لشكر والزايدي و الاتحاد الاشتراكي !
بقلم لحسن بنمريت روتردام هولندا –
لقد سبق وأن كتبنا مقالا على هذا الموقع الرائد حول موضوع » التعددية الحالية في المغرب وبلطجة المشهد السياسي » وسنحاول أن نتناول موضوعا آخر حول حزب الاتحاد الاشتراكي و مؤتمره الأخيروالذي انتخب فيه السيد ادريس لشكر كاتبا عاما أو زعيما لهذا الحزب للفترة المقبلة .
مما لاشك فيه أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل ان يكون حزبا فهو مدرسة تخرج منها العديد من المناضلين والمناضلات ، مدرسة تعلم فيها الاتحاديون معنى التضحيات ومعنى الالتزام بالمبادئ .
لقدخدم الحزب البلاد سنوات طويلة من أجل محاربة الفساد وتزوير الانتخابات وضد التحكم وقمع الحريات والغاء الحقوق وقهر الشعب وسحق الطبقة الفقيرة .
وبفضل حزب الاتحاد الاشتراكي وحبه لهذا الوطن، وصل المغرب الى ماوصل اليه من استقرار وتقدم في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان وكرامة المواطن وانصاف المرأة والتقليص من سياسة الفساد وسياسة الريع والامتيازات . طبعا لم يأتي كل هذا بالمجان ، بل أدى الحزب ثمنا غاليا من خلال تضحيات جسيمة وتقديم العديد من الضحايا والسجناء والمختطفين والمشوهين والمحرومين .
اذا تركنا هذا جانبا ورجعنا الى المؤتمر الأخير، فرغم أن الحزب استطاع من خلال عقد مؤتمره وحسن تنظيمه ان يكون قد حقق أشياء ايجابية كما استطاع أن يرجع للحزب هيبته ومكانته، لكن الطريق مازال أمامه شاقا وطويلا لتحقيق الأهداف المرجوة خصوصا في ظل مجموعة من المتغيرات المحلية والجهوية والاقليمية والدولية لايسع المجال للتطرق اليها . ورغم اننا تابعنا سير المؤتمر ونتائجه من بعيد ارتأينا أن نساهم بهذه الملاحظات المتواضعة من بلاد المهجر.
أولا : فيما يخص تصريحات الأخ الزايدي و بعد ظهور النتيجة وانتخاب السيد ادريس لشكر أمينا عاما، قال بأن هناك قوى خارجية دخلت على الخط وضغطت على بعض المؤتمرين . فردنا على هذا التصريح للأخ الزايدي – طبعا اذا كان صحيحا – ان أدبيات واخلاقيات حزب الاتحاد الاشتراكي هي التحلي بمبادئ الحزب وعدم الرضوخ لأي جهات كانت ز واذا حصل هذا فعلا فاننا لا نلوم الجهة التي تدخلت بل هؤلاء الذين بنسبون أنفسهم لجسم الاتحاد الاشتراكي ويتركون أنفسهم يبتزون بهذه الطريقة المشينة علما ان الاتحاديين الحقبقبين قدموالتضحيات تلوالتضحيات وصبروا على الظلم والتعذيب وتحلوا بمبادئ الحزب
بينما هؤلاء المشار اليهم ودائما حسب التصريحات التي نسبت الى السيد الزايدي، لايمكن تسميتهم بالاتحاديين ، لأن الذي لايستطيع أن يعبر عن رأيه ويصوت بحرية لايمكنه ان يقدم أي شيء سواء بالنسبة للحزب أو خدمة لهذا الوطن. ألأمر الثاني يتعلق بتصريحات أخرى للأخ الزايدي الذي أكد فيها بأنه نبه الى مسألة تدخل قوى خارجية حتى قبل ظهور النتيجة،لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم ينسحب الأخ الزايدي في الحين ؟ أم أنه انتظر حتى الاعلان عن النتيجة بحيث لو كان قد أصبح أمينا عاما لقبل النتيجة ويكون بذلك قد سقط في سياسة » عفى الله عما سلف » . اذا باختصار شديد، فملاحظات الأخ الزايدي لم تكن موفقة ولا صائبة وكان عليه أن يلتزم بهدوئه الذي عودنا عليه ..
بالنسبة للأخ ادريس لشكر، فاولا وقبل كل شيء نهنئه بفوزه ونتمنى له التوفيق في مهامه رغم ان لنا بعض الملاحظات التي نود أن نسردها بعجالة في هذا المقال ، خصوصا تدخلاته وتصريحاته الأخيرة ونخص منها بالذكر، ما حاء في برنامج مباشرة معكم الذي يديره السيد جامع كلحسن والذي حضره كذلك السادة فتح الله ولعلو ولحبيب المالكي وأحمد الزايدي و محمد الطالبي . تصريحاته ومهاجمته لحزب العدالة والتنمية لم تكن موفقة بالمرة . وكاتب عام وقائد لحزب كبير بحجم الاتحاد الاشتراكي ، يجب أن يكون أولا وقبل كل شيء ، هادئا ومترفعا عن كلام مثل الذي تتبعناه مباشرة على التلفزيون والذي استعمل فبه المفردات الاتية:- .. أصحاب اللحية – … الزاوية – … ها الحجاب الحقيقي – الى غير ذلك من المصطلحات التي لا تليق بزعيم حزب .واذا كانت هناك أحزاب أخرى تقوم بنفس الشيء، فيجب على السيد لشكر أن لايحذو حذوها ، لأنه ليس مبتدئا في السياسة ، بل اكثر من هذا، فانه ينتمي الى حزب كبير وعريق يتطلب التحلي بالحكمة والتبصروالرزانة ويجب أن تكون معارضة الحزب للحكومة الحالية معارضة بناءة وموضوعية ومبنية على الاحترام دون تقزيم الآخر وعدم استعمال مصطلحات لاتليق بحزب تاريخي . علما أننا لسنا هنا بصدد اعطاء الدروس لأحد ، بل واقع السياسة يفرض ذلك والأحزاب القوية لاتتاثر بالعواطف والانجرار وحتى الشعب المغربي سواء داخل الوطن أو خارجه ، لم يعد يتقبل سياسة » تخراج العينين أو الضرب على الطاولة » من أي جهة كانت ، بل ينتظر النتائج الملموسة ويثق في المعارضة الهادئة والرزينة .
أمام هذا ، فالحزب مطالب الان بوضع استراتيجية واضحة ومدروسة للعمل. وعليه أن يبادر بمصالحة القاعدة لأن بدون ذلك ، لن يحصل على نتائج ايجابية في المستقبل. كما يجب على الحزب أن يدرس تحالفاته وتكتلاته بعناية فائقة و الابتعاد عن التنسيق مع أحزاب في المعارضة الحالية لايجمعها مع حزب الاتحاد الاشتراكي الا البر والاحسان ، لأن ذلك سيؤدي الى انتحار سياسي وموت بطيئ للحزب. فعلى السيد لشكر أن يتحمل مسؤولياته كاملة في هذا الاطار وعلى الاخوان الغاضبين ألا يختزلوا مصير حزب كبير في مجموعة من الأشخاص. وعليهم أن يتكتلوا لتوجيه الحزب ووضعه في المسار الحقيقي . وكم تمنينا من قادة كبار أمثال السيد عبد الرحمان اليوسفي والسيد لحبابي وآخرون أن يبقوا بجانب الحزب ولو في لجنة يمكن أن تسمى لجنة الحكماء تعطي التوجيهات والاشارات والدعم ولو من بعيد .
أخيرا ، لايسعنا الا نقدر تصريحات السيد ادريس لشكر الذي أكد فيها بان تسيير مهام الحزب ستكون بصفة جماعية وتشاركية ولا مكان للزعامة أو للانفرادية بالقرارات قيها، ونتمنى أن يسترجع الحزب دوره الطلائعي ويساهم في الاصلاحات الكبرى وبناء المؤسسات ،كما نتمنى التوفيق والنجاح لكل من يريد الخيروالرفاهية للشعب المغربي والاستقرار لهذا الوطن وكل عــــام و انتم بألف خيــر .
Aucun commentaire