مهزلة ارتزاق النظام السوري ومن يدعمه بخدعة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة وانخداع الأغبياء بها
مهزلة ارتزاق النظام السوري ومن يدعمه بخدعة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة وانخداع الأغبياء بها
محمد شركي
من المؤسف شديد الأسف أن يستمر وجود فلول الممجدين للأنظمة العربية الفاسدة كما سماهم الشيخ عبد الرحمان الكواكبي رحمه الله ، و فلول المنخدعين بها بعد زمن ثورات الربيع العربي . وهذه الفلول بنوعيها تعرقل التغيرات المنشودة في الوطن العربي الذي لم يستطع تخطي ما يسمى فترة النكسة لعقود من السنين بسبب فساد الأنظمة العربية التي من مصلحتها حالة اللاحرب واللاسلم مع الكيان الصهيوني الغاصب . فالأنظمة العربية الفاسدة المنهار منها والسائر في طريق الانهيار تتفق في الارتزاق بالقضية الفلسطينية ، وتختلف في أساليب الارتزاق بها . والأنظمة العربية كلها انهزمت أمام الكيان الصهيوني في حروب خاسرة. وبعد هزيمتها حاولت أن تسوق تهم التخوين فيما بينها من أجل مخادعة شعوبها المسكينة لضمان تسلطها واستبدادها . وهكذا تكون ما يسمى جبهة الصمود والتصدي أو الممانعة والمقاومة ، وهو صمود وتصدي وممانعة ومقاومة لا تتجاوز الأقوال إلى الأفعال . فعلى سبيل المثال ارتزق النظام السوري بخدعة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة لعقود طويلة ولما يطلق رصاصة واحدة في جبهة الجولان المحتل . فهذا هو نموذج جبهة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة . وفي المقابل تكونت جبهة الانبطاح والتطبيع التي حاولت مخادعة الشعوب العربية بما يسمى مسلسلات السلام وخرائط طرقها التي لم تفض إلى شيء يذكر بل زادت العرب ذلا وهوانا . وبين الجبهتين سجال طويل عريض من التهم المتبادلة ، والحقيقة أنه لا الجبهة المدعية للصمود والتصدي، ولا الجبهة المنبطحة المراهنة على السلام مع الكيان الصهيوني قدمتا شيئا ملموسا للأمة العربية المحبطة بعقدة النكسة بعد الهزائم المخزية المتوالية . والجبهتان معا ترتزقان وبشكل مخز ومكشوف بشعارات فارغة سواء كانت صمودا أم سلاما مزيفا . والربيع العربي كشف القناع عن ارتزاق الأنظمة الفاسدة والمنهزمة أمام الكيان الصهيوني بهذه الشعارات الفارغة . والربيع العربي واحد لأن ظروف النكسة واحدة في طول الوطن العربي وعرضه . فما وقع في دول المغرب العربي خصوصا تونس وليبيا وما وقع في مصر هو نفس ما وقع في اليمن ، وما يقع الآن في سوريا ، وما لم يقع لأسباب قمعية في غير هذه البلاد . ولا يمكن أن يسمى ما وقع في تونس وليبيا ومصر واليمن ثورات ، في حين يسمى ما يقع في سوريا إرهابا وخيانة . وفلول الممجدين للأنظمة الفاسدة وعلى رأسها النظام السوري ، وفلول المنخدعين لها يشككون حتى في الثورات الظافرة في البلاد التي أسقطت فيها الأنظمة الفاسدة . وسقوط الأنظمة الفاسدة كان من الجبهتين : جبهة شعارالصمود والتصدي الذي لا يجاوز الحنجرة كما هو شأن النظام الليبي النافق ، وجبهة الانبطاح مع الكيان الصهيوني الذي كرس المهانة والمذلة كما هو شأن الأنظمة المصرية والتونسية واليمنية . فمن التناقض الصارخ أن يعتبر النظام السوري استثناءا بعد سقوط مثيله الليبي من نفس الجبهة التي ظلت شعاراتها الفارغة يصك الآذان لعقود طويلة ،وهي محض ارتزاق من أجل ضمان بقائها واستبدادها الذي يعرقل النهضة العربية الحقيقية للخروج من حالة النكسة القاتلة . ومن المثير للسخرية أن يتذرع المدافعون عن النظام السوري سواء فلول الممجدين أصحاب عبارة : « أمرك سيدي ، ما يخالف سيدي » أو فلول المنخدعين بالشعارات الفارغة بأن سقوط الأنظمة الفاسدة كان تخطيطا امبرياليا . غريب أمر أحد المعلقين إما متمجدا أو منخذعا على إحدى مقالاتي المنشورة في دنيا الرأي يتهمني بالتصهين لأنني أنتقد النظام السوري ، ويرى أن سقوط هذا النظام سيكون خسارة كما كان الحال في العراق وليبيا . عجبا لأمر هذا المعلق حين يشبه ما حدث في العراق بما حدث في ليبيا. ما حدث في العراق كان مؤامرة الرافضة الخونة الذين جاءوا على ظهر دبابات العدو الأطلسي ، وكان ولاؤهم للدولة الرافضية الصفوية في إيران التي كان من مصلحتها الكيد للزعيم صدام حسين المجيد رحمه الله تعالى الذي أذاق سلالة المجوس الأمرين ، والذي لا يوجد بينه وبين الكيان الصهيوني جولانا محتلا ،ومع ذلك دكه بصواريخه ،وقد استشهد رحمه الله صبيحة عيد النحر صامدا ثابتا ناطقا بالشهادتين سافر الوجه أمام الرافضة الجبناء المقنعين ساخرا من فقدانهم للرجولة ،خلاف العقيد الليبي المخنث الذي كان يحيط نفسه بالحرس من بنات الهوى ، والذي ما إن تحرك بوش المسخ نحو العراق حتى خلع سرواله وانبطح ، وسلم ما كان في جعبته من أسلحة وذخيرة للأمريكان خوفا منهم ، ومات ذليلا يتوسل توسل الجبناء ، وحاز عودا في مؤخرته . فأين ثريا صدام حسين من ثرى العقيد الليبي حتى يشبه منخدع أو متمجد تافه ما وقع في العراق بما وقع في ليبيا ؟ وكل تافه له ولاء للعقيدة الرافضية الفاسدة المتعصبة للطائفية يغض الطرف عن فضائح الرافضة في العراق ، وفي إيران ، وفي لبنان ، لأن الولاء الرافضي عند الرافضة فوق كل ولاء يعمي أبصارهم وبصائرهم ويصم آذانهم ، فيرون الفساد والظلم الرافضي عكس ما يراه الناس . فماذا قدم حزب اللات اللبناني للأمة ؟ آلاف الضحايا الأبرياء ، ودمار وخراب على الأرض مقابل سقوط حفنة من جيف اليهود وحصول الكيان الصهيوني على ضمانات دولية تحرسه دون أن يسترد حزب اللات سنتمترا مربعا واحدا من الأرض اللبنانية المحتلة. ولا زال زعيم حزب اللات يرتزق بهزيمة حولها بتعصبه الطائفي إلى انتصارات ما بعد بعد . ما أتفه الحرب التي يهلك فيها خلق كثير من الأبرياء ليظل الزعيم الكرطوني الكاريزمي مختفيا في السرداب . وما هي الحروب التي خاضها النظام الإيراني ضد العدو الصهيوني لفائدة الأمة العربية والقضية الفلسطينية ؟ من المخزي أن تهب فلول عصابات الرافضة العراقية والإيرانية واللبنانية لمساندة النظام السوري المستبد من أجل تمديد عمر الارتزاق بشعار الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة من خلال تقتيل الشعب السوري الرافض للولاء الطائفي المنتن . ومن السخف والتفاهة اتهام ثورة الشعب السوري بالخيانة والولاء للغرب وللصهاينة ، واتهام كل من يفضح هذا النظام بالخيانة والعمالة والتصهين . وما حدث في ليبيا وما يحدث بعد سقوط العقيد الصنم أهون مما يقع في سوريا الآن مع بقاء صنمها الخبيث . وما كان في العراق زمن صدام أفضل مليار مرة بما يوجد الآن في العراق بسبب سيطرة السرطان الرافضي على الحكم . من السهل اتهام الغير بالتصهين والعامالة والخيانة ، ولكن ليس من السهل إثبات البراءة من تهمة تمجيد الأنظمة الفاسدة في سوريا والعراق وإيران ، ومرتزقة حزب اللات في لبنان بدافع الولاء الطائفي الأعمى ، وهو ولاء شيطاني وجاهلي . فمن زعم أن النظام السوري وحزب اللات اللبناني ، ومن ورائهم الدولة الرافضية الصفوية في إيران ، ودولة الأذناب الرافضية في العراق تمثل ممانعة ومقاومة فعليه أن يثبت ذلك على جبهة الجولان المحتل الاحتكاك بالعدو الصهيوني عوض توجيه الأسلحة إلى صدر الشعب السوري ، و حينها سيصير الرافضة شرفاء ومقاومون ومن سواهم خونة ومتصهينين أما الآن فلا توجد خيانة أبشع من توفير الأمن والسلام للكيان الصهيوني ، وفي المقابل إرهاب الشعب السوري الأعزل. سيقول سفهاء الرافضة وماذا فعل غير الرافضة لمواجهة الكيان الصهيوني ، فأقول لهم من أجل هذا قامت الثورات العربية لتغيير وجه الوطن العربي من جبهة الصمود والتصدي الكاذبة ، ومن جبهة الركوع والانبطاح للعدو على حد سواء . ولا يمكن أن نتهم من يقول إن الجذام وباء بأنه يفضل البرص ، لأن ذلك استدلال التافهين . ولقد انكشفت فضائح المتشدقين بالشعارات الفارغة من قبيل الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة . فهل من التصدي والصمود والممانعة والمقاومة تقتيل الشعب السوري ، وتدمير المساكن فوق رؤوس الأبرياء من المستضعفين ولدانا وشيوخا ونساء ؟ فعلى الممجدين للأنظمة الفاسدة أن يكفوا عن قوادتهم البخسة التي توفر الحماية لنظام تافه عاجز وجبان أمام أحقر عدو صهيوني .
Aucun commentaire