هل كل من ترشح لمنصب مدير أكاديمية أو نائب يصلح لهذا المنصب ؟؟؟
هل كل من ترشح لمنصب مدير أكاديمية أو نائب يصلح لهذا المنصب ؟؟؟
محمد شركي
مررت صبيحة هذا اليوم بأكاديمية الجهة الشرقية لبعض شأني ، فسألت عن عملية إيداع ملفات الترشيح لشغل منصب إدارة الأكاديمية أو تدبير شأن النيابات الشاغرة بالجهة والوطن حيث كان يوم أمس هو آخر موعد لإيداع طلبات الترشيح ،فأخبرت بأن خلقا كثيرا من الجهة الشرقية رشح نفسه لهذين المنصبين خلافا لما جاء في مقال الأخ الفاضل الأستاذ محمد المقدم على هذا الموقع وغيره من المواقع . وعندما كشف لي النقاب عن أسماء بعض الذين قدموا طلبات الترشيح تبادر إلى ذهني السؤال التالي : هل كل من ترشح لهذين المنصبين أحدهما أو كلاهما يصلح لهما ؟ وقد يقول قائل ما دامت شروط الترشيح متوفرة ، فما المانع من ذلك ؟ هذا منطق سليم ومقبول ومعقول أيضا إلا أن الأمر أكبر من شروط الترشيح خصوصا عندما تختزل هذه الشروط في الترتيب في ارتب الوظائف ودرجاتها، لأن القضية تتعلق بمسؤولية خطيرة تتطلب أهلية وخبرة وكفاءة ونظافة لا تغني عنها الرتب والدرجات والسلاليم شيئا خصوصا عندما تكون هذه الرتب قد حيزت عن طريق التقادم فيما دونها من الرتب ، وصار التقادم ذريعة للترقي في مساطر وزارة تخضع لابتزاز اللوبيات النقابية حتى طمع الطامعون في ما لا يحق لهم من المهام والمناصب ، وصارت بعض الأطر في حكم السائبة يحلم بها كل من هب ودب ، وكل من لا يميز كوعا من بوع . وعندما تحدث الأخ السيد محمد المقدم عن العزوف عن الترشح لمنصب إدارة الأكاديمية أو تدبير شأن النيابة ربما كان يضع نصب عينيه عينة من الذين تخطب ودهم المناصب وهم فيها زاهدون ولا يتهافتون على خطبة ودها كما يفعل غيرهم، وهي فيهم زاهدة . فهذه العينة يئست من هذه المناصب بعدما صارت تنال عن طريق المحسوبية والزبونية الحزبية وغير الحزبية ، والأدلة عليها دامغة وقاطعة ومن أنكرها أو جحدها قلنا له تعال نبتهل إلى الله ونجعل لعنته على الكاذبين .
ومعلوم أن في هذه العينة من هو أهل لهذين المنصبين وجدير بهما ، ولكن تمنعه أنفته من أن يتقدم للترشح لهما لأنه يرى من لا يستحق قد نالها عن طريق المحسوبية والزبونية فيربأ بنفسه أن يختلط بهؤلاء ، وفيهم نماذج للمذلة والخسة ، ورضيت أن تعفر أنوفه في التراب ، وهو قبل هذا وذاك بلا أنوف حقيقية بل بأنوف لا تزيد عن نفث النخامة لا غير، وتأبى الكرامة والعزة والنخوة أن تسكن أنوف ليس فيها سوى المخاط . والناس في طلب المناصب معادن،فهناك من لم يحصل له أبدا أن عرف قدره، لهذا فهو دائما يخطىء الجلوس فوق قدره ، ولا يحصل له أبدا أن يجلس دونه لجهله به أصلا . وليس من قبيل العبث القول المأثور : » إذا لم تستحي فاصنع ما شئت » فالذي لا يعرف قدره لا يمكن أن يستحي ، لهذا فهو يفعل ما يشاء بما في ذلك طلب ما لا ينبغي له وما لا يستطيع . ولقد عجبت أشد العجب لوجود ضمن المترشحين من طرد من الباب وزهد فيه ، ولكنه صار يحاول الولوج من النافذة ، وحاله حال الدجاجة التي غسلت رجلها وتناست ما فات عليها كما يقول المثل الشعبي لمن يتناسى بسرعة جريرته وسوء فعله ، كما عجبت لمن لا يستحق مرتبة ما دون مرتبة الحالية التي يوجد بها لفشله الذريع ولإساءته وانتشار رائحة عفن تدبيره الزاكمة للأنوف ، ومع ذلك يتطاول على ما فوق مرتبته لأنه لتفاهته يطمع فيما فوق قدره وطاقته .
وعجبت لمن تتوفر فيهم الأهلية ، ولا يخفى أمرهم على من يعرف أقدارهم ، ومع ذلك زهدوا فيما تهافت عليه غيرهم ، لأنهم يعرفون جيدا أن هذه المهام قد صارت في حكم السائبة منذ زمن بعيد بسبب الزبونية والمحسوبية . ومما يروج حاليا عن عملية الانتقاء أن الانتقاء قد حصل بالفعل ، وأن عملية الانتقاء ستكون شكلية لذر الرماد في العيون على غرار ما جرت به العادة السيئة على من سنها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لأن وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة عليه ، وهو أمر سينكشف بعد الكشف عن النتائج حيث لا يمكن للمحسوبية والزبونية الحزبية أو غير الحزبية أن تخفى على ذي لب يميز الغث من السمين وهو من أهل الخبرة بالقطاع . فقطاع التربية يعرف جيدا أهله ولا يمكن أن تخفى عليه خليقة أحد مهما كانت . ولنا موعد مع هذا الموضوع بعد ظهور نتائج الانتقاء للتنويه بالنزاهة إذا ما قدر لقطاع التربية أن يذوق طعمها لأول مرة أو للتنديد بقذارة الانتقاء من زبالة المحسوبية والزبونية الحزبية وغير الحزبية . فهل سيعرف المغرب تغييرا في اتجاه الإصلاح أم أن قدره أن يظل الفساد جاثما على صدره يغير جلده وأشكاله ويموه على حال كحال دار لقمان ؟
1 Comment
Merci Oujda City de publier, c’est important pour les petites qui sont dans la course au relai…
Si Chergui, j’admire, encore une fois, ton sens du ciblage qu’il faut dans la vérité vraie… Superbe article et superbe réaction professionnelle, tu es -à ce niveau- le « donneur de leçon accepté, souhaité, recherché… »
Je suis fier de toi -une fois encore- ; compte sur moi pour le « suivi » de ce « dossier »…