أمام الخصاص الشديد في ماء الشرب والسقي : سگان جماعة أهل أنجاد بوجدة يهددون بمسيرات احتجاجية
قبل ركوبنا سيارة من مدينة وجدة إلى الدواوير المعنية بالزيارة والمعاينة تزود سائقها بعدد من قنينات الماء المعدني، وقبل أن أسأله بعد أن لاحظ علامات الاستغراب بادية على وجهي بحكم أن المسافة غير بعيدة ولا تتجاوز الثمانية كيلومترات نطق صاحبي موضحا «راحنا بحال اللي غاديين للصحراء… باش ما نطيحوش فمشكل الما .. والله ما كاينة قطرة انتاع الماء للشراب». ثم امتطينا سيارة من نوع بوجو قديمة «يا الله أسيدي اركب في المقاتلة، هي اللي تصلح لهاذ المنطقة»، مشيرا إلى السيارة بابتسامة عريضة، بحكم أن اسم المقاتلة تطلق على سيارات التهريب التي تجوب المسالك والطرقات الوعرة . على بعد ستة كيلومترات من مركز وجدة توجد دواوير تعيش في القرون الغابرة بمناطق قاحلة بدون مسالك ومازالت تبحث عن الماء بعد أن تم تجفيف القناة الرئيسية التي كانت تمدهم بالماء، بطريقة غير شرعية ولا قانونية من طرف البعض الذين فضلوا استنزافها بغير حق، بمباركة رئاسة المجلس القروي لحسابات انتخابية حسب قول البعض، وحولوها نحو حقولهم لسقي الخضر وبيعها في السوق الأسبوعي بسيدي يحيى على حساب حياة آلاف السكان والأغنام، الذين فقدوا هذه المادة الحيوية من حنفياتهم التي كانت مناسبة لتجماعتهم. أمام هذا المأزق بعث سكان دوار أولاد السعيدي فرقة أولاد عزوز بأهل أنجاد سيدي يحيى شكاية إلى قائد المقاطعة الحضرية بلازاري بوجدة بتاريخ 8 يونيو الماضي في شأن إقدام سكان بدوار أولاد الرزين على إحداث ثقب في القناة الرئيسية التي تمدهم بالماء الصالح للشرب، لهم ولبهائمهم ، لإيصال مياهها إلى حقولهم واستعمالها في ري أراضيهم، في الوقت الذي لا يجدون هم حتى جرعة ماء للشرب، لهم ولماشيتهم. وذكر السكان المتضررون المسؤول في شكايتهم بامتلاكهم للقناة بحكم أنهم حصلوا عليها منذ 1982 في إطار تزويد القرى بالماء الصالح للشرب حتى يستقروا بها، «لكن مع الأسف أن القائد بسيدي يحيى أوقف عنا الماء الصالح للشرب حوالي سنة وساعده سكان أولاد ارزين ونحن بدون ماء منذ توقيفه لنا» تقول إحدى شكايات السكان المتضررين. مضيفة «سجلنا شكايات لدى قائد سيدي يحيى ورئيس الجماعة القروية لكن دون جدوى ومع الأسف». التمس هؤلاء من المسؤول المساعدة من أجل إرجاع الماء لهم. «هذا عام ونص وحنا نموتو بالعطش…عيينا نشكيو للقائد…» يصيح لعصيب قويدر شيخ قارب عمره التسعين سنة ثم يستمر في الصراخ مجسدا عباراته بيديه «…راحنا في واحد لَغْبينَة ما عالم بها غير الله…فين هي حقوق المواطن؟» ثم يصرخ آخر «بغاونا نخويو من هذا البلاد ونخليوها لهم واش ذنبنا حنا؟ واش ذنب هاذ الصبيان؟ واش ذنب هاذ البهايم؟..». هجر بعض السكان لعجزهم عن مقاومة العطش والاحتفاظ بأغنامهم وبهائمهم إذ يتطلب المكوث بهذه الدواوير نوعا من الجهاد يتمثل في توفير الماء للأسرة والزريبة بضمان صهريج من الماء تتراوح قيمته ما بين 300 و 350 درهما، يستنفد بعد ثلاثة أيام لكثرة الأفواه العطشى من البشر والحيوان خلال الفترة الطويلة من الحر والجفاف. لكن رغم هذه التضحيات التي تفوق طاقة السكان وتنذر بكارثة، فقد أصبح مالكو الصهاريج يرفضون الاشتغال لصعوبة المسالك في إيصال الماء إلى الدواوير المتضررة، «كل مرة نبيعو خروف باش نعيشو لخرين..غادي نكملولهم ونهجرو» . كل الحنفيات التي أحدثت لإيصال المياه للدواوير عبر القناة الرئيسية جافة وتنتظر أن تجود يوما ما بقطرة ماء علَّها تُرجع الحياة والأمل لبعض ساكنيها…صفيحات ودلاء وقنينات مرمية عند الصهاريج المفروض أن تكون مملوءة بالماء لإعانة هؤلاء السكان على البقاء بأراضيهم ومقاومة الفقر، وتمكين المئات من رؤوس الأغنام من البقاء على قيد الحياة.. تقع الدواوير المتضررة من عملية نهب الماء والعطش بهذه الطريقة على بعد ستة كيلومترات من مدينة وجدة بالجنوب الغربي. ويفوق عدد سكان دواوير أولاد السعيدي وأولاد الخثير وأولاد الهادف وأولاد بورقبة ومجموعة مدرسة الإمام الشافعي، فرقة أولاد عزوز قبيلة أنجاد، 3000 نسمة لأكثر من 300 بيت، يشتغلون بالفلاحة وتربية المواشي . فقد طالب المستشار بإرسال لجنة لمعاينة وتقييم الأضرار التي لحقت السكان جراء وضعيتهم، في شكاية لوالي الجهة الشرقية وعامل عمالة وجدة أنجاد. الوضعية المزرية بالدائرة منذ سنتين بتاريخ 11 يوليوز 2005 ، المتمثلة في العديد من المشاكل الحيوية منها الماء والمسالك الطرقية والكهرباء. أثار المستشار المشكل الأساسي والآني والحيوي الذي تعاني منه ساكنة الدائرة 13، دواوير أولاد السعيدي وأولاد الخثير وأولاد الهادف وأولاد بالقاسم وأولاد بوركبة ومدرسة الإمام الشافعي رغم العديد من الشكايات المرفوعة في شأنه وهو مشكل الماء. حصلت الدواوير الواقعة بالدائرة رقم 13 التابعة للجماعة القروية أهل أنجاد بدائرة أحواز وجدة، عمالة وجدة أنجاد، على قرار تزويدها بالماء الصالح للشرب منذ 1982 عبر مد أنبوب رئيسي من جبال بني بوحمدون إلى غاية سيدي الماحي بدوار أولاد السعيدي حيث يوجد الخزان الرئيسي مع وضع ثلاث حنفيات رئيسية وأول هذه الحنفيات بأولاد رزين وثانيها بدوار بني كيل وثالثها بمجموعة مدارس الإمام الشافعي ليستفيد منها تلاميذها الموزعون على المستويات من القسم الأول إلى القسم السادس. حنفية عمومية لكل دوار لتسهيل جلب الماء على سكانها. لكن، تقول الشكاية «بدأ المشكل يظهر جليا ويز
داد تعقيدا حيث قام أشخاص من دواوير أولاد النوالي، أولاد الرزين وبني قيل بسرقة الماء من الأنبوب لاستغلاله في سقي ضيعاتهم الظاهرة للعيان مما تسبب في انقطاع الماء عن كل من حنفية أولاد بورقبة وأولاد الهادف وأولاد الخثير ومجموعة مدارس الإمام الشافعي رغم أننا كنا ندق أبواب المجلس القروي والسلطات المحلية بدون جدوى الشيء الذي شجع أناسا آخرين على نهج نفس الطريقة بالرغم من توفر دواويرهم على حنفيات عمومية. وقد أدى ذلك إلى انقطاع الماء كليا عن الخزان الرئيسي بسيدي الماحي. عندئذ اتصلنا بالأشخاص المعنيين بالأمر لحثهم على التراجع عما قاموا به إلا أنهم رفضوا زاعمين أن لهم رخصا للاستغلال». وأكدت الشكاية أن جوهر المشكل يكمن في الطريقة التي زعم هؤلاء أنهم يستفيدون بها من رخص استغلال هذا الماء الذي هو ملك عام، لسقي ضيعاتهم الظاهرة التي أينعت دون مراعاة لمن هم في أمس الحاجة إليه ليرووا عطشهم مع العلم أن الغريب في هذا الاستغلال أنه يتم بدون عدادات الأمر الذي يدفع إلى العديد من التساؤلات. « نجيب الماء على ربعة كيلوميء نجيبو في كارو على البهايم من عند واحد السيد عندو الحاسي…ما عندي ما ندير خصني نشرب ونورد البهائم والغنم …الله يدير شي تاويل انتاع الخير…» يقول أحد الفلاحين بنبرة تعبر عن القهر والغبن و«الحكرة». «لقد أثرنا الموضوع مع رئيس الجماعة القروية أهل أنجاد في العديد من المرات وتمت مراسلة رئيس دائرة أحواز وجدة ووعدنا بإيجاد الحل في غضون أسبوع لكن لا حل لحد الآن» يقول الأستاذ محمد مضمض محام بهيئة وجدة وأحد سكان دواوير المنطقة
1 Comment
من العار أن يكون في بلدنا الدي أصبح يضرب به المثل في الديموقراطية و حقوق الأنسان على الصعيد العربي و الأفريقي جزء من ساكنته محروم من أغلى شيء في الوجود و هو الماء ثم الماء فالماء ولا شيء غير الماء خاصة بالعالم القروي الدي يزود المدينة بالخضر و الحبوب و اللحوم و الحليب ومشتقاته.