Home»National»أربع رجال ومستقبل المغرب

أربع رجال ومستقبل المغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

لعل المتتبع لتاريخ المغرب الحديث وحاضره الحالي يدرك ان هناك اربع تيارات هي التي صنعت حاضرنا المعيش وهي التي ستصنع وضع بلادنا في المستقبل.
اولها مؤسسة القصر ومن يحوم حول حماها .فقد لعب الحسن الثاني الدور الهام في الحاضر الذي نعيشه, فمع بداية الاستقلال كما صرح لفقيه البصري عرض الحسن الثاني على المعارضة المتمثلة انئذ في اليسار التعاون من اجل بناء المغرب وتجنب الصراع بين مؤسسة القصر والقوى الوطنية. الا ان اليسار الذي كان يشعر بحالة من القوة التي يتمتع بها سواء من ناحية تجذره الشعبي وبخاصة في الشباب او من ناحية الدعم الخارجي الذي يتمثل في القوى الثورية التي كانت تنتشر كالفطريات في كثير من بلدان العالم او من المعسكر الشيوعي والانظمة التابعة له: هذه الحالة جعلته يشعر بشيء من الاستعلاء فليس بينه وبين الامساك بالسلطة الا نزر يسير من الوقت ويكون في سدة الحكم ينصب المشانق لمعارضيه الذين كانت تهمة الرجعية والعمالة للغرب المستعمر وعلى رأسها هذا الملك الذي جاء بهذا الطلب يستجدي رضاه كانت جاهزة مع محاكم صورية تلفق وتنتهي القصة الدرامية كما تمت في كثير من البلدان النامية. اقول هذ الاستعلاء جعلهم اي اليساريون يرفضون ذاك العرض الذي لو نفذ لكان فيه خير كثير للبلد بكل فئاته السياسية ولكان الواقع المعاش غير الذي نراه.
بعد الرفض بدأ الصراع المرير على السلطة بين ملك شاب طموح ينظر للمستقبل ويجد القوى التي كان يعول عليها في البناء تتهيأ للانقضاض عليه والخلاص منه وبالتالي لم يكن امامه الا ان يستعين بخصومهم لكبح جماحهم نحو السلطة ولو اقتضى الأمر التعاون مع من كانوا في الامس القريب أداة لخدمة المستعمر من أمثال الجنرال أوفقير وغيره, هكذا يجد المغرب نفسه أمام حرب حقيقية ولكنها صامتة . فمنذ البداية تمت تصفية الكثير من الوطنيين تحت مسميات كثيرة وقد ساعد على هذا الامر الامية المنتشرة في المجتمع التي لا يتحرى الحقيقة ولمن اراد معرفة الكثير من التفاصيل ان يراجع المؤلفات التي تحكي تفاصيل الجرائم التي ارتكبت في الماضي واحيل هنا بالتحديد الى كتاب الأغلبية المخدوعة من خلال محنة مناضل للاستاذ محمد أوراضي وهو كتاب يفصل في اغتيال الوطنيين عقب فترة الاستقلال مباشرة بعد تغول فصيل اليساريين المنضوين آنذاك تحت حزب الاستقلال.
ماذا تريد من ملك يرى مناضلي ورفاق الامس في المقاومة يتهيؤون لنصب المشانق له ولغيره ان يفعل و خصوصا بعد ان تأكد وقوفهم ودعمهم لعمليتين انقلابيتين فاشلتين. نعم لقد بالغ الملك الحسن الثاني أو لنقل أعوانه صادقين بالغوا في تصفية منافسيه وبالتالي تعرض كثير من الشرفاء المناضلين وايضا المواطنين البسطاء للظلم والاعتقال والتعذيب بل وحتى التصفية,وكثير من الذين عاشوا فترة الستينات والسبعينات يحكون عن تلك الماسي فيكفي ان تكون على علاقة صداقة او زمالة مدرسية او عملية كافية  لاعتقالك واستنطاقك وما يتبع ذلك وان كنت محظوظا يتأكد من براءتك وتترك مع توصية  : اياك و الكلام والحديث عما جرى لك او رأيت في مكان الاعتقال والا ستعاد الى ما كنت فيه ولن تخرج ثانية الى العالم….
لقد عمل الحسن الثاني الدور الرئيس في تصفية اليسار سياسيا من الساحة ,فبعد سنوات الرصاص والاعتقال وتعقل او لنقل ترويض الجناح الرئيس في اليسار والمتمثل في اليسار الرسمي الذي وصل الى قناعة اصلاح النظام وتغييره من الداخل,ونظرا لكونه ما زال يشكل خطرا على النظام كان لا بد من توريطه في تحمل المسؤولية وبذلك يتحقق النظام نتيجتين مهمتين اولاهما محاولة الخروج من عنق الزجاجة المتمثل في السكتة القلبية كما وصفها الملك الراحل والثانية ضمان انتقال سلس لحكم البلاد من الأب الذي شعر بدنو أجله نتيجة المرض لولي  عهده المعد سلفا لتسلم المهام دون مشاكل هكذا نشهد حاكما جديدا يخالف سلوكه سلوك والده فبدل الملك الحذر المحتاط او لنقل المدفوع لاخذ الحيطة والحذر نجد ملكا شعبيا يتواصل مباشرة مع شعبه ويزيل كثيرا من البروتوكولات التقليدية المتوارثة.هكذا تم توريط اليسارفي مستنقع السلطة فتمت تعريتهم  امام الشعب المغربي فبدل الظهور بصورة المناضل المقهور الصبور الذي يضحي من أجل الدفاع عن شعبه اصبحنا امام اناس يبيعون ويشترون بتاريخ وتضحيات رفاقهم في النضال فكيف بشعب مسكين لا يدري ما كانو يخططون له, بدل مناضلين ينادون بتاميم ثروات البلاد وتوزيع ريعها بعدالةعلى ابناء الشعب راينا رفاقا يبيعون املاك الامة للشركات العالمية فاصبحوا بفعل الفساد من أكبر البورجوازيين فيها

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *