لا يجوز أن نعامل كالخدم, ونحن أصحاب العرس
جرت العادة أن تنظم حفلات توزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين والتي تصادف عادة اختتام الموسم الدراسي, حيث تنطلق هذه الحفلات من المؤسسات التربوية تم النيابة الإقليمية و تنتهي بحفل الأكاديمية. إن هذه التظاهرات عرف محمود و قديم كنا ننتظره ونحن تلاميذ في البادية بفرح وابتهاج,ذلك لأنه الحفل الوحيد الذي نكون فيه نحن المحتفى بهم ,و المناسبة الوحيدة التي نلعب فيها دور الأبطال, خاصة التلاميذ الذين يدعون للحفل, إما كمتفوقين قصد الحصول على جوائزهم أو كمنشطين لمختلف الأنشطة التربوية الهادفة , من مسرحيات وقراءات شعرية وخواطر…على خلاف بقية أيام السنة الدراسية التي كنا فيها عرضة لمختلف أنواع القهر المادي والمعنوي , في زمن لم تكن فيه لا حقوق الطفل ولا حقوق المرأة ولا يحزنون. كان زملائي, حفاة ,عراة يقطعون مسافات طويلة تتراوح ما بين 5 إلى 10 كلم تزيد أو تنقص بقليل, للوصول إلى المدرسة, حاملين معهم داخل محافظهم, والتي لا يربطها باسم المحفظة إلا الاسم, قنينات اللبن أو" الرايب", وخبز "الزرع الحافي " لليوم السابق كغذاء لليوم الموالي, لقد كنا فقراء معدمين , نتبادل الكسوة والنعال و…وعادة ما كنا نذهب إلى المدرسة بدون فطور بسبب الإملاق وليس" رجيما" , وكنا نشبع بقراءة قصص بوكماخ – رحمه الله- التي كانت تكرس نظرة المخزن الطبقية للتعليم,ورغم ذلك كنا سعداء ولم نشعر أبدا بالصراع الطبقي , و أتذكر جيدا أننا كنا نحن سكان القرية – المدينة , نتحايل على أصدقائنا التلاميذ المساكين القادمين من البوادي المجاورة, ونسرق منهم غذائهم خلال فترة الاستراحة,وبأنفة البدوي الشامخ والرافض للمستعمر, لم يكن أحد منهم يجرأ على إبلاغ المعلمين الذين كان معظمهم "نصارى"بما حدث له, ولم يكن هذا غريبا على أبناء قريتي وبواديها المجاورة , لقد كان معظم آباء هؤلاء أو أقاربهم مساهمين بشكل أو بأخر في الحركة الوطنية , وتلك قصة أخرى .
لقد توصلنا بدعوة كريمة من السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية , نيابة وجدة -أنجاد لحضور فعاليات حفل توزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين الذي سينظم تحت الرعاية الفعلية للسيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة – أنجاد ,وذلك يوم الاثنين 09 يوليوز2007 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف زوالا بمركز تكوين أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي, طريق بودير¸لقد جرت العادة أن لا نحضر مثل هذه التظاهرات , واتخذنا موقفا موضوعيا منها, وتم ذلك في إطار مؤسساتي,باعتبار أن الحفل هو حفل نساء ورجال التعليم وتلامذتهم الذين بدلوا مجهودات جبارة, وقدموا تضحيات مادية ومعنوية للوصول لهذه النتائج السارة ,التي استحقوا من أجلها التكريم والتشجيع, خاصة أنهم اشتغلوا في ظروف صعبة وبإمكانيات متواضعة وفي ظل مقررات جديدة وكتب وطرق تربوية لازالت في طور التجريب و الاختبار, تعود أسباب مقاطعتنا لمثل هذه المناسبات ,أننا كنا نجد أنفسنا , نحن رجال ونساء التعليم عبارة عن ديكور وأجساد متهالكة تملأ الكراسي عير الوثيرة لملأ القاعة و لا يسمح لنا بتقديم الجوائز التي كنا نحن في يوم من الأيام نشتريها ليوزعها الآخرون, بينما يقتصر دورنا على التصفيق, ولما كنا نشتكي وضعنا المخجل للمشرفين عن الحفل , كان جوابهم أن "ناس" ديوان السيد الوالي هم الذين يتدخلون في آخر لحظة ويستبدلون برنامج النيابة ببرنامجهم الخاص , ونحن ننفذ. كان جل رجال التعليم ونسائه, يرفض هذه الممارسات التي تذكرنا بسلوكيات " أم الوزارات", هذا العهد الذي ولى مند وصول القيادة الملكية السامية الجديدة ومند خطاب الدار البيضاء الشهير ومند التبلور الميداني للمفهوم الجديد للسلطة. نحن نرحب بكل الضيوف وعلى رأسهم الوفد الرسمي الذي يشرف حضوره حفلنا, ولكن , يجب أن لا ينسى هؤلاء الذين يتدخلون لإلغاء برنامج النيابة وتعويضه ببرنامجهم في آخر لحظة ,أننا نحن أصحاب البيت وهم ضيوفنا والمثل الشعبي يقول " الضيف ما يتشرط ومول الدار ما يفرط", فنحن لا نتدخل في حفلاتهم فلماذا يتدخلون في حفلاتنا ؟؟ من الطبيعي أن تقدم الجوائز الأولى من طرف السيد الوالي وبعض رؤساء المصالح خاصة الشركاء.إلا أن الذي ليس منطقيا هو أن يتم تجاهل السادة الأساتذة والأستاذات والأولياء, ولم لا التلاميذ كذلك؟ أليسوا هم قطب الرحى؟؟ ولا ينظر إليهم إلا كفسيفساء أو ديكور لتزيين القاعة, لذا نطالب بإلغاء هذه السنة السيئة هذه السنة على يد السيد النائب الجديد, ويسن سنة حسنة لا تقصي أحدا, وهو… الغيور على كرامة موظفيه, والرجوع إلى الحق فضيلة , فتعطى الفرصة لبعض المؤطرين والآباء لتقديم الجوائز كسائر عباد الله.لا يمكن أن يكون العرس عرسنا ونعامل كالخدم أو ال" بدون".
نقول للسيد النائب المحترم "مول العرس", إن رجال التعليم ونسائه والآباء والأولياء الذين سيحضرون, هم كذلك أهل العريس والعروسة , ومن حقهم أن يقدموا هم بدورهم الجوائز للتلاميذ , ولا يجب أن , يقتصر الأمر على رؤساء المصالح,خاصة أن بعضهم,كان ولا يزال يوصد أبواب إدارته في وجوه التلاميذ وأوليائهم بل ولم يقدم لهم أي شيء تجعله أهلا لتقديم جوائزنا لتلامذتنا.سنعلق إضرابنا ومقاطعتنا هذه السنة إكراما للسيد النائب …وسنملأ "الكرسي الشاغر" وسنرى… هل تغيرت دار لقمان أو ما زالت كما كانت..
محمد حومين
3 Comments
هل سنصل في وقت ما ان يختار التلميد المتفوق في دراسته ان يختار الدي يقدم له اثناء الحفل الجائزة والتي نعرف جميعا انها مسألة رمزية انا شخصيا أثق ثقة كاملة في اختيار التلميد وفي هده الحالة نتعرف جميعا ان كثيرا من الحسابات وهمية وان فراسة التلميد ونباهته لاتخطئ . غريب ان يحضر الشخص مع نخية من التلاميد ويشارك معهم وجدانيا وينتظر مادا .. لست ادري..
اتابع احيانا ما يكتب في هدا الموقع وكثيرا ما اثيرة قضايا جمعية الاياء وكنت دائما اأستغرب الاسلوب والردود التي كانت تواجه بها (تمكن الرجوع اليها لمن رغب في دلك) اما الان وقد ولت السنة وحصد من زرع وانتهى الامر الدي يطرح للمرافعة واصدار الاحكام …وما جدوى دكرفترة الاستعماروما احاط بها واعتقد انها فترة بعيدة تقاعد اصحابها .
شخصيا تهمني ان ترقص الفرحة في اعين التلاميذ وان اكون خلف الستار لا في الواحهة ،ولااعير اهتماما لمن قدم او لم يقدم وانما اتماهى مع فرحة التلميذات والتلاميذ وهم يتسلمون الجائزة الرمزية التي تعطيهم دفعا معنويا لمواصلة الجهود وتكون فرحتي اكبر حين اشاهد التلميذ يتوجه راسا بعد تسلمه الجازة نحو اساتذته شاكرا لهم مجهوداتهم .في هذه اللحظة تغرورق عيني بدموع الاعتزاز بمهنة التعليم الشريفة ناسيا كل المتاعب .
لقد كتبت لك تعليقا ولكنه فاس على المخزن ولهذا السبب ربما وجدة سيدي المحترمة لم تنشره ..