شرح…ملح (25)

المحلوبة حليب أو المعصورة دم أسي لوزير

بقلممحمد عبد الله موساوي

لمن يشكو الممرض غبنه ؟! القاضي و الجاني و الجلاد أسماء تفرقها التراتبية الإدارية و تجتمع في شخص واحد يجيد فعل كل شيء في وزارة الصحة إلا إرساء الحكامة الجيدة و النهوض بالمنظومة الصحية… لعل الاستهتار و البلبلة اللذان يطبعان الحركة الانتقالية لهذه السنة أسطع برهان على وهن المؤهلات التنظيمية لهذه الوزارة و قصر ذات يدها، فلا هي احترمت البرنامج الزمني للحركة المبتدع من قبلها الموصوم بتأخير كبير مقارنة بسابقاتها، و لا هي امتثلت في توزيع المناصب الخاصة بالانتقالات للدورية المنظمة للحركة مما أجج من سخط النقابات و رفضها التوقيع على نتائج الحركة الوطنية للممرضين… هنا أتساءل إذا كان ما أسلفت ذكره هو صنيع أدمغة و خبراء المستعمرات أو ما يصطلح عليه مركزيا بمديريات وزارة الصحة الذين يحصدون الأخضر و اليابس كأجور و مكافآت لهم مقابل التلاعب بنفسية الموظفين، فكيف تراه يكون صنيع المصالح اللاممركزة و الإقليمية المقبلة على تجربة الجهوية الصحية !!! من جهة أخرى هل الفرق النقابية التي باركت و وقعت على شهادة ميلاد دورية الحركة المعدلة برسم سنة 2012 هي نفسها من تستنكر و تقاطع حاليا أطوار الحركة أم أنها مسرحية رذيئة الإخراج بين الوزارة الديماغوجية الملحقة حزبيا المحرضة على التناحر شعبويا بين المواطن و الشغيلة الصحية تحت شعار وزير الصحة (الوردي البهي الطلعة إلا على قطاعه) في مقولته الشهيرة « شعلوا معاهم » و بين النقابات الأكثر تمثيلية (من التمثيل المسرحي )!!.

السيد وزير الصحة المحترم كفاك تجاهلا لمعانات و نقائص موظفي الصحة لاسيما الممرضين منهم، جلسات الاستماع العمومية، الراميد، الحملات الصحية الوطنية و جبر خاطر ممرضة ستقضي الأيام القليلة التي تفصلها عن التقاعد في السجن بتذكرة حج على نفقة الوزارة… كلها مبادرات محمودة مثلها كمثل من يفكر في محاربة الدخان المنتشر فوقه متناسيا أن مصدره نار مشتعلة عند قدميه، بإطفائها ينجلي دخانها… الأصلح البدء بجلسات استماع مهنية تزيح فيها الستار عن هموم و إكراهات نساء و رجال الصحة، و التفكير في حملات تتكفل بمحاربة الأمراض المهنية التي تفتك بالموظفين فور تقاعدهم هذا إن تحقق لهم شرف إنهاء مدة الخدمة القانونية و التشطيب عليهم من سلك الوظيفة و كأنهم لم يكونوا… الأجدر السيد الوزير تحصين مهنة التمريض بقوانين تنظيمية شافية كافية واضحة تجنب مهنييها المتابعات القضائية العبثية عوض أن تنثر الملح فوق الجرح بتوزيع تذاكر الحج على مسلوبي الحرية…

السيد الوزير أرجو أن تعود إلى لب مشاكل المنظومة الصحية بإنصاف المهنيين و إكرامهم، كفانا تهميشا و ضغوطا لن نجني منها سوى المزيد من التشرذم و العشوائية و الدماء المهدورة بتضحياتنا داخل المصالح الاستشفائية…

و اقبلوا زلات و هفوات أخيكم و رفيقكم محمد عبد الله موساوي.