استخفاف صاحب حرية الجسد بالشعب المغربي عن طريق اعتذار ساخر منه
استخفاف صاحب حرية الجسد بالشعب المغربي عن طريق اعتذار ساخر منه
محمد شركي
مرة أخرى يتمادى صاحب حرية الجسد ـ بالتعبير المؤدب ـ لأننا نربأ بالقراء الكرام أن نصفها الوصف الحقيقي والمناسب في جريدته الأحداث مستخفا بالشعب المغربي وهازئا منه عن طريق ذم مكشوف تضمنه اعتذاره الساخر . وجريدة هذا المحسوب على الصحافة الضالع في الوقاحة اسم على مسمى كما سبق لي أن وصفتها في يوم من الأيام ، لأن الأحداث مفرد حدث ومما تعنيه اللفظة من ضمن معانيها الخبث ـ بفتح الخاء والباء ـ ، وأعتقد أن دلالة الخبث أنسب لهذه الجريدة. ولا زال المحدث في جريدة الحدث يعتقد بصواب رأيه ويسفه رأي شعب برمته في حرية لا يفهمها إلا هو. وعمد المحدث المغرور والمتجاسر إلى محاولة إهانة الشعب المغربي معتمدا طريقة الاعتذار الساخرة منه . ويبدو أن المحدث يعاني من جهل مركب إن لم يكن مكعبا ، لأنه يخيل إليه أنه يجيد الإقناع والإفحام والإفهام ، و الاستشهاد بالنصوص الدينية ، وأنه يستعملها حيث يجب مصيبا كبد الحقيقة أو محزها . فالحديث الذي استشهد به : » ليس المسلم باللعان ولا الطعان ولا المفحش « نسي أنه يشمله أيضا عندما أفتى بحرية الأجساد بما فيها حرية استباحتها وهو منتهى غايته ، لأنه قاس شعبا كاملا على مكبوتاته الجنسية الشخصية الخاصة به . وكان بإمكانه أن يمارس حرية التصرف في جسده كما هو دأبه ـ والذئب لا يحكي إلا فعاله كما يقول المثل العامي ـ دون ضجة ، ويستحضر نص : » من ابتلي فليستتر » وهو الحريص على الاستشهاد بالنصوص بعد لي أعناقها لتناسب ما يريده من خبط وخلط ، إلا أنه أبى إلا توفير الدروع البشرية لشذوذه الجنسي ليبدو مقبولا في مجتمع يلفظ الرذيلة ويستهجنها ، وشأنه كشأن المطالبين بالإفطار في رمضان لا يريدون مجرد الإفطار بل يريدون إشهار إفطارهم، لأن غايتهم هي هذا الإشهار وليس الإفطار علما بأنهمنهمأنهم يفطرون في رمضان ، وقد دأبوا على ذلك منذ زمن بعيد ، ولا حاجة لله تعالى بأن يدعوا طعامهم وشرابهم . فالمحدث لا يعنيه أن يبيح جسده وجسد من يشاطره ذلك ، بل هدفه إشهار ذلك في الناس وإلا سخر منهم لاعتقاده أنه مصيب ، وأنهم مخطئون . والمحدث صار فيلسوفا له نظريته الخاصة في الحرية . فالشعب المغربي كله في نظره لا يعرف الحرية ،وكل ما يعرفه هو العبودية فقط . والمحدث يحاول أن يتنكر لعبوديته أمام خالقه الذي أقام عليه الحجة بخضوعه للعبودية من خلال تردده اليومي على دورات المياه للتخلص من حدثه المادي الشبيه بحدثه الإعلامي . فهلا تحرر المحدث من عبودية التبول والتغوط أولا قبل أن يفكر في حرية عضوه الذي يستعمله للتبول أو للتغوط لأجل إشباع غريزة الجنس المكبوتة ، و التي هي دليل آخر على عبوديته لخالقه جل شأنه . والحرية هي أن يثبت المتشدق بها أنه يستطيع أن يتحدى العبودية الإجبارية تماما كما يتجاسر على العبودية الاختيارية التي أمهل بشأنها إلى ما بعد مرحلة الاختبار والابتلاء في الحياة الدنيا . والمحدث يظن واهما أنه حر في فرجه ودبره يفعل بهما ما يشاء مع أن خالقه قنن له استعمالهما ، لأنهما ليس ملكه الخاص كما يخيل إليه . و يبدو أن المحدث في جريدة الأحداث إنما رام شهرة الأعرابي الذي تبول في زمزم في موسم الحج فحاز عوضها اللعنة من الحجيج . فهذا المحدث النكرة ظل يحدث ويحدث يوميا ، ولم يترك فحشا إلا وسود به صفحات جريدته ، فلما وجد نفسه يصيح في واد ولا يجد إلا صداه يرجع صياحه ، عمد إلى شهرة الأعرابي البولية في ظرف معلوم، لأن تياره السياسي لفظه الشعب المغربي وآثر عليه من ينتسب إلى هويته الإسلامية فلم يجد بدا من اللجوء إلى أساليب الاستفزاز من أجل التمويه على معارضة حزبية صبيانية مكشوفة رغبة في أن يلتفت إليه الحزب الحاكم في المغرب لمحاكمته فيصير بطلا أسطوريا يرتزق بكونه ضحية. وأعتقد أن اللعنة التي أنكرها على كل من سمع بحدثه سبقتها لعنة الأعرابي المتبول في زمزم ، لهذا ما كان عليه أن يستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : » ليس المسلم باللعان ولا الطعان ولا المفحش « ويغض الطرف عن نصوص القرآن والحديث التي أوجبت اللعنة لمن يأتي الشنيع من الفعال، أو يروم إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم . فالجهل المركب أو المكعب هو لي أعناق النصوص كما فعل المحدث وهو يظن بنفسه الذكاء والشطارة ، ويظن بشعب بكامله الغباء والغفلة . والشعب المغربي يربأ بنفسه أن يكون فيه أو منه من لا يرى غضاضة في استباحة جسده وأجساد غيره . وأظن أن المحدث إذا ما تمادى في استخفافه بالشعب المغربي فإنه سيلقى مصير صياد النعامة ، وسيجد يوما من يستبيح جسده ليعلمه كيف يحترم شعبه ، وكيف يقف عند خطوط حمراء خطها الشرع في بلد لا يوجد فيه من هو فوق هذا الشرع
Aucun commentaire