شارة اللواء الأخضر الإيكولوجي فرض عين على كل مؤسسة تربوية
شارة اللواء الأخضر الإيكولوجي فرض عين على كل مؤسسة تربوية
محمد شركي
وجه لي السيد الفاضل مدير مدرسة ابن الهيثم الإيكولوجية بمدينة أحفير نيابة بركان دعوة كريمة لحضور لحفل تسلم اللواء الأخضر الإيكولوجي العالمي بعد فوز مؤسسته إلى جانب مؤسستين بنيابة الناظور، و مؤسسة بنيابة وجدة أنكاد ، وذلك يوم الاثنين الماضي . وبالفعل شهدت رحاب مؤسسة ابن الهيثم حفلا رسميا حضره السيد عامل عمالة بركان محفوفا برؤساء مصالح القطاعات العمومية ، والسيد مدير الأكاديمية محفوفا بنواب الجهة الشرقية ومختلف الفعاليات التربوية ، فضلا عن مجموعة من الآباء والأمهات والأولياء ، ومجموعة من المهتمين بالشأن الإيكولوجي. ولقد كان ترتيب الجهة الشرقية مشرفا جدا بالنسبة للحصول على الشارة الخضراء الإيكولوجية كما جاء ذلك في كلمة السيد مدير الأكاديمية ، فضلا عن حصول العديد من المؤسسات التربوية بالجهة على شواهد تقديرية موقعة من طرف صاحبة السمو الأميرة للا حسناء . ولقد كان الحفل بهيجا بفضل براعم هذه المدرسة النموذجية في المجال الإيكولوجي حيث عكست مرافقها بشكل واضح اهتمام الناشئة فيها واهتمام من يتولى تربيتها حضور الوعي الإيكولوجي . ولقد اغتنمت فرصة وجودي بالمؤسسة رفقة الأخ والزميل الأستاذ الفاضل محمد عالم مفتش مادة اللغة الفرنسية بنيابة بركان، فطفت بمرافق هذه المؤسسة ،وعاينت كيف استطاعت أن تحظى بشارة اللواء الأخضر الإيكولوجي . فمن خلال جهود الطاقم التربوي وعلى رأسه السيد رئيس المؤسسة مع مجموع المربين وجهود كافة المتعلمين سارت هذه المؤسسة بفضل ناديها البيئي والصحي نحو الرهان على الظفر بالصفة الإيكولوجية لهذه المؤسسة النموذجية ضمن المؤسسات الإيكولوجية عبر التراب الوطني . ولقد تشربت الناشئة بهذه المؤسسة ثقافة إيكولوجية واعدة حيث استوعبت فكرة ترشيد استعمال الماء والطاقة ، وفكرة العناية بالنبات والحيوان ، وفكرة التعامل الصحيح مع النفايات من خلال عملية فرزها النوعي ، ومن خلال الوعي بالغذاء الطبيعي الصحي. ولقد حرص الطاقم التربوي مشكورا وعلى رأسه رئيس المؤسسة على ترسيخ مفاهيم المحافظة على الماء والطاقة ، وحسن معالجة النفايات ، والحفاظ على التنوع البيئي النباتي والحيواني ، وحسن التغذية في أذهان الناشئة من أجل أن ينعكس في شكل سلوك إيكولوجي يومي داخل وخارج هذه المؤسسة . وحصول هذه المؤسسة على الشارة الإيكولوجية الخضراء لا يمكن أن يختزل في شكل فوز بشعار فقط، بل يعني أن هذه المؤسسات التربوية الابتدائية ومثيلاتها الفائزة بنفس الشارة قد بدأت تنزيل وتفعيل التربية الإيكولوجية التي ظلت لعقود من السنين عبارة عن تربية نظرية مبثوثة في البرامج والمقررات الدراسية دون أن ترقى إلى مستوى التفعيل في الواقع المعيش . وفي اعتقادي أن شارة اللواء الإيكولوجي من المفروض أن تصير فرض عين بالنسبة لكل المؤسسات التربوية بجميع أسلاك التعليم ، ولا تكون مجرد فرض عين يسقط عن معظم هذه المؤسسات بسبب اهتمام قلة منها بالثقافة الإيكولوجية . وآمل أن تخرج الاحتفالات الرسمية مستقبلا عن طابعها التقليدي الذي لا يتجاوز الاستماع إلى كلمات الترحاب ، وتوزيع الجوائز، إذ كان من المفروض أن يلتفت إلى الناشئة وإلى أنشطتها الإيكولوجية الملموسة في المؤسسة . ومع شديد الأسف لا زالت التظاهرات عندنا تحتفل بالوفود الرسمية ، ولا تحتفل بالذين يصنعون هذه