Home»International»المغرب يرد على الجعفري

المغرب يرد على الجعفري

0
Shares
PinterestGoogle+

إن المقياس الذي نميز من خلاله بين
المروئة ومن دونها هو النضج : كي يكون
بإمكان المرء الرقي إلى درجة الرشد
فلابد أن تستجيب مواصفاته « لدفتر
تحملات » شرطه الأساسي امتلاك نظرة
للواقع بعيدة عن العبث واللغو. نفس
الشيء ينطبق على الأمم فالفرق بين
البدايات وما يليها هو الفرق بين بلوغ
الأفراد لدرجات متفاوتة من إدراك
المرحلة التي يعيشونها . فوحدة التحليل
تنطلق من الفرد والجماعة ثم الدولة.  ليس
للأمر علاقة هنا بدغمائية فارغة إنما هي
حقائق التاريخ. فالشعوب والأمم في
وجودها أسباب ، فتتحول الأسباب إلى
نتائج تصير مع مر  الزمان تراكمات أفعال.
ففي الوقت الذي كانت فيه الأندلس تعيش
حالة التشردم والتنازع تزايد معها  مد
أُمراء قشتالة، وبعد تشاور وجد العلماء
والوجهاء والقادة الأمويون في الأندلس
أن خير وسيلة للخروج من هذه الحال تكمن
في دعوة المرابطين إليهم لتخليصهم،
فكانت الإستجابة وكانت « الزلاقة »  وكان
اندحار « ألفونسو السادس »، عاد بعد هذا
النصر يوسف بن تاشفين للمغرب بعد أن
أعاد لمسلمي الأندلس روح الثقة
والكرامة، اضطر للعودة مرة ثانية إلى
الأندلس في شهر رجب (1090م) للقضاء على
جيوب المقاومة، تبين ليوسف هذه المرة
تخاذل ملوك الطوائف فعزلهم ووحد
الأندلس.
وهاهو اليوم الرد على الجعفري وعلى
سلالة الأمويين من الشعب السوري الأصيل
بمخيم الزعتري.  وسيلة النجاح فى
السياسة الدولية الحالية تكمن في القوة
الناعمة حين يصبح مفهموم السياسة
الدولية لدولة ما هو شأنها في السياسة
الداخلية. وفي نفس الوقت فهي تعطي
انطباعا بأنها قادرة على ممارسة
سيادتها عبر القوة الصلبة.  « جوزيف ناي »
و »روبرت كيوهين » في كتابهما « القوة
والاعتماد المتبادل: السياسة الدولية
في لحظة تحول »  كشفا أن مساحة تُخلق
للتأثير والنفوذ يمكن في ظلها توظيف
أدوات متنوعة للقوة. قطع العلاقات مع
إيران، عدم إستقبال شمعون بيريز من قبل
الملك محمد السادس بالمغرب وعدم
أستقباله كوندوليزا رايس حين زيارتها
للمغرب، التضامن مع إسبانيا في أزمتها
الإقتصادية، التضامن مع الإمارات
العربية المتحدة في شرعية جزر أبو موسى
هي حالات الإمتثال للقوة الناعمة. القوة
الصلبة حاضرة فاقتناء طائرات إف ـ 16
وتحديث الترسانة الدفاعية يصنف داخل
مدرسة الواقعية في العلاقات الدولية
التي بدورها يؤطرها إتجاهين واقعية
دفاعية وواقعية هجومية.
هاهو المغرب اليوم يجوب مخيم الزعتري
ليواسي الأشقاء الأمويين في محنتهم
ويُلم شملهم ويُضمد جراحهم. هكذا يرد
المغاربة الجواب يا جعفري فالمسؤولية
التاريخية والأنفة والترفّع عن الصغائر
تُجسد تلك العقلانية التي لازمت المغرب
في التعاطي مع السياسة  الدولية بعيدا
عن التهريج والوعيد وأكسبته مصداقية
دولية في مجال التبصر والحكمة في حل
النزاعات.

عبدالقادر فلالي كندا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *