Home»Régional»اخرجوا من وراء اللغة أيها الأعراب

اخرجوا من وراء اللغة أيها الأعراب

0
Shares
PinterestGoogle+

اخرجوا من وراء اللغة أيها الأعراب

قد يقول قائل ما علاقة اللغة بالأعراب- كما انه يتساءل عن القصد هنا باللغة- و بالتالي عبرة هده الدعوى-
بادئ ذي بدء- جعلت من اللغة عامة و مجردة كي أتناولها في غير ما مكان و كي ألاحق بالتالي أولئك البدو اللغويين المسمون هنا أعراب-
فإذا كانت اللغة وسيلة تواصل علي العموم- فاللغة العربية هي على الأرجح إعجاز و بيان- و لم يكن عبثا أن اختار الله أهلها للرسالة المحمدية و بعث منهم اشرف و خاتم النبيين-
غير أن مثل هذه المقاربة هو كلام أجوف و عاطفي لدى البعض- بيد أن المعايير التي يقال عنها واقعية و علمية تحكم بالموت على لغة الضاد التي مات في الحقيقة أهلها-
لغة كثيرا ما ووجهت بالقذف و الهجران- فقيل أنها لغة الماضي فات و مات- كما أنها لا تقوى على مواكبة الزمان- بل إننا نمسح عليها سكين العجز عن الفهم و التعبير و البيان-
و لكن لا علينا سنغص في الإشكال لنعرف عبر اللغة من أين و إلى أين تمضي بنا-
لقد سبق و أن صورت في مناسبة سابقة –مغربيو الشتات 24/05/07- كيف أن الفعل لابد له من فاعل و من ذاك الشتات في عقولنا و دواتنا- كما أشرت في –الخوف و الخصاصة 29/06/07- إلى اعتى عدو للنفس البشرية و هو الخوف الذي يسكننا قصرا و الذي أورث فينا الخصاص و الحاجة- و قلت في –السلوك الى سبا 20/06/07- أن الخبث و الأنانية مزقنا كل ممزق و جعل منا الطيور و اللقالق نعشق الحل و الترحال-
كما أكدت في –الشرعة المهجورة 26/06/07- أن لا مناص من الاعتراف بالخطأ على الأقل بتحاملنا على شريعة براءة الذيب من أكل يوسف تكفيها فلا هي تحتاج لمن يلبسها و لا هي أحوج لمن يواليها-
و أخيرا عقبت على مجموع تعليقات 03/07/07- ترد في ذيل عمود عرف من الشهرة ما أثار حفيظة و قلق الكثيرين-
و في النهاية –شوف تشوف كعمود و ظاهرة06 /07/07- كنا نرجو أن تقوى الأقلام و الأصوات المعاكسة على التقارع معه فكريا و ايجابيا و بشكل حضاري فى قالب عمود ملتزم و سوي-
هكذا إذن تجتمع الأزمات- العقل الذي يعرف التشتت و فقدان الهوية – يجعلنا نتنفس الأزمة و الخصاص يحيطنا من كل جانب و بأزمة ضميرنا عدنا لا نورث إلا يتامى مهاجرين من يتامى معطلين يولدون- و هكذا دواليك نسلك سلوك الآخرين لكي ننسى بالمرة ما هو السلوك فلا نحن تعلمنا و لا هم يحزنون-
ثم قلنا في حق شريعتنا ما لم تقل العرب الاقحاح و أدرجنا لغة الضاد في سلك الأموات-
كل هذا بل كثير- و جاء من يخاطبنا على قدر عقولنا فانحصرنا في شكل أسلوبه و نظاراته السوداء التي ربما تحكي قصة الظلام الذي عمر من حوالينا-
و الأعراب اشد كفرا و نفاقا-
يلجئون و يتمسحون بالآخرين و يبتغون عندهم العزة- يتباهون بلغة أقوام سلبوهم العقل و التفكير- و لكن الحمد لله ستلتحق لغة الأعراب أو بالأحرى الاستعمار هي الأخرى بالرفيق الأعلى- حسب الدراسات المتخصصة في 2025 إذا ما استمرت على هذا النحو لان الانجليزية اكتسحت المعمور-
و لكن ماذا سيفعل الاعراب حينئذ- ماذا سيفعل المتبجحون بشيء ليس منهم و لا لهم- لربما سينتقلون كعادتهم الى الأخرى التي تلي كما قال في حقنا موسى بن النصير = تبع لمن غلب-
ربما الماء بشعوبيتنا قد يروب-
نعم نتمسح بغيرنا و نحمل لغته و إذا ما تعلق الأمر بالهوية و الأصالة تجدنا هناك أيضا-
و الأدهى أننا نكسر الكأس لتهورنا أو عدم انتباهنا و نقول تكسرت الكأس- و كان الكأس تملك ذلك لكي تتكسر وحدها- و نتهم الذيب بأكل يوسف بل ننعت الحمار بعدم الفهم و هو ينهق نهيقه نفسه منذ زمان-
و من ذاك الافظع و الانكى من يخفي قلة فهمه أو عدمه وراء اللغة- أي أننا نتخفى وراء اللغة تارة بأنها ركيكة و غامضة و تارة أخرى بأنها ضعيفة و غير صحيحة-
و لكن من يصدق الأعراب إذا ما تعلق الأمر بالصراحة و بالعربية-
لماذا لا نملك الجرأة- جرأة الاعتراف بالخطأ ثم نقول إننا لم نفهم- و ذاك قمة النضج- لماذا نتستر و نتهم اللغة-
إن فطاحلة اللغة و جهابذة النحو يقرئون في لغة القوم لحن القول و فحوى الخطاب- و الله يؤتي الحكمة من يشاء- و من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا-
و خير و حكمة اللغة العربية أن لها قرائن و آليات تميزت بها عمن سواها من اللغات- لكن البدو اللغويين من الاعراب و الشتات استعملوها وقفا للنعت و الهجو و ربما لغناء- و إذا ما غاب أو انعدم الفهم عندهم و تعلق الأمر بإعمال الفكر تخفوا ورائها أو انتقلوا لأخرى غيرها فهم حينئذ محظوظون و مزدوجوا الألوان-
بل إنهم يبدون بجرأة ضبط –تجاوزا ليس إلا- للغة أقوام آخرين و يعيبون على غيرهم عكس ذلك و كان روسو أورثهم مقاليد اللغة- و لكن لو نطقت في الحقيقة تلك اللغة لتبرأت ممن يتمسح بها تمسح البهيم بالأشجار-
فليكن لنا موقع إذن إما لهؤلاء و إما لهؤلاء- و حتى لو استدعى الأمر فعلا إعمال اللغة للتقارع و التعلم و التناظر فلنخرج جميعا من ورائها و نتركها بسلام- لان عبرة الجوهر بالمعنى إذا ما كان الفهم أحوط- كما أن الظل لا يستوي ما دام العود اعوج-

سمير عزو
من فرنسا
samir.azzou@caramail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. التاتب العائد
    29/08/2007 at 17:01

    أفكارك هي الغامضة و ليست اللغة. يا سيدي أنا قليل الفهم. اعذرني و اخبرني هل تقبل ان نناقش الأفكار الواردة في  » اخرجوا  » ام انها ستبقى موقوفة الفهم و الأهداف ربما حتى على كاتبها . أرجو ان يتقبل الكاتب ملاحظتي: أنت تستعمل الأعراب بمعنى الرحل اللغويين وهناك من سيفهم شيئا آخر خصوصا مع إشاراتك الخفيفة و الواضحة و المستغربة! .و بالمناسبة أنت متمكن من العربية أكثر من الفرنسية و أسلوبك قوي , ولكني اكرر ان هناك غموض مقصود – ربما لاغراض الكتابة !- غير الضفة ربما تعود ابتسامتك لنفسك و لكتاباتك. وشكر

  2. azzou samir
    30/08/2007 at 13:34

    الصدمة كانت قوية !!
    بادئ ذي بدئ أقول للسيد المعلق الأول ׃ إن اللغة وسيلة تواصل فقط ٬ إنما إذا تعلق الأمر بالقوة٬ فهي بالأحرى فى وقع المحتوى على النفوس و كذا العقول- و تلك إذن هي أم الصدمة ليس إلا· ثم إنني استسمح إذا ما كان فعلا الغموض هو الطابع الذي يطبع كتاباتي ـ غير أن الأعراف هده المرة ﴿و ليس الأعراب﴾ و أدبيات الكتابة تقر و تقضي بتقييم المقال و نوع الكتابة من لدن عدة نقاد، و ليس بفرد واحد؛ و عليه فذاك رأيك يلزمك و أنا احترمه•
    حقيق أنني لم أجد على ما سأجيبك من الأصل٬ و لا أكون مبالغا أظن إذا قلت إن فحوى خطابك إنما يحوم حول مسائل ربما شخصية لا علاقة لها بالبتة مع الإفادة و الاستفادة!!
    و أخيرا ما دمت تتحنك و تحاول الربط بإيحاء عجيب بين ما تقول انه التمكن من العربية أكثر -من جهة- ٬ و ملاحقة البدو اللغويين أي المتبجحين بما ليس منهم و لا لهم –من جهة أخرى-؛ فانا من جهتي ادعوك لحضور مناقشة أطروحتي في القانون الجنائي و بلغة البدو اللغويين\ و سدا لكل باب نقاش عقيم، اعتذر لأسرة الجريدة التي ما بخل دوما أقطابها من تصويب الأقلام و لفت الأنظار الى الاهتمام بالرفع من مستوى التعاليق و التزام الموضوعية و النقد البناء٬ و نزولا عند هذه الرغبة لكم السلام • مع احتراماتي•••

  3. المعلق الاول
    30/08/2007 at 20:58

    صدقني اخي العزيز لا توجد اية خلفية شخصية. انا لم احاول ان اقيم مقالتك. انا سالتك يوما ما اذا ما كانت كتاباتك محاولات ادبية وبالتالي قد تحتمل المبالغة الادبية-. لو اجبتني بنعم لما علقت على اعتبار انه ادب حر. وجلد الذات بهذا الشكل بسبح مقبولا . اما اذا كانت مقالاتك اسقاطا على واقع فمن حقي نفض الغبار على افكارك و لو باستفزازك. النون في (حقنا موسى بن النصير) تعود على من؟ هل انت مع التنوع اللغوي المكتسب ام انه ضياع و خنوع؟ .سالتك سابقا ايضا عن رايك في اصلاح المسطرة الجنائية في المغرب لم تجبني ايضا . اتمنى لك التوفيق في مناقشة رسالتك و شكرا على الدعوة . و النقد بناء لي ولك و لغيرنا. و لكن اذا كان يضايقك فساكف عن ذلك .و شكرا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *