Home»Régional»في مواجهة مفتوحة مع السلطات المحلية….العربات المجرورة تخوض آخر معركة للبقاء

في مواجهة مفتوحة مع السلطات المحلية….العربات المجرورة تخوض آخر معركة للبقاء

0
Shares
PinterestGoogle+

وجدة – الشرق الجديدة

تباينت المواقف حول ظاهرة انتشار العربات المجرورة بالدواب "الحمير" هناك من انتصر لموقف الولاية الصارم باعتبار أن العربات أصبحت تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للمدينة، تعرقل السير وتشوه الجمالية، وتقلق الساكنة بما تتركه من نفايات خاصة وأن مالكي العربات يزاولون مهنة بيع الخضر، بالأحياء وملتقيات الطرق، وهناك موقف آخر انتصر إلى مالكي العربات باعتبار أنهم يمثلون فئة من الشباب المهمش الذي ضاقت به الحياة، وبحث عن أية وسيلة ليستمر في العيش بعيدا عن مأزق البطالة والفراغ القاتل، وهناك من التزم الحياد، لا رأي له في الموضوع، بل أبدى جهلا بقضية أصبحت تشغل الرأي العام المحلي، لما يمكن أن تمثله من تهديد للاستقرار الأمني والاجتماعي بمدينة وجدة. كانت هذه أهم المواقف التي استقتها جريدة الشرق الجديدة من خلال سبر آراء فئة عريضة تراوحت أعمارها بين 20 و50 سنة، أمام تباين الآراء وتناقضها، تمثل أمام العيان حقيقة واحدة وهي عزم السلطات الولائية على وضع حد للعربات المجرورة بالدواب (الحمير) وفي عزمها هذا تشن السلطة المحلية حربا بلا هوادة ضد مالكي العربات، تتابع خطواتهم وتجمعاتهم، وتشن عليهم هجمات شرسة قد تؤدي إلى حوادث نتيجة فرار العربات بشكل مفاجئ في كل الاتجاهات، ولحسن الحظ، لحد الآن لم تخلف الهجمات ضحايا، بقدر ما خلفت إتلافا للخضر المحمولة والعربات نفسها، وقد تجاوز عدد المحجوز منها 300 عربة، وتعمد السلطة إلى حرقها أو تكسيرها.
أمام خطة الفر والكر التي أصبح ينهجها مالكو العربات، ضيقت السلطات الخناق عليهم، وشنت هجماتها بنقط عديدة، مما أثار غضب وثورة مالكي العربات المجرورة، وانتظموا في شكل جماهيري عريض، وأصبح لهم صوت يعبرون من خلاله عن ضياع مصالحهم ورزقهم بسبب هجمات السلطات المحلية، ودونوا مطالبهم على لافتات بيضاء رفعوها بجانب سوق الجملة للخضر، أين تجمهر أكثر من 100 محتج على سياسة الولاية ومواقفها العدائية ضد الفقراء والشباب العاطل –حسب تصريح أحد المحتجين-.
جريدة الشرق الجديدة، تواجدت بعين المكان محاولة منها تقصي الحقائق ومعرفة المطالب ومواقف الأطراف المتصارعة.
اجتمع أكثر من 100 متضرر من الحملة ضد العربات المجرورة، رفعوا اللافتات والأعلام الوطنية، مرددين شعارات مثل: "الخدما ها هي والعربة فين هي" بينما أحاطت بهم القوات العمومية، من شرطة ومخزن، تراقب الجماهير المتظاهرة، وعلى أهبة التدخل في أية لحظة، خاصة وأن المتظاهرين منعوا خروج أي نوع من الخضر من سوق الجملة تعبيرا عن سخطهم لما يحدث لهم مما أدى إلى مناوشات بينهم وبين القوات العمومية، استعملت فيها العصي للحظات قصيرة، وسرعان ما حل التفاوض بين الأطراف عوض لغة العنف وقد انتدب الجمع المتظاهر ستة أفراد للتفاوض مع الوالي وبالمقابل التزم المتظاهرون الهدوء في انتظار ما ستفرزه المفاوضات الأولية.
رجع المتفاوضون بخفي حنين أي فارغي الوفاض بعد أن أكد لهم الوالي بأن الحديث عن استمرار العربات بمدينة وجدة، حديث غير مقبول وأنه لا يحب أن يرى ولو عربة واحدة بالمدينة.
ظهر الوالي جدي في قراره ويستحيل أن يتراجع عنه، وكان الخبر مثل الصاعقة على المتظاهرين مما زاد من حماسهم وغليانهم إلى أن أخذوا وعدا آخر بلقاء المسؤولين لإيجاد حل يرضي الجميع.
يبدو أن الحل الذي يرضي الجميع لا يعدو أن يكون سرابا مما قد يؤدي إلى تأجج الصراع وتحوله إلى انتفاضة ضد قرار لم يراع الوضعية الاجتماعية لعدد كبير من الشباب والشيوخ والأطفال جعلوا من العربات المجرورة محلات متحركة لبيع الخضر والمواد الغذائية الأخرى، خاصة وأن المسؤولين السابقين، غضوا الطرف عن هذه الظاهرة إلى أن استفحلت وأصبح من الصعب السيطرة عليها، ويمكن القول بأن البناء العشوائي والعربات المجرورة، ظاهرتان متلازمتان فكلما امتد البناء العشوائي، انتشرت هذه العربات، ولا توجد إحصائيات دقيقة لعددها أو لمالكيها، وحسب استجوابنا لبعض المتظاهرين تبين أن عددها مهول إلى درجة أنك تجد حيا بأكمله يملك كل منزل فيه على الأقل عربة واحدة، مثل حي الزرارقة، حي سدرة بوعمود، ناهيك عن الأحياء الأخرى التي تتواجد بها العربات بكثافة ملحوظة، إذن أمام هذا العدد المهول من العربات أي حل يرضي الأطراف المتصارعة؟ لأن المشكل لم يعد مشكلا بسيطا كما يمكن أن يراه البعض، هو مشكل مركب نتج عن فشل الاختيارات التنموية بالجهة الشرقية أو عن غياب هذه الاختيارات بفعل تهميش المنطقة وتركها تفرخ أمراضها فلم يبق أمام المسؤولين إلا حل الاستئصال والبتر، ولكنه حل قد يجلب مشاكل جمة نحن في غنى عنها. تحاول السلطة المحلية أن تمتص غضب مالكي العربات المجرورة وفي هذا الإطار ظهر مقترح تخصيص أماكن معينة للباعة المتجولين شريطة أن يتخلوا نهائيا عن عرباتهم، لكن هذا المقترح لن يكون ساري المفعول إلا بعد شهرين أو ثلاثة، حل رفضه المتظاهرون جملة وتفصيلا، لأنهم لا يملكون قدرة انتظار شهرين أو أكثر بدون أكل خاصة وأن أغلبهم يعول أسرة تتضمن أكثر من خمسة أفراد.
المفاوضات والحوار لازال سيد الموقف إلى حدود هذه اللحظة، ولازالت ثقة المتظاهرين فيمن انتدبوهم للتكلم بصوتهم، وأثناء لحظة الانتظار اقتربت جريدة الشرق الجديدة من بعض المتظاهرين وأخذت منهم الشهادات التالية:
الشهادة الأولى:
الاسم رابح، السن السادسة والعشرون، عدد المستفيدين من العربة 11 فردا يقول: "إنها العربة الثانية التي أخذوها مني، لا أقف في الشارع أتجول بين الأحياء والأزقة أتاجر في الخضر من أجل سد رمق عيش أسرة متعددة الأفراد، إني أساعد أبي بعملي هذا، وهو عمل شاق ومتعب، ماذا يريدون منا؟ عيد الأضحى على الأبواب وأمي بحاجة إلى نقود لإجراء عملية جراحية، من أين سنحصل على النقود؟ لا أحد قدم لنا فرصة للعمل، أخذوا مني العربة الأولى وتركوا لي الحمار، استفلت من أجل عربة ثانية، أخذوها هي الأخرى والحمار لازال معي، مذا أفعل؟ كيف أضمن له هو الآخر أكله"…."
الشهادة الثانية
إبراهيم، السن الثلاثون، عدد المستفيدين من العربة 6 أفراد يقول: "لقد اقترفت جريمة دخلت على إثرها السجن، قضيت المدة الحبسية، استفدت كثيرا، وأردت أن أكون إنسانا آخر، أعمل بعرق جبيني، "الوالدة" تدبرت أمر النقود، استلفتهم، واشتريت عربة وحمار، وبدأت بشيء من الخضر، أتجول في الأحياء بعيدا عن الطرق الرئيسية، عشت مطاردة يومية، إلى أن أحاط بي جمع كبير من رجال السلطة، أخذوا عربتي وتركوا لي الحمار وحده، كدت أرتكب حماقة أخرى ولكن قلت في نفسي سأتدبر أمر عربة أخرى…"
الشهادات وإن اختلفت تتشابه، تحكي معاناة شريحة عريضة من فقراء ومهمشي مدينة وجدة، يحلمون بمدينة تأويهم، يرفضون أن تظل وجدة مدينة العربات المجرورة بامتياز، يتوقون إلى فضاء أجمل يكبر فيه أطفالهم بعيدا عن عربة وحمار يتقاسم معهم الأكل والنوم أحيانا، وفي انتظار أن تتحقق أحلامهم لازالوا يثقون فيما ستفرزه المفاوضات مع السلطة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. زون
    16/06/2006 at 18:56

    نعغلتنت

  2. محمد الوجدي
    23/09/2006 at 21:31

    انا مواطن وجدي حامل لشهادة الباكالوريا لم استطع اكمال دراستي طرقت جميع الابواب لاجد شغلا حتى ضاقت بي الدنيا فلم اجد شغلا بشهادتي هاته لان الشغل ببلدي المغرب محتكر لاصحاب النفود والاغنياء اما الفقراء مثلي والدي يمثل الاغلبية من الشعب المغربي ب70 في المائة لا حض لهم في الوضيفة لانها محتكرة كما قلت ……لا اطيل عليكم لان القلب عامر من الحقرة والتهميش الي نعيشوها فكرت مليا ان اجد شغلا على قد الحال فالتجات الى قرض مال لا يسمن ولا يغني من جوع من احدى الجمعيات فبدات اتاجر مرة ابيع الدخان مرة ابيع الادوات الصغيرة ما يسمى بالعامية لازارتيك ولا كن دون جدوى فلم اقدر حتى ان ان اسدد ديني الدي اقترضته من الجمعية لا ننى دائما مطارد من طرف السلطات العمومية التي تفرض عليك 20 درهم او تحتجز سلعتك المهم كنت دائما معهم كالقط مع الفار لاجل تصوير لقمة العيش وفي بعض الاحيان يصادرون سلعتي وابدأ من الصفر ….. كرهت الوضع ففكرت في اقتناء عربة مجرورة من طرف حمار اعزكم الله استعملها من اجل تامين لقمة العيش بدل الجلوس تحت الحائط بجنب اخوتي العاطلين ولا كن وجدت نفسي مطاردا من جديد من طرف السلطات العمومية فهل علاج الفقر والبطالة الدي يدعونه يكون بهادا العمل ام هاده حقرة ومدلة للعاطلين والشعب الفقير

  3. السرغيني
    30/09/2006 at 12:54

    أي إستبداد هذا…
    الحل هو طرح البديل لا الإستبداد وإلا فإلى أين يذهب أصحاب هذه العربات بعد منعهم من سبب رزقهم الوحيد
    عجيب أمر هذه السلطةالغبية لا تفقه إلا أساليب الظلم و القهر و أعجب أكثر عندما تتحجج بحجة جمالية و رونق المدينة كأن هذا ما ينقصنا بعد دخول المغرب عهده الجديد أو كأن من يعيش في هذا البلد هم الأغنياء فقط تناست أن غالبية الشعب المكممة الأفواه هي الفئة المهمشة المهضومة الحقوق المنهوبة أرزاقها ناهيك فئة الشباب من أصحاب الشواهد الذين لفظتهم السلطة و نبذتهم عدا ذوي الدكتوراه الذين أكرمتهم بحظ وفير من العصي و الهراوات .

  4. مواطن مغربي
    04/11/2006 at 18:00

    والله دا ضلم من الجماعات المحلية واعوانها هل يحاربون الفقير الدي يمثل قاعدة الهرم الاجتماعي الطبقي بالمغرب من اجل اقلية بورجوازية تريد محو مضاهر البؤس والحرمان الدي يعيشه المواطن البسيط هل قدمو له البديل واغدقو عليه بالمساعدات من اجل عيش حياة كريمة ام يضغطون عليه من اجل الهروب من البلد وممارسة حضه البئيس الباقي من الهجرة السرية او لحاق اخوانه اللدين ماتو جهادا عن كسب قوت العيش في البحر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *