الإعلام الفرانكفوني في المغرب وسؤال الموضوعية
إذا كان أقوى منبر إعلامي شعبي بالمغرب وهو « هسبريس » يؤكد من خلال استطلاع رأي أن حصيلة حكومة بن كيران خلال السنة الأولى إيجابية، فإن الصحافة الفرانكفونية ترى عكس ذلك. فنادية صلاح رئيسة تحرير ليكونومست لم تكتف في افتتاحيتها ليوم 4 يناير بنقد السياسة الاقتصادية للحكومة و هي تتحدث عن عجز الميزان التجاري، بل حملت المسؤولية لكل نواب الأمة، أغلبية ومعارضة، لسلبيتهم أمام رئيس الحكومة، ناعتة إياهم بخرفان العيد، بأسلوب تحريضي مكشوف و نظرة استعلائية واضحة. مما اعتبرته الفرق النيابية إهانة للمؤسسة التشريعية، وجعل غلاب يرد عليها في بلاغٍ لهُ و يتهمها بجهل الأدوار الحقيقية للبرلمانيين و بعدم استحضار « حرصَ مجلس النواب بكافة مكوناته خلالَ مناقشة مشروع قانون الماليَّة لسنة 2013، على دراسة مختلف القضايا الاقتصاديَّة والمالية المقترنة بالوضعية الاقتصادية للبلاد، بما في ذلكَ وضعية الصادرات والواردات، بنقاش عميق من قبلِ نواب الأمة ».
ومن جهتها، قالت مجلة جون أفريك (إفريقيا الفتاة !) الصادرة بفرنسا، إنَّ إسلاميِّي الحكم في المغرب لا يزالونَ بعيدينَ عن الوفاء بوعودهم الانتخابيَّة بعدَ مضيِّ عامٍ على تنصيبِ حكومة عبد الإله بنكيران، إذ إنَّ نسبةَ النموِّ التي قيلَ إنهَا ستبلغ 7% استقرتْ بالكاد في حدود 3% السنة الفارطة، وعجز الميزانيَّة أُبقيَ عليه في حدود 3% من الناتج الداخليّ الخام، في ظلِّ ارتفاعِ الاستثمارات العموميَّة بنسبة 12.8%.
وهو نفس الخطاب الذي دأبت على ترديده بعض الأقلام الفرنكفونية بالمغرب، رغم تأكيد الحكومة مرارا على أن نسبة النمو 7% حددها البرنامج الانتخابي للإسلاميين في أفق 2016 ! فهل من قبيل الصدفة أن تتحرك هذه المنابر في خرجات متزامنة بنفس الخطاب وكأن رئيس تحريرها شخص واحد؟ وهل من الصدفة أن تفتح أوجوردوي لوماروك صفحاتها لمناورات شباط من أجل إرباك الحكومة بعدما تمكنت من فرض الاستقرار والأمن في المجتمع وبدأت في مباشرة الإصلاحات الكبرى؟ شباط الذي يريد إزاحة نزار بركة بعد التقرير الذي أنجزته مجموعة « أوكسفورد بزنس »حول المغرب، والتصنيف الذي اختارته المجموعة الدولية « فاينانشل تايمز « لوزير المالية كأفضل وزير في الشرق الأوسط ؟! والمفارقة هنا هي أن الصحافة الأنكلوفونية تدافع عن إنجازات الحكومة في مقابل هجوم الصحافة الفرانكفونية.
والخلاصة أن تقييم المنابر الفرانكفونية للحكومة المغربية، أي حكومة، يضل أبعد ما يكون عن الموضوعية، فالمواقف تدور مع المصالح و الضغط يتم من خلال الأذرع الإعلامية الموالية لفرنسا. وبالتالي كلما شعرت هذه الدولة بتهديد مصالحها من خلال الانفتاح على الرأسمال الخليجي مثلا، كلما صعدت هذه المنابر من لهجتها وحركت أبواقها في الداخل.
3 Comments
كيف نسي الاعلام الفرنكفوني الاشارة الى ان الاقتصاد المغربي تساهم في نموه عوامل محرمة شرعا وقانونا كالرشوة والفساد والتهرب الضريبي واستغلال النفوذ والمتاجرة في المخذرات والتهريب بكل انواعه والدعارة استعباد العمال واستغلالهم حتى النخاع واقتصاد الريع واستقطاب اموال ورساميل دول الخليج لتبييضها في المغرب? نتمنى أن يكون ذالك مجرد هفوة من طرف الاعلام الفرنكفوني فقط.
L e PJD restera toujours le meilleur parti quoiqu ils disent!
هذا الإرث الثقيل طبيعي جدا، لأن الذين حكموا منذ الاستقلال لم انبهروا بالتيارات العلمانية والحداثية المغشوشة والماركسة الجدلية وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه. مع حكومة المعقول كل شيء سيتم استدراكه بإذن الله لأن الشعب عاق وفاق. نحياتي