التظاهرات خصوصا عندما يكون هؤلاء فلذات الأكباد الذين كان سلوكهم وراء الحصول على شارة اللواء الأخضر الإيكولوجي. فلولا هؤلاء الصغار لما رفرف هذا اللواء وسط هذه المؤسسة التربوية ، لهذا كان من المفروض أن يلتفت الاحتفال الرسمي إلى أنشطة هؤلاء البراعم أكثر من الاهتمام باستقبال الوفد الرسمي الذي ربما قد لا يكون له مقدار قلامة ظفر من مساعدة أو عون لهؤلاء الصغار . وآمل مستقبلا أن يتغير أسلوب الاحتفال بمختلف التظاهرات داخل المؤسسات التربوية من خلال التركيز على الناشئة وإظهار الاهتمام بما تنجز وتقدم عوض الحرص على صرف كل الاهتمام إلى الوفود الرسمية التي لا تجيد أكثر من تسليم الجوائز والتقاط صور تذكارية ، وكأنها هي صانعة التظاهرات ، أو هي التي تعطي هذه التظاهرات حجمها الحقيقي من الأهمية . وكنا نود أن نسمع أو نشاهد من الناشئة مدى استيعابها للمفاهيم الإيكولوجية من خلال أنشطتها المتنوعة عوض اختزال الحفل في بروتكول رسمي حرصا على وقت الوفد الرسمي الذي من الواجب عليه أن يضحي بوقته من أجل الناشئة ، ومن أجل تشجيعها ، وتحسيسها بأهمية ما تقوم به نحو محيطها الإيكولوجي . ومن هذا المنبر أخص الناشئة في مدرسة ابن الهيثم الإيكولوجية وطاقمها التربوي وعلى رأسه السيد المدير والسادة المربين بتحية وشكر جزيل على ما تم إنجازه ، وآمل أن تستمر تلك الإنجازات ، وتتبعها إنجازات أخرى من نفس الحجم أو أكثر من أجل انطلاق الوعي الإيكولوجي من داخل المؤسسات التربوية ليشمل كل مرافق المجتمع حيث يلمس غياب الوعي الإيكولوجي بشكل ملحوظ من خلال غياب ثقافة ترشيد استعمال الماء والطاقة ، والتعامل مع النفايات ، والتعامل مع البيئة الحية ، والتعامل مع التغذية السليمة . ومن المؤكد أم المجتمع يعرف إسرافا كبيرا في الموار بسبب غياب التربية الإيكولوجية السليمة التي يجب أن تنطلق من المؤسسات التربوية نحو باقي مؤسسات المجتمع .
1 Comment
Plaisir renouvelé, une fois encore, de lire M. Chergui.
Plaisir aussi d’être interpelé sur cet espace qui nous interpelle tous, nous autres « éducateurs » : parents, enseignants et autres « intéressés »…
L’école Ibn Al Haytam a, avec trois autres écoles de notre chère région, réussi à créer l’évènement. Nous n’avons qu’à nous en féliciter, nous autres « professionnels »…
Nous avons ce droit –de nous en féliciter- quoiqu’il en soit, quels que soient les contingences de la « mise en vitrine »…car, au-delà, le « vrai » ne peut-être que de l’ordre du réellement accompli…pour les petites têtes nous accueillant avec l’innocence de leurs chansonnettes… le reste n’importe pas vu qu’il est condamné à ne relever que de l’ordre du passager, de l’éphémère… Bientôt, très bientôt, ces petites têtes grandiront et se rappelleront ce jour… Espérons qu’entre elles – ces petites tête- quelques unes ne « grossiront » pas trop et rendront superposables nos attentes aux idéaux déclarés…
Comme toi, je voudrais rendre un hommage à tous ceux qui ont réussi l’événement, à Ahfir, à Nador, à Oujda en leur déclarant mon haut respect dû aux sacrifices consentis (…) dans cette intelligence qui sait outrepasser l’ingratitude habituellement « de service »…