Home»National»جرادة :المسرح بين الامس واليوم

جرادة :المسرح بين الامس واليوم

0
Shares
PinterestGoogle+

/* Style Definitions */

            جرادة : المسرحبين الأمس واليوم   / يحي هورير


أمس كان المسرح بمدينة جرادة ثقافة وطنية احترفها الفنانون تمثيلا و إخراجا ،و احترفها المتفرجون احتراما و تقديرا .فلقد تربى المسرح في أزقة المدينة و علت أصوات الممثلين في أرجاء خشباتها ، ومع هذه الأصوات علا نجم المدينة و سطعت أنوار مسرحياتها في جل ربوع الوطن ،فلا زالت الذاكرة تتزين بجمال  » الخلالة الخضراء  » و هي تضحك بهستيريا رفقة موليير من « اعمايل جحا  » تداعب « دب « تشيكوفسكي بكل حب و أمان
و يرجع الفضل في كل هذا لمجموعة من الغيورين على هذا الفن بمعية شركة المفاحم و نخص بالذكر  » المرحوم محمد سعيد عفيفي » و الأستاذ « جمال الدين دخيسي » من دون أن ننسى الممثلين الذين أدوا أدوار هذه المسرحيات باحترافية تتوزع بين الفطرة الفنية و التكوين الأكاديمي الإبداعي .

أما اليوم فالمسرح يقاوم من أجل تحقيق الوجود و إثبات الذات رغبة من محترفيه في الحفاظ على استمرارية وجودهم الإبداعي و إشباع حاجاتهم الفنية المشتركة ،فرغم الإهمال الذي لاقاه من طرف الجهات المسؤولة فإن محبيه و جمهوره و محترفيه لم يزدادوا إلا تأنقا به و تألقا معه ، و احترفوا بذلك جميع طرقه ووسائله و أدواته التعبيرية و صنعوا من مشاهده و على خشبا ته أجمل تفاصيل حيوا تهم الإبداعية التي ستبقى خالدة على مر العصور ،فلا زال أطفال المدينة يعيشون على إيقاع الخوف مع مسرحية « الوحش « في حين لا زالت الذاكرة تنسج خيوط « حكاية بوجمعة الفروج » فيما احتار آخرون في الإجابة على تساؤلات « خيطانو المجنون ».
كل هذا يدفعنا للتساؤل عن حال المسرح غدا و الخوف من تأبينه على أياد لا تحس بجمالية الفن و رونق الإبداع رغم انتمائهم له .فمن المسؤول عن ضمان استمرارية حياة هذا الفن ؟ و إلى متى سيبقى المركز الثقافي بمدينة جرادة رمزا من غير فاعلية و لا تفعيل ؟ و ما هي السياسات المستقبلية من أجل تكريم اللذين احترقوا شوقا و انتظارا منن أجل سطع نور المسرح و تشرق أنواره كما في الماضي ؟
وبين هذا السؤال و ذاك نوجه خالص احترامنا لجيل امتد عبر جذور الفن في التاريخ من أجل أن يتنفس المسرح على أرض ألفت نكهة الغبار و السيليكوز.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. مسك الليل
    14/10/2012 at 13:53

    لماذا تم إغفال رمز من رموز المسرح أعطى لهذه المدينة الكثير في مجال المسرح و التربية و هو المرحوم محمد مسكين ؟؟؟؟

  2. Anonyme
    15/10/2012 at 14:50

    ليت هذا الكلام يصل الى مسامع اللامسؤول عن ادارة المركز الثقافي بجرادة و ولي نعمته المدير الجهوي و اللذين عاثا فسادا و افسادا للشأن الثقافي برمته،هكذا و منذ ازيد من أربعة أشهر غادر هذا اللامسؤول جرادة بدون حسيب و لا رقيب و كأن الأمر يتعلق بضيعة أبيه. و تحول المركز الذي كان شاهدا حتى الأمس القريب على روائع المسرح العالمي الي ما يشبه المقبرة.أما آن لصوت العقل و المنطق أن يصدحا في ضمير من آل اليهم شأن الثقافة في أرض احتضنت عمالقة الفن و المسرح.أم أن تجربة المسؤول المتيم بمساعدته و التي نسجت تفاصيلها الدرامية في الرباط استنسخت هذه المرة في وجدة في تطابق بغيض و مقيت يذكرنا بمقولة: ان التاريخ لا يعيد نفسه و إن أعاده ففي شكل مهزلة. دامت لكم المهازل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *