Home»National»أما آن الأوان لرئيس الحكومة أن ينتبه إلى أنه جازف بوزارة التربية الوطنية عندما أسند أمرها إلى من ليس أهلا لها ؟؟؟

أما آن الأوان لرئيس الحكومة أن ينتبه إلى أنه جازف بوزارة التربية الوطنية عندما أسند أمرها إلى من ليس أهلا لها ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أما آن الأوان لرئيس الحكومة أن ينتبه إلى أنه جازف بوزارة التربية الوطنية عندما أسند أمرها إلى من ليس أهلا لها ؟؟؟

 

محمد شركي

 

مرت أخرى تتناقل وسائل الإعلام مسرحية هزلية  بطلها وزير التربية الوطنية بمدينة مكناس وفي جلسة للمجلس الإداري حيث ركب الوزير كعادته صلفه وغروره فازدرى أحد الحاضرين ، ولسوء حظه كان هذا الذي ازدراه  ونهره ، وهدد بمصادرة الكلمة منه نائبا برلمانيا للأمة عن جهة الراشدية. ولن  يكون نائب عن أهل  الراشدية  إلا رجلا راشدا لأن الراشدين لا يولون عنهم إلا راشدا. ولما كان وزير التربية كما يقول المثل العامي  » صوفة طارت  » فإنه  فكر وقدر  وفشل كيف قدر ثم عبس وبصر، ثم ادبر واستكبر وبجحت إليه نفسه لأنه وزير ، ولأن رابطة العنق التي كان  يشد بها عنقه جعلته فوق اللياقة والأخلاق  واحتقر من لا رابط عنق له . والمؤسف أن الوزير المنخدع للمظاهر خدعه مظهر النائب البرلماني المتواضع وأغراه بالإساءة إليه فلقنه النائب البرلماني  المتواضع لله  والذي رفعه الله عز وجل درسا لن ينساه أبدا . ولقد ألهم الله عز وجل النائب البرلماني الرد على سوء أدب الوزير بما يناسبه فقال له :  » أشك في صفتك وزيرا بالنظر إلى  المستوى الهزيل الذي تعكسه طريقتك في الحوار  » . بالفعل لقد أصابت فراسة السيد البرلماني ذلك أن طريقة الوزير في الحوار تعكس بشكل واضح أنه متطفل على وزارة تربي الأجيال . فكيف  يغيب  عن  حكومة بنكيران  وحزبه المحسوب على الإسلام دين الأخلاق ـ يا حسرتاه ـ  أنها قد غامرت بوزارة تربية الناشئة عندما وضعتها في كف إنسان  يفتقر إلى  أبسط مبادىء التربية  ، وقد أثبت ذلك في كل اللقاءات التي أجراها في طول البلاد وعرضها . ولقد وقر في نفسه أنه على صواب في سوء معاملته لمن يجتمع بهم  ، وهو  يعاملهم كما لو أنهم مجرد أقنان يعملون بضيعته ، يقمعهم ويصادر منهم الكلام ، ويهددهم بالعزل  والطرد والتوقيف ، ويهدد حتى المؤسسات بالإغلاق ، وكأن وزارة التربية توجد خارج منظومة دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون .  والمؤسف أو المحزن أن الوزير الذي ينظر إلى أمور الوزارة من ثقب إبرة ، ويفهم  أمورها على قدر فهمه الضيق  لم  يستطع فهم وجود نائب برلماني بدون رابطة عنق ، لأن النواب البرلمانيين في فهم الوزير هم الذين يربطون أعناقهم   تماما كما فهم أن التعليم التأهيلي يعني التكوين المهني ، والزمن المدرسي وزمن التعلم يعني جداول الحصص الشيء الذي يعكس أمية الوزير الذي غامر رئيس الحكومة بإسناد وزارة التربية له  في إطار  تبادل المصالح بين  حزبه وحزب الوزير  على حساب  المصلحة العليا للوطن . إن إسناد  وزارة التربية لشخص لا زال  يندهش أمام رابطة العنق ، ويصنف  أقدار الناس على أساسها  كارثة عظمى ، ومغامرة  وخيمة العواقب . والسؤال المطروح هل انتبه رئيس الحكومة إلى  سلوك وزير التربية  الشاذ في لقاءاته مع مكونات المنظومة التربوية أم أنه تعاقد مع حزب هذا الوزير على ألا يتدخل في شطحاته مقابل قبول مشاركته في حكومته ؟ ألم ينتبه رئيس الحكومة إلى خروج الوزير أمام  الإعلام بسيجارته  وهو على رأس وزارة تربي الناشئة على  تجنب مخاطر التدخين ؟ كيف يمكن أن يكون رجل على رأس وزارة تربي ناشئتها على تجنب التدخين وهو  يدخن ، والله أعلم بما خفي . إن رئيس الحكومة المشغول بعقد مؤتمرات حزبه واستدعاء  ضيوف وفيهم  بعض فاسدي العقائد ، وبعض الشياطين الساكتين عن مذابح الشعب السوري ردا على مؤتمرات أحزاب منافسة مقابل  الغفلة عما يحدث في قطاع التربية الحيوي ربما  سيجعله يندم ولات حين مندم لأن قطاعا عريضا من مكونات قطاع التربية  ساخط كل السخط على وزارة أسندت إلى وزير يفتقر إلى أبسط  مؤهلات وزير ، وحتما سينتقل سخط هذه المكونات إلى  رئاسة الحكومة  وإلى  حزبها إن لم يتدارك رئيس الحكومة مغامرته بمصير قطاع التربية  قبل أن  يهل موسم دراسي جديد ، ويتمادى الوزير في صلفه  ويمطر القطاع بوابل من قراراته الفجائية المفتقرة إلى الحكمة والتروي  سيرا على طبعه وهو الصوفة الطائرة . فربما فكر هذا الوزير في  إتلاف هذه الوزارة عن طريق توزيع تدبير شأنها جهويا ومحليا  على مناضلي حزبه  كما دأب على ذلك من كان قبله حتى  صارت وزارة التربية الوطنية تنعت  باسم حزب الوزير الذي تبتلى به. ولقد كان من المفروض أن  يجعل رئيس الحكومة  وزارة التربية الوطنية في  يد رجل عالم  حكيم ثقيل الوزن و بعيد النظر ، عوض وضعها في  قطعة عهن منفوش أو ريشة في ذيل ديك تعبث بها الريح في كل اتجاه . وما أظن  وضع حجرة في سروال هذا الوزير ستجعله ثقيلا لأن خفته  فوق ما يتصور . وأخيرا يبدو أن هذا الوزير ينطبق عليه المثل المغربي القائل :  » المشتاق إذا أفاق حاله صعب  » لم يكن الرجل يحلم بمنصب وزير ، فلما  صار وزيرا لم يجد أمامه نموذجا يحتذي سوى ما علق في ذاكرته من  سلطوية وزراء  زمن  الرصاص   وبئس الوزراء  ،لهذا  لا يجيد من تدبير الوزارة سوى التهديد والوعيد وسوء الأدب مع الشركاء . وما أظن أن حادثة قلب البرلماني الطاولة عليه  بالعاصمة الإسماعلية ستجعله يرعوي  عن غيه وصلفه. وعلى مكونات قطاع التربية من الآن فصاعدا اعتماد أسلوب البرلماني الذي سن سنة حسنة له  إن شاء الله تعالى أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . وعلى هذه المكونات أن تعبر عن غضبها  وضجرها من هذا الوزير بخلع رابطة العنق ليظل وحده مربوط العنق . وعلى رئيس الحكومة الذي كان يضيق من رابطة العنق أن يعود  إلى سابق عهده ما دام وزيره على قطاع التربية  لا زال  يقدر  أقدار الناس وفق رابطة أعناقهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. mazroui
    16/07/2012 at 18:32

    tjours un grand plaisir de vous lire :)

  2. رشيد من ألمانيا
    17/07/2012 at 21:15

    السلام عليكم أخي الشركي صراحة كنت معجبا بخطبك التي كنت أتابعها في مسجد حي الوحدةوولكن مؤخرا لاحظت أنك لم تساند حبيب وجدة الشيخ النهاري’أنتم نواب الأنبياء والرسل في زمن انقطع فيه الوحي’لو كان رسول الله معنا في هدا الزمان هل سيفعل مثلك أو ينصر أخانا النهاري؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *