شنع بهم حبالا أو حتى جبالا  لا فتيلا  فقط  يمكن أن  يتجاوز عنه . فإذا كان الله جل شأنه  هو صاحب قرار التزكية  الذي لا يظلم مقدار الخيط الرقيق وسط النواة لعدله في تزكية خلقه ، وهو أعلم بهم  ، فإن المشنع ـ بكسر النون ـ الجاهل  حتى بنفسه بله  بغيره من خلق الله عز وجل زكى  نفسه  دون  أن  يتأكد من استحقاقه  لمثقال  فتيل تزكية ، ودسى من يغلف  حقده عليهم بالشفقة الساخرة منهم  ، ولم يبال بقول من خلقه : (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) ، كما أنه لم يشعر بحرج وهو يشنع بغيره مع وجود قول من له صلاحية تزكيته وحده لا شريك له : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا  يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين ))  وإذا كان الضحك والسخرية والغمز والهمز واللمز ممن لم  يوكل  على المضحوك منهم ولا هو كلف بمراقبتهم ، فما باله لو  وكل بهم ؟ ولقد كان الأجدر بالمشنع ـ بكسر النون ـ  أن يتحلى بمثقال حبة خردل من شجاعة، فيصرح بكراهية  ثابتة صارخة لا بشفقة كاذبة خاطئة ،لأن الوثنية الدينية المعاصرة  احتكمت  مع الوثنية العلمانية المعاصرة إلى صناديق الاقتراع  فبزتها بزا ،وقدحت  في قلبها نار حقد قديم دفين  كالعر يغيب ويظهر .

ولو كان المشنع ـ بكسر الشين ـ  صادقا مع نفسه  غير متجاسر على اختصاص  ربه  المزكي الرافع الخافض  المذل المعز لأقر بفوز الوثنية الدينية المعاصرة على الوثنية العلمانية المعاصرة بروح رياضية على حد تعبير العصر زمن الخسر عوض أن يهدر وقته وجهده في  تزكية نفسه  بتدسيتها من خلال  النيل من غيره  بهتانا وزورا ، ويصيب  لحم الأخوة الميتة ولا يجد مرارتها في فيه  ولا يلفظها . وما أظن أن لبيبا مر في هذه الدنيا فسولت له نفسه أن يلتمس تزكية نفسه  على حساب  التشنيع  بغيره  لمجرد أن هذا الغير يختلف  معه ، وينظر من زاوية غير زاويته  ، ويرى ما لا يراه .  وخير ألف  مرة  ومرة علماني بلا قناع ينسب  الأنا الأعلى المتضخم لخصومه الإسلاميين  ، ويحتفظ  لنفسه التي زكاها بخبرة التوازن بين  هذا الأنا الأعلى المتضخم  والهو المتضخم  من علماني  مقنع آمن لسانه وكفر قلبه ، ثم كشف الله عز وجل أمره  فبدت البغضاء من فيه ،وما أخفى صدره كان أكبر وأشنع . ومقابل  ما سماه الماركوتنيج الديني  جاء بالماركوتينج العلماني الذي  يؤثر  إفطار المجاهد الأكبر في رمضان ، وفاحشة وارثه الأصغرـ التي تدل على الصغار  لا على الترتيب ـ   نكاية في  الخفافيش الإسلامية الناشطة في ظلام الزيتونة  كما  وصفهم المقنع بقناع القرويين  ، وما رأيت ولا سمعت  من قبل  بقروي ينهش زيتونيا أو أزهريا إلا  عند  هذا المقنع  الذي  كنت أسفه من يظن به القناع  وأعاديه  وأعنف به إلى عهد قريب حتى أتاني منه اليقين ، وشهد عليه قلمه الذي أنطقه الله الذي أنطق كل شيء . وأخيرا أعتقد أن  الفرار الأبدي نحو السؤال أجدى وأنفع لمن يخشى الجواب  خصوصا إذا  كانت رياح الأجوبة تجري بما لا تشتهي  سفن الأسئلة  .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد
    13/02/2013 at 21:16

    يبدو أن أستاذنا محمد شركي انتبه إلى الخطة الجهنمية لأبواق الاستئصال الذين يلبسون قناع الحياد والمعاصرة والتنوير و يقدمون أنفسهم للرأي العام على أنهم لا منتمين ، وهي مجرد ادعاءات تفضحها الأيام. وستأتي الحملة لتفضح المُتسللين. فكم من وصولي خدعنا بالركوب على المجتمع المدني أو الرياضي أو حماية المستهلكين وبدأ بالهجوم على النضال السياسي الشريف الواضح ، وبعد اكتساب الشعبية أزاح القناع ووضع قبعة الحزب؟ قد لا أخطئ إذا قلت إن الأستاذ شركي هو الوحيد اللامنتمي حزبيا في هذا السوق، لكنه ولله الحمد تشرب الدين وله عقيدة صلبة وصراحة منقطعة النظير ولا نزكي على الله أحدا، ومثله لن يخدعه المخادعون ولو بدؤوا بمدحه والإطراء عليه ليُسكتوه عن ضلالهم.

  2. علال
    14/02/2013 at 22:08

    مصير المقنعين ان يزيلوه يوما ما لأن بقاءهم به لن يحقق مراميهم وازالة الأقنعةتتفاوت درجات اخفائها او التستر بهاولكن ما في قرارة النفس لدي المغرضين لابد ان تبدو اعراضها وتمظهراتها الحربائية وما على المتتبعين الا ان يصبروا ويتمهلوا حتى يبدو لهم ما كان خافيا.شكرا للسي الشركي على كشفه الغطاء عما كان متواريا خلفه وما الكتابات السابقة -في السياق الذي نحن فيه-الا علامات تهييئ واعداد بدئا بحفل عقيقة يسمي فيها المرء نفسه ثانية ابتغاء تزكية الذات ومرورا بالانتقاد الحاد لوجهات مختلفة،وكذا بالهزل الجاد في اقتراح النفس وتزكيتها لتبوئ منصب عال .انها محطات دالة ولابد للقارئ ان يتأملها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *