الهجوم على المدرسة العمومية لأنها الحلقة الأضعف في المجتمع ولا تحقق الثراء الفاحش
حينما يزداد العنف تجاه رجال والتعليم والمدرسة العمومية بصفة عامة فإننا لا نستغرب هذا السلوك العدواني في مجتمع متخلف تنخره الأمية والجهل والشعوذة وغيرها من السلوكات التي تحتقر الثقافة والعلم وترى أن الأميين يصبحون أغنياء بقدرة قادر في ظرف وجيز بينما رجل التعليم يبقى فقيرا طوال حياته وهذا الخطاب كرسته سنوات الظلم والقمع التي دشنت الهجوم على المدرسة العمومية ، فقد كانت قطاعات وزارية أخرى تهاجم رجال التعليم بدعوى أنهم ضد السلطة وأنهم » شبعو كروشهم » في حين أننا نلاحظ اليوم هذه القطاعات تشهد احتجاجات لامثيل لها فهذا تطور مهم في الوعي .
والعنف الذي ازداد بشكل وحشي في مجتمعنا هو عنف عام كرسته النزاعات القبلية والعائلية ، وفشل السياسات الاقتصادية التي انتهجت منذ الاستقلال إلى الآن وله أسباب أخرى نفسية واجتماعية ترتبط بطبيعة المجتمع المغربي نفسه ، ويمكن اختصار أسباب هذا العنف تجاه رجال التعليم والمؤسسة التعليمية كما يلي :
1- نعيش انفصاما في الشخصية حيث يتعرض الصغار إلى نوعين أساسين من المؤثرات : تأثير الوالدين المقهورين بدورهما بالخرافات والشعوذة والنزاعات العدوانية العائلية والقبلية . وتأثير الوسائل السلطوية والإعلامية التي تفرض قوتها على المجتمع وتبقى المدرسة هي الأداة الثقافية التي لا تملك سلطة القهر مما يسهل على التلاميذ إفراغ شحنتهم العدوانية على المدرسة ، ولقد لاحظنا بالملموس على أن الكبار ،كذلك ، يعتدون على رجال التعليم والمؤسسة ولكنهم أمام قطاعات حكومية أخرى تراهم في حالة خوف .
2- المجتمع المغربي جزء من الجنس العربي الذي يميل معظم أفراده إلى العنف والذبح والسب والطغيان وينفرون من العلم والثقافة والصنائع والسياسة ( أنظر مقدمة بن خلدون ، جل الإرهابيين من العرب ، أحداث المغرب الإرهابية …….) .
3- نرتكب خطأ تربويا ، في الأسرة ، حينما نترك الطفل ، وهو في سن مبكرة ، يعاين عمليات الذبح في المناسبات الاحتفالية العديدة فتلك الصور تبقى راسخة في الذهن قد يجسدها بنفسه في لحظة ما من عمره .
4- تراخي الكثير من الأسر في مهمة تربية الأبناء والانشغال بأمور تافهة في الحياة إذ يلاحظ أن الكثير من العائلات تضيع وقتا مهما في التسوق والتجول في الشارع ولكنها لا تخصص أي وقت للإطلاع على وضعية أطفالها في المدارس . ( إدارات المؤسسات الإعدادية والثانوية تعاني يوميا من سلوكات تبرهن بالملموس على سوء التربية ومشاكل عديدة مع بعض الآباء والأمهات وهناك تفاصيل عديدة ندرجها ضمن السر المهني ……..) .
5- هناك بعض الاسر تعطي الحرية التامة لأبنائها ( لفشوش ) ولا تريد من المؤسسات التعليمية أن تحد من هذه الحرية المطلقة مما يؤثر سلبا على مهمة الإدارة والأستاذ معا : فقد أصبح الأستاذ يطلب من بعض التلاميذ طيلة الحصة إخفاء الهاتف النقال وعدم أكل الزريعة وتجنب الثرثرة مع الأصدقاء وغيرها من السلوكات المشوشة على التلاميذ وعندما يطبق القانون الداخلي للمؤسسة يصبح الأستاذ عرضة للعنف من طرف التلميذ السيئ وأبوه الذي » لا يخطئ « .
6- تعتقد الكثير من الأسر عن جهل مطبق أن المدرسة العمومية لا تقودهم إلى حياة التجار الأغنياء فيهاجمون موظفيها بالسكاكين والسب ولا يكلفون أنفسهم الاستفادة من أطر المؤسسة لفهم حقيقة المشاكل الاقتصادية والسياسية .
وفي رأيي ، الحلول التي يفرضها الواقع المغربي ترتكز على الإجراءات الضرورية التالية :
+ زيارات الآباء والأمهات للمؤسسات التعليمية من حين لآخر قصد تتبع نشاطات وسلوكات أبنائهم بالاتصال المباشر بإدارة المؤسسة التي تملك المعلومات الضرورية .
+ مطالبة الأسرة أبناءها باحترام القانون الداخلي للمؤسسة التعليمية والذي يحدد واجبات وحقوق التلميذ ويوضح العلاقة بين التلميذ والمؤسسة .
+ تطبيق الصرامة والجدية مع الأبناء في المنزل لتدريب الطفل على احترام الآخرين خارج المنزل ولكي يفهم على أن الآخرين لا يمكنهم أن يتحملوا سوء التربية في المدرسة أو غيرها .
+ إبعاد الطفل أقل من 10 سنوات عن عمليات الذبح التي تتم في الحفلات المختلفة .
+ تحفيز التلميذ على حب المدرسة العمومية والتعليم والثقافة لأنها سر قوة الشعوب المتقدمة .
+ التحفيز المستمر وبدون كلل للتلميذ عل احترام النظام واستعمال العقل في الحياة كسلوك يختلف به الإنسان عن الحيوان المتوحش .
يتطلب هذا الموضوع تحليلا واسعا وشاملا لمختلف العناصر المتشابكة ولكنني اقتصرت على إثارة بعض جوانبه العامة للمساهمة في الجدال الدائر حول العنف تجاه رجال التعليم والمؤسسة العمومية .
علي سحماوي
2 Comments
نتقدم بالشكر للأستاذ على التحليل الذي جاء به فهو في الحقيقة فيه جوانب مهمة للذكر ضد العنف بالمؤسسات التربوية ونحن بدورنا نشجب وندين أي اعتداء لا على المدرسة العمموميةة أو على أي عامل داخلها إذ ليس من المعقول أن نسمع أو نقبل أي اعتداء على من نعتبرهم وبكل صدق ولا تملق أنهم آباءنا التربويون فاحترامنا لهم هو دائم ومن أعماق قلوبنا .
لكن كان من الأرجح في تحلييلك أن تقف كذلك على مكامن الخلل الداخلي والتسييري في المؤسسسات التربوية إذ من الأجدر أن تذكر العلة بكاملها ومن صلبها دون أن نعطي عبارات لاسلوكية لمجتمع مر من المؤسسة التعليمية فهل جادت علينا معلوكماتك من الإشراك من أجل التتبع والمصاحبة داخل المدرسة وهل فعلا لذيكم الجرئة في إشراك جمعيات الآباء كشريك فعلي في جميع اللأشياء التي تخص المدرسة والتلميذ أم أنكم تعتبرونها فقط نمط مقولاتي ورقم معادلتها صفر في حين أن لها مكانة خاصة بقوة القانون المنظم للتربية والتكوين أين أيام الاستماع وأين المحللل النفسي وأين المرشد التربوي وأين دور ا مجالس المؤسسة كفانا من الأساليب التي تخلق الهوة والكراهية بين الأسر والمدرسةوأي تحفيز تتكلمون عليه وأي مراقبة والتتبع والإبلاغ في حينها أم أننا نكون بارعين في تفريغ الساعات في استعمالات الزمن وترك التلميذ خارج الصور . المسؤولية متقاسمة وتشاركية من أجل إنقاذ مايمكن إنقاده والكلام كثير وهل فعلا فكرت تزويد الأسر بالقانون الداخلي المعمول به في المؤسسات التعليمية ولو للإستئناس وهل فعلا قمتم بيوم تحسيسي حوله كفانا مجانية الكلام
أما عن التسوق والتبضع فهذا ليس وليد الساعة وهل أنت يأتيك التسواق عن طريق التحكم من بعد فماذا تقول وبكل مسؤولية أمام الله وأمام الوطن لأستاذ يمزج التجارة في الأسواق وبين الأمانة المهنية وكيف يكون حاله حين يلج القسم .
لا شك أن المتأمل لمقا ل ألأستاذ سمحاوي يستنتج أن هذا الأخير ينقلنا من العنف المدرسي الى العنف العنصري بعد أن استهدف الجنس العربي ورشقه بتوصيفات مجانية متسترا خلف العلامة ابن خلدون كاشفا عن قصر النظر والفهم للنظرية الخلدونية وحتى يصحح الأستاذ فكرته عن المفهوم الخلدوني للعنصر العر بي أحيله على كتابات المرحوم الدكتور الجابري المتخصص في الفكرالخلدوني بامتياز ,إن العنف المدرسي ظاهرةجديدة على المجتمع المغربي وبالتالي ربطه بذبح المواشي وتنوع المجتمع س المغربي بشريايبقى كلاما غير مبرر,العنف كظاهرة اجتماعية لا تنحصر في الفضاء المدر سي فقط بل تنتشر الظاهرةفي مختلف المرافق الإجتماعيةسواءفي الشارع أو المعامل….. ونحن مطالبون اليوم بالبحث عن السبل المساعدة الى القضاء على العتف أو التخفيف منه لاتأجيج الظاهرةبتحليلات وأفكار مسمومة.