وجدة: باطرون المذابح العصرية للدواجن (ك.ب.س.د) يطرد 13 عاملا????
توجد الشركة في تجزئة البستان2- بالحي الصناعي وتشغل 35 مأجورا منهم06 نساء , و03 منهم يقومون بمهام توزيع سلعة المؤسسة, ومعدل تقديرات البيع يحدد في 03 أطنان يوميا , ولإنجاز الفحوصات الضرورية, في إطار التفتيش البيطري بمرحلتيه القبلية والبعدية للذبح , فالتقني المكلف, وهو تا بع لمكتب السلامة الغذائية,أحيانا , لا يقوم بزياراته الواجبة إلى عين المكان إلا بساعات تأخير من الذبح?
تم إحداث هد ه الشركة « العائلية » في إطار التسهيلات التي تقدم للمهاجرين المغاربة لجلب مزيد من رؤوس الأموال وإنعاش سوق الشغل وتأهيل المذابح وفق قواعد حفظ الصحة والسلامة الغذائية , بعد إغلاق مذابح البلدية بكولوش –الحي الحسني- سنة 2002,أنداك كان من العمال من قضى 15 سنة من الشغل بالمذابح القديمة قبل التحاقهم بالمذابح العصرية, ووقعوا عقود شغل فردية مفتوحة , ولم يتقاضوا الحد الأدنى للأجور, رغم الإشارة الواضحة لدلك في دفتر التحملات (120.00دره) إلا في سنة2009 , في سياق تداعيات الحريق الذي شب بمعمل الإسفنج بالدار البيضاء وما خلفه من أضرار بليغة, حيث قررت إدارة المذابح العصرية برفع قيمته إلى 2300.00دره, وخلال هده الفترة كلها , تحمل العمال أعباء الصعوبات المالية التي اعترضت بداية الشركة واندماجها في سوق المنافسة والتوزيع, وضعف عائدات مبيعاتها, كما تفهموا طلب مهلة انتظار دعا إليها صاحب الشركة ليتمكن من دراسة إمكانية تحسين أجور عماله, وتحملوا كذلك بصبر كبير الاستغلال الذي مورس عليهم بتشغيلهم أحيانا 18 ساعة في اليوم, مساهمة أخرى قوية منهم , للتخفيف من آثار عوائق النشاط الاقتصادي والتجاري للشركة والتي ترتبط في جزء منها بمحدودية رأسمالها المرصود واحتياطه وبنمط تدبيرها وبعدم تنفيذ التزامات جهات أخرى في ضبط وتنظيم مذابح الدواجن في المدينة وخارجها .
في سنة 2006 , بدأت بوادر نفاد صبر هؤلاء تلوح في الأفق, صاحبها الانتقال إلى مستوى التسويف, اعتقادامن الباطرون بأنها ستجد طريقها لتهدئة الغاضبين وإطفاء الغليان, وأخذت المماطلة مجراها في تنفيذ الوعود,فتميزت بذهاب العمال إلى تأسيس نقابتهم , انخرطت في الإتحاد المغربي للشغل, ولم يكن هدا التأسيس مرغوبا فيه من قبل الباطرون ومعاونيه, كان بمثابة مولود ولد المضاد للفعل النقابي الدستوري المسئول, حيث سجل تعدد مظاهر الاستفزاز والضغط ومضاعفة شحنة التماس والتمييز إلى جانب ممارسات الاحتقار والإهانةة.
وما أسفر عنه تدبير الشركة من نتائج سلبية في هده المرحلة , بدل فتح حوار مجدي والبحث عن توافق للاستجابة للملف المطلبي كليا أو جزئيا, هو الهروب إلى الأمام وتفضيل سياسة النعامة أسلوبا, تم تجاهل قضايا شغيلة وحدة مذابح الدواجن ا وعدم الاعتراف لها بآلامها وتضحياتها وخضوعها للاستغلال الفاحش القدر وبأثمنة التي لاتحد مكانا في القانون لتفسيرها, وفضلت الإدارة الاستمرار في السباحة على الظهر المحدب للموج والدي عادة ما يبقي في البحر, راكب اللوح في الخلف بدل دفعه بسرعة إلى الأمام وانجاز التمارين لربح السباق ,فأعلنت ,دون احترام للمسطرة التأديبية , عن توقيف عامل (ش.ي) لمدة 40 يوما بعدما كانت قد طردت 05آعمال قبله في تواريخ مختلفة و تحت ذرائع مصطنعة ومحبوكة .
لم يكن رد فعل العمال متباطئا , أرغموا على إشهار سلاحهم الوحيد , الإضراب وفق القواعد المعمول به ولمدة 04 أيام , بعد لقاء جمع مكتبهم النقابي بباشا مدينة وجدة , بتاريخ 01أبريل2012, حددت نسبة نجاحه في 70% فيما أن نسبة غير المضربين المتبقية , تعود للتعاطي الخاص وتعامل ومواقف أشخاص خاصين يعتبرون من دوي العلاقات والعائلات التي تتميز بصلتها وقرابتها من الباطرون.
عند استئنافهم للعمل يوم06 أبريل, تحرك نحوهم وعلى عجل عون قضائي من المقاطعة السابعة ومكنهم من قرار الفصل عن العمل و في حق 13 منهم , وهم أرباب أسر بسجل مهني يضرب في عمق تربة مذابح البلدية القديمة , قبل تآكله والتآمر عليه بتصفيته ومحوه من البساط في سياق تشجيع الجماعات المحلية للقطاع الخاص.
إن الفترة التي تفصلهم عن اليوم الملعون , يوم أن زج بهم وبأسرهم في عالم البطالة , في الوقت الذي نتطلع فيه إلى سلم اجتماعي حقيقي وتدعيم أسس استقرار فرص الشغل بل الزيادة فيها , نظرا لما لدلك من أهمية على استقرار البلاد والأمن والثقة في المسار الديمقراطي للبلاد والمؤسسات, وهي فترة تصل إلى 03 أشهر , جعلت المطرودين يذوقون من قسوة أفعال باطرون غير مكترث بدقة المرحلة سياسيا واجتماعيا , ويجسدون المثال على ما يقدر عليه الرأسمالي الجشع , المعادي لحقوق الطبقة العاملة ,والدي يتقن فن الاستسلام لنوازعه وحساباته فقط,لمضاعفة الأرباح, ولا هم له بالتماسك الاجتماعي ودعم وصيانة مكتسبات الشغيلة, وهو في حاضره وفيا للوجه القديم لأنماط العلاقات الإنتاجية والاجتماعية المؤطر بالرؤية التي يحكمها الإيمان بالأنانية وعلى الدوام ولا لشيء سواها.
وخلال هده الفترة, برمجت لقاءات للتحاور في إطار اللجنة الإقليمية بمساهمة السيد الباشا , ولم يلتقط فيها الباطرون أوممثليه الرسالة التي يجب عليه الإمعان فيها والعمل بها , لضمان عودة المياه إلى مجاريها باتفاقية , بمثابة مخرج مقبول للوضعية, والإقرار بحق المطرودين في العودة إلى الشغل, لا على تسريحهم ودفعهم إلى تقوية البطالين وتعزيز صفوف المتطرفين والعدميين بهم. فلا يزال صاحب الشركة متمسكا برأيه رغم استدعائه من طرف أعلى سلطة في الإقليم والجهة الشرقية, قبيل الزيارة الملكية لمدينة وجدة الأخيرة, عندما قرر العمال نقل خيمة الاعتصام من باب الشركة إلى ساحة الواجهة لبناية إدارة الإتحاد المغربي للشغل, على الطريق الرابط بين عمالة وجدة ومحطة السكك الحديدية , حيث غالبا ما يعبره الموكب الملكي. وعندما رضخ جزئيا لتدخل السيد الوالي في مكتبه ووعد بإيجاد تسوية للمشكل ,على ما يبدو,ففي مكتبه بإدارة الشركة بالحي الصناعي , اقترح الباطرون قبول إعادة البعض للشغل وباستحالته في وجه آخرين ممن سيقدم لم تعويضا هزيلا, هزيلا, هزيلا.. في طاهر الاقتراح, الليونة والإنسانية, لكن في جوهره, هو الإصرار على متابعة نهج زرع التفرقة والشتات, أي سياسة فرق تسد, وتدمير معنويات العمال وقطع كل جسور الوحدة والتضامن بينهم وإذلالهم حتى لا يتكرر إضرابهم ثانية ويقبلوا بكل أشكال الاستغلال المادي والمعنوي.
وفي يوم الجمعة من الأسبوع الماضي, وفي سياق تتبعه للموضوع , استقبل السيد الوالي المكتب النقابي للعمال بحضور للمندوب الجهوي للشغل, أطلعوه على آخر التطورات والتأكيد على مطلب العودة للشغل لفك اعتصامهم المفتوح داخل(إ.م.ش.)وفي القريب العاجل سيما وأن بعضهم لا يجد بما يعيل به أسرته ودويه وتراكمت عليهم ديون وفوائد الأبناك من جراء قروض السكن ومنهم من يفكر بجد في إضرام النار في الذات كنقطة خاتمة للمأساة. وما يدفع للتفاؤل, هو الموقف الإيجابي للسيد الوالي, حيث عبر عن تفهمه لوضعية المطرودين وحرصه على التعجيل بتسوية للنزاع في احترام للقانون.
ومن جهتنا , في حزب التقدم والإشتراكية ,نعبر لعمال المذابح العصرية للدواجن عن تعاطفنا وتضامننا معهم , في محنتهم هاته , ونستنكر الخرق السافر للباطرون لقواعد الشغل مهما كانت التبريرات , وندين التعامل بعقلية الاستعلاء والتحجر في معالجة نزاعات الشغل والتي تعمل على إعادة التضامن الاجتماعي على هشاشته إلى ما كان عليه , وندعو من جهة أخرى السلطات ومندوبية الشغل إلى إعطاء الحيوية اللازمة في تطبيق النصوص ومعنى لدولة المؤسسات ومحاربة بؤر التوتر الاجتماعي وصناعها.
عبد المجيد زياش .
عضو اللجنة المركزية ,
كاتب الفرع الإقليمي لحزب التقدم والإشتراكية بوجدة
1 Comment
لا يتواضع الا الكبير
ولا يتكبر إلا الحقير
ولا تقاس العقول بالأعمار
فكم من صغير عقله بارع
وكم من كبير عقله فارغ