Home»Débats»لنكن صرحاء بخصوص قرار وزير التربية الوطنية

لنكن صرحاء بخصوص قرار وزير التربية الوطنية

0
Shares
PinterestGoogle+

قبل أن نؤيد أو نعارض قرار وزير التربية الوطنية، لا بد أن نصارح أنفسنا و نتناول الموضوع من جميع جوانبه ونستعرض الخلفيات والحيثيات التي تحكمه. فلا يختلف إثناء في أن التعليم الخصوصي ساهم في امتصاص جزء مهم من بطالة أصحاب الشواهد و كانت الوزارة تراهن عليه لتخفيف العبء على التعليم العمومي. ولهذا كانت المصالح المعنية تسمح باستعانة مؤسسات التعليم الخصوصي بأطر التعليم العمومي لخبرتهم وتمرسهم في ميدان التربية والتعليم في أفق تحقيقه للاكتفاء الذاتي في موارده البشرية. وكانت الدولة تتساهل مع هذا القطاع في موضوع الضرائب لما كانت المؤسسات في بدايتها، لكن الصراع بين الدولة والتعليم الخصوصي بدأ منذ سنين لما تقوى هذا القطاع واشتد عوده وأصبحت له لوبيات ونقابات ضاغطة، وهي لحد الآن تمتنع عن أداء الضرائب المستحقة للدولة، ووصل الأمر إلى التهديد بحجز سيارات النقل المدرسي.
ومن الناحية العملية، نعرف أن الوزارة لا تسمح إلا ب 6 ساعات إضافية لكل مدرس أو مفتش، على أن يتقدم بملأ مطبوع طلب الترخيص للقيام بهذه الساعات لحساب مؤسسة تعليمية قانونية، ولا يمكن أن يقوم بذلك إلا بعد توصله بالموافقة من النائب الإقليمي تحت إشراف رئيسه المباشر طبعا. أما الساعات الليلية في البيوت والفضاءات الأخرى، فممنوعة قانونيا باعتبارها عملا إضافيا للموظف وهو ما يناقض قانون الوظيفة العمومية، لكن عمليا يصعب، بل يستحيل متابعتها، لأن الأمر يحتاج إلى إذن من وكيل الملك وإثبات المخالفة وتحرير محضر وو…ويمكن للأستاذ أن ينكر أنه يتقاضى أجرا على عمله أصلا !!
نرجع إذن إلى الدروس التي تعطى في المؤسسات الخصوصية من التعليم الأولي إلى التعليم العالي، إلى المعاهد المتخصصة سواء المغربية أو الأجنبية، ونصارح أنفسنا: هل يتقدم كل مدرس وكل مؤطر بطلب الترخيص للنيابة الإقليمية أو للأكاديمية؟ هل تخضع الدروس الإضافية في الجامعات والمعاهد للحكامة والنزاهة أم تسند للأصدقاء والأقارب فقط؟ هل يلتزم الجميع ب 6 ساعات فقط؟ طبعا لا.
لقد وصل الأمر ببعض الزملاء إلى أن يشتغلوا من الساعة الخامسة صباحا إلى منتصف الليل ! و بعضهم يدرس في 4 مؤسسات أي يحرم 4 معطلين من الشغل ! و سمعت عن حالات تقضي الفترة الصباحية في الخصوصي بوجدة ثم تتوجه مباشرة إلى تويسيت أو جرادة أو بركان أو أحفير للتدريس في العمومي من الثانية بعد الزوال إلى السادسة مساء ! مباشرة بعد الوصول، يتم إدخال التلاميذ إلى الفصل، ثم تبدأ عملية الوضوء والصلاة وأكل لقمة على عجل ! والمدير والحارس العام والمفتش و الأب على علم، ولا أحد ينبس بكلمة!  و لا أريد أن أخوض في موضوع ابتزاز التلاميذ وإرغامهم على الدروس الخصوصية ومقايضتهم بالنقطة، أو حكاية المؤسسات الخصوصية التي تستقطب تلاميذ الثانوي التأهيلي ب 20 على 20 في المراقبة المستمرة في الرياضيات أو الفيزياء !! وقد تطور الأمر حتى أصبح الخصوصي عمومي والعمومي خصوصي، أي أن بعضهم يعطي كل طاقته وجهده للخصوصي، في حين تسجل عليه مؤسسته الأصلية كثرة الغياب وكثرة الرخص المرضية. وربما النقطة التي أفاضت الكأس هي رفض البعض تسليم النقط للعمومي وتسليمها للخصوصي !!
إن المذكرة 109 حق يراد به باطل، لأنها تفتح الباب أمام فساد كبير في مهنة التعليم وهي أشرف المهن، وإذا أرادت الوزارة الوصية سد باب الذرائع ولو مؤقتا، حتى يلتزم الجميع باحترام المذكرة والوقوف عند شروط تنزيلها، فلا بد أن نحيي المسؤول الوطني على شجاعته عوض اتهامه بالتسرع والارتجال، لأن الوزراء السابقين كانوا يكتفون برصد الظاهرة والحديث عنها في المجالس الإدارية للأكاديميات دون القدرة على اتخاذ التدابير اللازمة. و إذا كنا نريد فعلا محاربة الفساد، فها هي الوزارة وضعت لائحة للمرخص لهم بإعطاء الدروس في الخصوصي على موقعها الرسمي، ووضعت رهن إشارة الآباء والأولياء وجميع المهتمين رقما أخضر لتقديم أي شكاية للجهات العليا، فليتحل الجميع بالشجاعة الأدبية وبالمواطنة الحقة ولنساهم في فضح الفساد في قطاع التربية الوطنية والضرب على أيدي المتلاعبين بمصير أبنائنا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. غير منتمي
    11/09/2012 at 01:37

    ان المنتقدين لهذا القرار هم المستفدين من فوضى الساعات الاضافيات (بالجمع) والتدرع بالمدكرة نفسها دون التقيد بمحتواها،الشجرة التي تغطي الغابة فلماذا هؤلاء الاساتذة لا يقدمون دروس اضافية للمحتاجين وما اكثرهم لان المسالة وما فيها المال ثم المال اين هي الوطنية اين هو التضامن والتكافل

  2. أستاذة
    11/09/2012 at 01:50

    المشكلة مشكلة توقيت .توقيت .أماالقرار فهو قرار جريء أحيي الوزيرونطلب منه ان لا يسمح بجعل هذا القطاع قطاع تجاري لا للرؤساء القطاع الخاص ولا للعاملين به الكل بدا يتهافت على جمع المال فيكبرون وتضعف طاقة الشغيلة التي امتصوا عرقها .وضاع التلميذ بين تهافت المسؤولين وعمال القطاع العام.

  3. مهتم
    11/09/2012 at 08:17

    لا توجد أية لائحة للمرخص لهم باعطاء دروس خصوصية على موقع الوزارة ….

  4. حسن بشار
    11/09/2012 at 12:09

    مقال اكثر من رائع ينم عن اقصاء للذاتية الحزبية في التحليل

  5. Mhammed Alem
    11/09/2012 at 13:36

    Allah ya’tik assa7a Sio Sbai, tu as tjrs été un éducateur exemplaire, je suis gfier de ta collégialité, bravo

  6. maghalfi
    11/09/2012 at 14:38

    BRAVO MR AL WAFA J’ESPERE QUE VOUS CONTINUEZ ET VOUS TROUVEREZ UNE SOLUTION CONCERNANT LES HEURES SUPLEMENTAIRES QUE FONT LES PROFS
    IL YA AUSSI CERTAINS PROFS MANQUENT DE PEDAGOGIE COURAGE

  7. Simple observateur
    12/09/2012 at 01:33

    La décision du ministre est tout à fait correcte et elle n’est qu’une simple mise en ouevre du règlement en vigueur; il fallait juste prévenir ou averir les responsables de ce secteur à temps pour qu’ils aient le temps d’arranger leurs affaires car il ne faut pas oublier que ces élèves qui sont au privé sont nos enfants. Il ne faut donc pas les punir à cause des erreurs des autres y compris les précédents responsables qui ont fermé les yeux sur les multiples dérapages de ce secteur

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *