بالمؤسسات التعليمية عنف أم تأديب ؟
قد يحصر البعض مدلول العنف بالمؤسسات التعليمية في الضرب وما يترتب عنه من إذابة جسدية ، بيد أن الحقيقة أكثر من ذلك فالسب والشتم عنف والكلام الساقط عنف والتسلط بالإشارة والإقصاء والتهميش عنف ، وليس هذه الضروب من العنف مصدرها دائما الأستاذ والإدارة ولكنها قد تأتي من الطرف الآخر الذي هو التلميذ ، ويبدو أن هذا الموضوع أخذ حيزا من الاهتمام أكثر من حجمه ، ولو عرف كل طرف ما لهذه الظاهرة من ضرر على التعلم والتحصيل لتم تفاديه منذ البداية ، فقد يصبح العنف عملا شنيعا إذا كان بطرق لا إنسانية وتخدش الكرامة إلى درجة يصبح منفرا من الدراسة وقد يكون سببا في الانقطاع علموهمعنها ، ولكن نظرا لعمل الأستاذ اليومي والذي يعتبرضبط جماعة القسم فيه أمرمهم قد يضطر أحيانا إلى بعض أنواع التأديب والتي لاينبغي عدها عنفا أو عقابا بقدر ماتدخل في التربية والتأديب ، ففي حديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( علموهم لسبع واضربوهم لعشر) والمدلون بالضرب ضرب تأديب لايخدش عظما ولا يجرح لحما ولا يترك أثرا وأما من الجانب الأخر الخاص بالتلاميذ فإن المربي ينبغي أن يعتبرونه في مقام الأب ، فإن رعيلنا الأول لهم باع في توقير شيوخهم لإدراكهم بمكانة هؤلاء منهم وأنهم مصدر للعلم والتعلم ولإدراكهم لمدلول المقولة المعروفة : من علمني حرفا صرت له عبدا
أي أخدمه بغية طلب علمه ، كما يجدر بالآباء ألا ينساقوا مع العواطف وينحازوا إلى دلل الأبناء على حساب مربيهم ، بل عليهم التشبث بالتربية الإسلامية والدفع بالأبناء إلى احترام وتوقير معلميهم والتماس العذر للمربي ومساعدته على القيام بواجباته
ويعتبر مصطلح العنف دخيلا على الحقل التربوي ، لأن المجال التربوي خاص بالتربية والتعلم والتأديب عند الضرورة ، وقد وفدت علينا مصطلحات كثيرة مع ما استوردناه من برامج غيرنا ، ومما يؤسف له أن عدم الفهم الرصين لمصطلح العنف جعل الكثيرين بهملون بالمرة تأديب التلاميذ وتربيتهم مما أعطانا جيلا لايعرف التعامل السليم ولا المطلوب منه اتجاه الآخرين ، ولاحتى جيلا باحثا محبا للمطالعة وطلب العلم ، وغذى ذلك إهمال عدد لايستهان به من الآباء لسيرة أبنائهم وتربيتهم وتأديبهم ، ولايكون التدخل إلا بعد فوات الأوان
Aucun commentaire