انــــتـــــــظــــــار اب
إنها اشراقة يوم جميل من أيام فصل الصيف …
نهضت الفتاة الصغيرة وهي تعلم أن هذا اليوم مميز بالنسبة لها، إنها حفلة آخر السنة كلهم مدعوون الآباء والأمهات والتلاميذ فشعور الفتاة الصغيرة باهتمام أمها بها زاد من بهجتها … فواجب الأم يحتم عليها أن لاتنسى أدق التفاصيل ، خرجت إلى عملها وهي مشغولة الذهن بأمور بابنتها يا ترى هل كل شيء على ما يرام .؟هل ملابسها جاهزة ؟..اجل إنها جاهزة بقي تصفيف شعر صغيرتها الجميل ذو اللون الأشقر الساطع في صالون للحلاقة حتى يكتمل جمالها .
غادرت العمل كغير العادة من اجل اصطحابها إلى الصالون… الوقت يمر بسرعة وأفكار الأم دائما منشغل حتى آلة التصوير جهزتها قبل افتتاح الحفل لتحتفظ بذكريات لابنتها الغالية… لكن تبقى مشكلة كبيرة ليس لها حلا ملموسا إلا أن دافع الأمومة جعلها تبحث عنه حتى ولو كان على حساب كرامتها وعنفوانها.
قررت أن تتصل وتخبر والد صغيرتها بموعد الحفل حتى تكتمل فرحة ابنتها وتكون لها مفاجأة سارة، بالفعل ستكون أغلى واسعد مفاجأة لأنهما لم يلتقيا منذ كان في عمرها سنتين وهي الآن بنت السابعة ربيعا كانت في كل مرة تسال عن والدها ..أين أبي يا أمي ؟ أريد أن أراه…هل هو مسافر ..؟ لماذا لا يتحدث معي في الهاتف ؟ ..أرجوك أمي دعيني اطلبه ليحضر لأراه…!! إنها أسئلة تمزق قلب الأم التي لم تجد جوابا ولو لسؤال من عشرات الأسئلة ولكنها في هذا اليوم قررت الأم أن تخبر طليقها بان ابنته الصغيرة دائمة السؤال عنه خصوصا اليوم عندها حفل مدرسي وستكون كالوردة البيضاء بين الزهور …وبعد صراع مرير مع نفسها وحيرة شديدة هل سيستقبلها ..؟ هل سيوافق على طلبها ..؟ هل فعلا سيهتم بهذا الحدث السعيد ..؟ كلها أسئلة تخالج نفسها وهي تمشي بخطى كأنها ستجتاز امتحانا..وفي نهاية المطاف وجدت نفسها أمام باب عمله … طرقته ولحسن حظها هو من فتحه ..بعد التحية أخبرته بصوت متحجرش أن الحفل السنوي لابنته سيكون في فضاء واسع تقام فيه الحفلات وأخبرته كذلك بالتوقيت وطلبت منه الحضور نزولا عند رغبة ابنته ..لقد غادرت وهي متأكدة تماما انه لن يلبي الدعوة..لكنها ظلت تكابر وتكذب أحاسيسها… الوقت يمر بسرعة إنها الخامسة مساء، حان وقت الذهاب إلى مكان الحفل ركبت الصغيرة الحافلة وعينيها مليئتان بالسعادة..لحقت بها أمها في سيارة مستقلة مع العائلة لقد وصل كليهما وبدأت التحضيرات الأولية من مؤطرين وتلاميذ .. أما الأولياء آخذو أماكنهم في انتظار فلذات أكبادهم وهم فخورون بهم… الكل يترقب خروج الأطفال وهم في أبهى حللهم والأم جالسة قلبها يرفرف سعادة بظهور ابنتها الصغيرة وشوقا وترقبا لظهور الأب الذي سيكمل فرحتها…هاهم الأطفال يخرجون أفواجا كل فوج يحمل اسما رمزيا.
لقد مر فوج الحرية وبعده مر فوج التضامن والأولياء يشجعونهم بالتصفيق وكل طفل ينظر إلى والديه وهو يبتسم ابتسامة البراءة المليئة بالفرحة ها هو فوج التكافل إنها ضمنه ترتدي زيا ورديا كوردة متفتحة تعطر من حولها من الزهور ..والأم لا تسعها فرحتها بابنتها رغم فكرها المتشتت من الانتظار… اصطف الأطفال على الخشبة لإلقاء كلمة الافتتاح وتم البدء بآيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها ثلاث أطفال من مختلف الأعمار ثم بعد ذلك قدم مشرف المدرسة كلمة ترحيب بالحضور وأدلى بنتائج السنة الدراسية ونوه بالتلاميذ النجباء اللذين رفعوا مستوى المؤسسة بين المؤسسات الأخرى وبعد ذلك قام الأطفال بإلقاء أناشيد ولوحات فنية جميلة أبهرت الحضور اللذين لم يبخلوا بدورهم بالتشجيع والزغاريد المتتالية تعبيرا عن رضاهم بما قدمه التلاميذ …لكن الأم المسكينة لا زالت تنظر تارة إلى الساعة في معصمها وأخرى إلى ابنتها على الخشبة والأضواء الملونة تسطع عليها إنها فعلا نجمة متلألئة بين المجرات ..
كان دور الفتاة الصغيرة في المسرح عبارة عن شخصية الفهد الوردي الذي كان يحاور الغراب والذئب والأسد…لقد أتقنت الدور جيدا وأمها لم تكف عن التقاط الصور لها من جميع الجوانب وتصفيق الحضور لم ينقطع.
أوشكت الحفلة على الانتهاء فجلست الأم ملكومة من أمرها في مكانها… الوقت مر بسرعة وقلبها يعتصر ألما وينزف ببطيء … أسدلت الستارة وانطفأت الأضواء وتوجه الأطفال نحو أبائهم لكن الأب المنتظر لم يشرف … غادر الحضور القاعة ثم انطفأت الأنوار وانطفئ معها أمل الأم في أب لم يعر أي اهتمام لمشاعر ابنته البريئة التي لا ذنب لها سوى أنها تحمل اسمه وتبحث عنه … خسارة أن يتخلى الإنسان عن مشاعر الدفيء والحنان والحب…
شـهـرزاد الأنـدلـسـي
08/07/2007
9 Comments
إلى الخت المحترمة شهرزاد
أولا : هل القصة حقيقية أم خيالية ؟؟؟
ثانيا : إن كانت القصة واقعية ؛فالغريب في أمر هذه الأم المطلقة أنها لم تفكر طيلة ثلاث سنوات في الذهاب إلى زوجها رفقة ابنتها التي تلح لرؤية والدها. منذ مدة طويلة
ثالثا |: لماذا لم تترك الزوجة المبادرة للصغيرة هي التي تذهب إلى مقر عمل والدها و تطلب منه الحضور معها ؟؟
رابعا |: يبدو أن هذه الزوجة تتصرف بإرادة أهلها ولعلها فشلت في حياتها الزوجية بسبب ذلك لهذا لا بد من تحري الموضوعية بعيدا عن العاطفة الزائدة عن الحد
أيتها الكاتبة الفاضلة أنا رجل قد بلغت من الكبر عتيا فعمري الآن سبعوت سنة وقد كنت ضحية قصة كهذه التي سردت على الجمهور لقد فارقتنا زوجتي مع ابنتي الوحيدة وعمرها سنة بسبب تحريض أهلها علي وشهد الله أنني أجبرت على الطلاق دون إرادتي لأن الزوجة عبرت ‘ن عدم رضاها ؛ وكنت أحن إلى رؤية ابنتي وبهد مرور خمس سنوات ذهبت يوم عيد إلى بيت والد زوجتي لرؤية ابنتي التي رخصت لي المحكمة برؤيتها أسبوعيا فخرج أشقاء الزوجة وبجهالة تم الاعتداء علي بالضرب المبرح وفي يوم عيد ورفعت شكاية لرب العالمين وعشت وحيدا في بيتي حتى بلغت بنتي الثامنة عشرة من عمرها وفي صباح يوم عيد دق جرس الباب ففتحت ووجدت فتاة في مقتبل العمر اندفعت نحوي وضمتني غلى صدرها وهي تبكي وتقبلني وعرفت أنها ابنتي ولما عرفت قصتي التحقت بي وخلفت عش الكراهية الذي حاول حرماني منها لقد كان الله كريما وعادلا.
يا سيدتي الفاضلة أخشى أن يكون هذا الأب قد لقي ما لقيته وأنه ضحية مثلي
أشكرك على طرح قصة هي قصتي وقصة كلأ الاباء الضحايا امثالي
الاستاذة الفاضلة امينة الشاوي
لقد نظرت الى الموضوع من وجهة نظرك الخاصة وهذا يؤسفني جدا فجوابك على السؤال الاول : ان هذه القصة واقعية بالفعل وليست من نسيج خيالي ثانيا ان الام هنا حاولت مرارا ان تقرب المسافة بين الاب وابنته فعاطفة الام اتجاه ابنتها كان دائما فوق كل اعتبار فكم من مناسبات مرت كاعياد ميلاد او اعياد دينية كانت الام تحاول طلبه على الهاتف ويرفض تماما استقبال مكالمات صغيرته …اما المبادرة التي اقترحتها فهي خاطئة الم تفكري في شعور الابنة الصغيرة عندما تقف امام اب لم تحركه عاطفة الابوة فتطلب منه الحضور الى حفلها وتبقى المسكينة متشوقة لرؤيته فيخذلها ولا ياتي الى الحفلة كما فعل هنا ؟؟؟؟!!!!!! حينها ستكره اباها الى الابد وهذا ما ارادت الام ان تجنبه لصغيرتها …
اتمنى ايتها الاستاذة الفاضلة انني اكون قد اجبتك بموضوعية … لك مني كل التقدير والاحترام
رد خاص للسيدة أمينة صاحبة التعليق الأول :
أتمنى أن تقرئي ما كتبته بصدر رحب وتتمعنين فيما أود إيصاله إليك ولو أن ما كتبته طويل..
*************
معذرة أختي..فردا على ما جاء بتعليقك أعلاه، لدي اعتراض شديد على رأيك الذي فعلا كان حادا وغير مؤسس سواء من الناحية الواقعية أو المعنوية..
لذا، سأحاول الرد على كل تساؤلاتك هذه..
تطرقت إلى تساؤلا ت عدة مجملها لم تكن ذات أساس سليم، حيث أكدت من البداية على أن الزوجة أو بمعنى أصح المطلقة هي من حملت شعار الغلط لأنها لم تبادر إلى القيام بأي إجراء من أجل ربط صلة الرحم بين ابنتها وأبيها، وقد كان رأيك هذا ذا صبغة تعسفية، حيث أنك لم تذكريه كرأي وفقء وإنما أكدت المعلومة كأنك من أهل الزوج أو أقاربه وكذا كأنك حضرت منذ البداية لما كان يدور بين طرفي النزاع..هذا من جهة..
وحيث أنه ومن جهة أخرى، فكيف لك أن تصدري حكمك على هذه السيدة وتدعين في حقها على أنها لا تتوفر على شخصية قوية على حسب زعمك ذاك، وأن أهلها يتحكمون في تصرفاتها..؟؟..وكأنك كنت من بقية أهلها أو كأنك تتربعين على كرسي الحماة القاسية..!!..
كما أنه من أدراك أنها لم تقم بمبادرات عدة من أجل ربط الاتصال بين الأب والبنت..؟؟..أو أنها كانت تقوم بالمستحيل من أجل لم الشمل بهم جميعا، وقد باء كل ذلك بالفشل، ولا حياة لمن تنادي، وبهذا كانت مبادرتها تلك ورغم تصدي كبرياءها لإهانات مختلفة من قبل هذا الأب، إلا أنها اعتبرتها هي الأخيرة كمحاولة من أجل إدخال شيء من السعادة لقلب بنتها البريئة والضحية في الوقت نفسه..
لا يا سيدتي، معذرة على كلماتي هذه، لكن تصرفك ورأيك الشاذ هذا، لم يكن مصادفا للصواب لأنك أصدرت حكما تعسفيا في حق سيدة لا تربطك وإياها أية علاقة سواء من قريب أو من بعيد..
وقد كان من المفروض عليك أن تعلقي وتعبري عن القصة بشكل سطحي وظاهري، وليس عن ذاتك وعما يخالجك من مشاعر أمام وضع ربما كان قد مر بين أيامك في يوم من الأيام، ولم تكن لديك القدرة على مواجهته..
ناهيك عن تعبيرك الأخير والذي تزعمين من خلاله أنه يجب التحري بطريقة جدية وموضوعية – أو ما يعادل ذلك -..!!..
فهل يا ترى، بدت لك هذه القصة مجرد قصة هزلية نريد من ورائها العبث مع المهتمين من أجل الترويج عن أنفسهم..؟؟..أم هو تحايل فقط ولعب بالكلمات لجلب الاهتمام..؟؟..
مرة ثانية أقول لك لا يا سيدتي المثقفة..لا أحد منا يعلم حالة الكاتب أو الشاعر حينما يكتبه خاطرته أو شعره ويسرد ما قد أثر عليه إبان تلك الفترة، ولا يكون لنا دراية تامة بما يمر به من أزمات ووقائع..
لذا، فليس لك الحق في التهكم بهذه الطريقة على شيء كتب من قبل أحد الناس ولو كانت كتابته تلك لا تمت للواقع بصلة..وفي هذه الحالة، يمكنك عدم التعليق أوعدم القراءة من أصله..
*************
أعتذر لكلماتي هذه ربما تكون قاسية، لكنك بالفعل استعملت تعبيرات خدشت كياني كامرأة وهزت إحساسي لأنك أصدرت حكما من غير سبب وجيه..
أتمنى أن تتقبلي توضيحاتي وتتفهمي ما قلته وما طرحته من أجوبة..
كما أشكر الأخ الكريم والذي يعتبر نفسه ضحية، وذلك لأنه سرد قصة حياته ولم يتشبث في إبداء رأيه سواء بطريقة إيجابية أو سلبية أمام وضع هذه الأم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي ضحية :
ان الله سبحانه وتعالى وسعت رحمته كل شيء لذلك اهنأك من قلبي على ما فزت به من رضى ابنتك عنك ورغبتها بالعيش معك فهنيئا لك والله سبحانه وتعالى قد احتسب صبرك وايمانك القوي وارجع اليك قرة عينك …..ارجو من الله العلي القدير ان لا يحرم ابا من ابنه ولا ابنا من ابيه ….اشكرك على صراحتك هاته التي ستكون عبرة لكل اب بعيد عن عائلته واحبابه …
لك مني كل التقدير والاحترام
إلى الأخت الكريمة شهرزاد أنا علقت على الحكاية الأولى ولم أعرف هل هي خقيقة أم خيال ؟ والآن وقد ذكؤرت أنها حقيقة وذكرت معطيات جديدة بطبيعة الحال سيكون رايي شيْ آخر لا يمكن أن أعلم الغيب فاعرف ما لم تفصحي عنه في الحكاية الأولى
تحياتي
إلى الأخت نور الإيمان أنا محتارة بخصوص تعليقك هل أنت شهرزاد ؟؟ أنا لا أدري لماذا تدخلت بهذه الطريقة التي استغربها . أنا علقت على حكاية الأخت شهرزاد ولاحظت أن الطفلة الصغيرة لم تر والدها منذ كان عمرها سنتين حتى صارعمرها خمس سنوات ولم تذكر الحكاية أن الأم حاولت قبل ذلك الاتصال بوالد الطفلة ؛ ولم تكشف الحكاية عن رفض الأب رؤية ابنته لهذا كان حكمي على ما فهمت من الحكاية والحقيقة أنا استغرب ردك الغاضب علي وانا متشوقة لمعرفة علاقتك بالحكاية مرة أخرى استحلفك بالله هل أنت شهرزاد ؟؟؟
إلى الأخت أمينة الشاوي :
رغم عدم ذكر أختنا الرائعة شهرزاد لتفاصيل هذه القصة الواقعية، إلا أنه لا ينبغي علينا إصدار أحكام على أسس هاوية، ربما تكون صائبة وربما لا..لأنك في تعليقك ذاك، كتبت رأيك بطريقة مستفزة ولم تعيري الاهتمام لشعور من سيمر ويقرأ ما كتبته خاصة إذا كانت الأم نفسها..
وقد سبق لي أن أشرت لك بأنك أصدرت معلومات خاطئة ولم تكن مجرد رأي بما هو مخطط على صفحة الأخت شهرزاد، بقدر ما كان تأكيد مؤكد لحاصل حصل، ناهيك عن أن تعليقك وخاصة بالجملة الأخيرة، كان يحمل كل معاني الاستهزاء والتهكم بالنسبة لعلاقة الأم بأهلها..
ولكي يطمئن قلبك أكثر، فأنا – وأعوذ بالله من قول أنا – لست بشهرزاد وإنما شهرزاد هي جزء لا يتجزأ مني..وربما أكون أنا صاحبة الشأن بنفسها..!!!..
لا أود أن أطيل في تعليقي هذا، لأنني لا أحبذ توضيح ما أود إيصاله من أفكار ووقائع عبر حروف ورسائل، لأنها ربما تصل بمفهومها الجيد، وربما قد تصل بمفهوم خاطئ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاستاذة الفاضلة امينة الشاوي ردا على سؤالك ان كنت انا نور الايمان فطبعا لا ان نور الايمان هي كاتبة معروفة في دنيا الوطن في نافذة الشعر وقد ردت عليك بدافع العطف اتجاه هذه الام المسكينةالتي عانت من اجل طفلتها ولا زالت تعاني ….
اشكرك للمرة الثانية على اهتمامك بالموضوع وبالتعليق …
لك مني كل التقدير والاحترام