Home»Régional»ماذا عن ديمقراطر…بوشيتنا؟ (4)

ماذا عن ديمقراطر…بوشيتنا؟ (4)

0
Shares
PinterestGoogle+

ماذا عن ديمقراطر…بوشيتنا؟ (4)

… فحتى داخل هذه التنظيمات، نجد نفس طريقة الانتقاء: القرابة الدموية ( ربما من هنا أتت دم قراطربوشيتنا)، الزمالة، وخاصة المال، ولم لا الجاه (حاج، شريف الخ…)، ولاختيار المسؤولين المسيرين من داخل هذه الشريحة، تشكل لجانا للتعيين، يسمونها لجانا للترشيحات؟؟… فإذا كانت الأمور تسير على هذا المنوال داخل التنظيمات، ألسنا أمام حالة مرضية، بحيث تظل بعضا من هذه التنظيمات تنادي بالديمقراطية، مع العلم أن أفرادها ليسوا ديمقراطيين حتى فيما بينهم؟ وعوض التأثير على المجريات السياسية الحالية وسلك طريق الديمقراطية الحقة، أصبح زعماء التنظيمات يتمتعون بسلطة مطلقة تضمنها لهم دساتيرهم الداخلية، إن لم يكن تطاولهم على القوانين المنظمة هو ما يسمح لهم بالانفراد بها!!.

أما الأغلبية فأعتقد أنها تركن الى مكان آمن وقاعات مكيفة وتخلد الى السبات العميق فوق الآرائك المريحة ولن تستفبق إلا عند سماعها للدقة المراكشية المزعجة، لتنتظر بشغف شديد قدوم العمارية في هرج ومرج. وفي تلك اللحظة كل عضو منها تفتح شهيته، و ينظر اليها فاغرا فاه حالما بتربعه عليها ليقود حكومته. وقد لا يفلح في ذلك الا من زكاها منذ زمن بعيد، بتملقه العنيد، وانبطاحه المديد وليس ببرنامج مفيد ولا حتى برأي سديد. وتلد وزراء، ما هم بوزراء، يقومون بأدوار الموظفين السامين. يتقاضون أجورهم الخيالية ويكتفون بانتظار التعليمات وحضور الندوات والسهرات، وإصدار بعض المذكرات، وانتظار "الماندات" والتعويضات والتكريمات و"لكريمات" وكل ما فات وما هو آت، وكل ما رأته أعينهم، يصبح ملكا لهم، أما ما سمعت به آذانهم فقط ، فنصفه لهم؛ كل هذا من غير إبداع سياسي ولا اقتصادي ولا مساهمة فعالة تزرع الأمل وتزيل أشواك اليأس المتكاثرة في أرض الوطن. بل يكتفون بتزكية كل ما يغني الغني، ويفقر الفقير. وهكذا يظل فقيرنا "يتدلوح" بين "زلط" الفقر وشيخ "الفقرا" ماسكا بالسبحة، منتظرا فرج الرحمة، ومساعدة "المحسنين" الذين "يحسنون" لعباد الله "بدون ماء ولا صابون" و يشترون مقاعد في الدنيا ويطمحون حتى في مقاعد الآخرة…

وإذا كانت هنا وهناك بعض الأوراش، سواء في مجالات البنية التحتية أو التنمية البشرية بشكل عام، فهي ليست وليدة برامج سياسية لأحزاب الأغلبية، وإنما وليدة ملكية تنفيذية، تسهر على تلك الأوراش وتقوم مقام الحكومة التي تبدو غائبة على الساحة، وهذا موقف طبيعي مادامت مشكلة من فسيفساء أحزاب وبالتالي تفتقد لبرنامج ملموس، يمكن محاسبتها عليه، والدخول معها في سجال أو نقاش أثناء الحملة…

فهل يحق لنا أن نعلق الأمل على انتخابات 2007؟ يحق ذلك شريطة أن:

– تكون فعلا مشاركة قوية وفاعلة محفزة ببرامج ملموسة، مبنية على جرأة النقد وواقعية الاقتراحات وصدق الوعود. برامج تلامس المشاكل العويصة كالبطالة والتعليم والصحة والقضاء وحرية الرأي ووسائل الإعلام إلخ… قابلة للتطبيق، ويسمح لها طبعا بأن تطبق على أرضية الواقع.

– تمر الانتخابات في جو من الشفافية والنزاهة والمصداقية.

– معاقبة المتلاعبين بالمال والطرق غير المشروعة أثناء الحملة الانتخابية، وقبلها طبعا.

– التأكيد على تشكيل حكومة مسؤولة لها سلطة فعلية، من طاقات حزبية هدفها تطبيق برنامج الأغلبية الذي تم التصويت عليه حتى لا تفقد الانتخابات معناها، ونجد أنفسنا أمام العبث والعدمية.

– الحد من سلطة الوصاية وتفعيل محاكم المحاسبة. إلخ…

هذه إذن بعض الملاحظات العامة التي تأخذ طابعا استعجاليا لا يمكن الاستغناء عنه لبناء سلطة سياسية فعلية بمحركين نفاثين يسمحان فعلا للبلاد أن تنفذ من مجال الديمقراطر…بوشية إلى إثيرالديمقراطية الحقة وتلتحق هكذا بفضاء تسبح فيه كواكب الدول المتقدمة، المؤمنة بالديمقراطية، بمدلولها الكوني، مبنية على استقلالية السلطات الثلاث: السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية.

محمد العرجوني

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. ملاحظ
    28/08/2007 at 13:18

    كيفما كان الحال ستتشكل حكومة فسيفسائية لان النظام الانتخابي المعمول به في المغرب لا يسمح بتشكيل حكومة متجانسة واغلبية حقيقية . ثم ان اي حكومة مفروض عليها المشي في تنفيد خطة التنمية البشرية المحكومة بفترة زمنية متبقية الامر الذي سيشل البرامج الحزبية والمتشابهة في الاصل . اي ان الحكومة عليها ان تنتظر فترة حتى تتاح لها الفرصة لتنفيذ برنامجها . نسبة الامية في المغرب مرتفعة والطبقات الوسطى تقاطع ولا نلاحظ بالمدن اهتمام بالانتخابات و الشباب غير آبه بالسياسة والذي يعتبر ان الانتخابات في المغرب هي أجندة للواجهة الخارجية اكثر منها داخلية لان المغرب ملزم باجراء انتخابات وهي انتخابات تحافظ على مقاسات معينة ومتحكم فيها بمجموعة من الوسائل منها القانون والتقطيع الانتخابي وكثير من صور الفساد المبطن . فالشباب يعرف حدود برلمان يتفرج على الهراوات التي تنزل بقوة وعنف وهو غير قادر على فعل اي شيء رغم انه هو ممثل الامة والحكومة ترسم لها الخطوط العريضة ويتحول الوزير الى مجرد تقني يسهر على تنفيذ سياسة معينة والاحزاب هي ادوات لتشكيل مشهد سياسي . اما الشباب الذي كان يناضل داخل الاحزاب ومنها اليسارية وجد نفسه محاصرا من الداخل والخارج ولم يجد الفرصة فتحطمت كل الاحلام والشعارات التي كان يشحن بها ، فسار الكثير منه يدعو الى المقاطعة . اما الاحزاب الاسلامية التي هي الان تقتات من الطبقات الشعبية المنهكة والتي تدهب للتصويت باحثة عن امل يفكها من ازماتها – كما كانت تصوت على اليسار في فترة سابقة – بدات تتكشف لها الحقائق وتتوضح لها الصورة عندما وجدت نفسها تتجرع نفس المرارة ولم يقع اي تغيير . ننتظر ما ستجود به انتخابات 2007 …

  2. عمر حيمري
    28/08/2007 at 13:18

    السلام عليكم أخي محمد لا تضع أملك في الديموقراطية التي نفسها من إنتاج الطبقة التي تنتقدها خصوصا في مجتمع إنتقالي كمجتمعنا الذي مازالت تسيطر عليه أفكار من نوع (وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد ) نعم مازال مجتمعنا تحكمه العلاقات القرابية والزبونية والقبلية بل والجارية (نسبة إلى الجار) ومع الأسف حتى مثقفينا لا يتورعون عناستغلال مثل هذه العلاقات وأنت أدرى بهذا .فالواحد منا يبحث عن الزملاء والأقارب والمعارف ليحقق مصلحته حتى ولو كانت تافهة (كأن يسجل ابنه في مؤسسة أو ينقله من قسم إلى قسم …) وكلما تدخل إلى إدارة من الإدارات إلا وتجد من يسأل عن فلان أو فلان وكأن الموضفين الآخرين غبر موجودين .أخي الكريم إن الديموقراطية التي تتحدث عنها لنت ترى النور عندنا لأن التربة غير صالحة .تصر معي كيف تكون نتائج الديموقراطية عندما بتبارى العقلاء ,العلماء ,المفكرون والمثقفون وهم لا يمثلون حتى 20 في المائة ونصفهم لا يقبل المبارة وينسحب مبكرا مع الحمقى والعتوهين واشماكرية..والأيون ,والطماعون ومن لا ضمير لهم وهم يمثاون 80 في المائة ؟بدون شك أن النتيجة تكون كارثية وبدن شك على الأقل في تصوري أن حكم فرد عاقل متق له بصيرة نافذة أفضل بكثير من هذه الديموقراطية العرجاء .نورك الله بتنويرنا بهذا الموضوع

  3. محمد العرجوني
    02/09/2007 at 00:00

    يا أخي عمر، كبف تتصور « فردا عاقلا متق وله بصبرة نافذة »؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *