شـــوف تـــــشوف : عمـــود وظــــاهرة
شوف تشوف
عمود و ظاهر ة
-2-
لقد ثار الجدل حول العمود و اندفع الملاحظون يكتبون و يحللون بينما انحصر نظر البعض للأسف في نظارات كاتب العمود كما اكتفى الآخرون بانتظار الظلام بعدما انتقل نيني من الصباح إلى المساء-
كيفما كان الحال فان الله خلق و فرق كما أن له في خلقه شؤون- بذلك إذن رحت اتامل هذه الظاهرة الشوفينية التي أصبحت أو أمست بالأحرى حديث الفئات الشعبية لدرجة أن احدهم طلب من الكاتب جمع المقالات في كتاب لتاريخ المغرب المعاصر- فقلت سبحان الله إذا ما فعل ذلك فسيكون من الصعب بمكان الانتقال من تاريخ المكي الناصري إلى تاريخ رشيد نيني- ذلك لأنه ببساطة العالم من حولنا يتغير و لكن حبذا لو يكون ذلك على قدر عقولنا-
لقد تحطمت أسطورة جيش لا يقهر في الشرق العربي فرحنا نبحث في لون الحزب الذي حصل له شرف ذلك- ناسين أو متناسين لحقيقة تسمى النكبة و النكسة ثم إن شئت الندبة و دواليك- لماذا إذن لا نبحث في المقارنة و لكن حقيق أن ذلك أصعب- بل الأسهل هو نظرية المؤامرة-
لماذا لا يستوي عمودنا و نكتب بدورنا لنستقطب فئات أخرى و أخرى- لماذا لا نترك الألفاظ و المسميات و المباني و نعني بالجوهر و المعاني-
إن الخيمة لا تقوم إلا بعمود كما أنها قد تقوم باثنين أو ثلاثة المهم شريطة أن يكونوا متساوين و مستوين- و إلا فلنكن الأوتاد فيها و في كل خير-
من وجهة نظري على الأقل يجب الاعتراف لأنه قمة النضج و حيث أن العالم يتغير من حولنا و حيث أن الله قد جعل لكل شيء قدرا و حيث أن لكل بداية نهاية- ينبغي الانشغال بجوهر الأشياء لا بمسمياتها ثم النظر في عبر الأحداث و الوقائع لا للون و اسم موضوعها- و حينئذ فقط حينئذ ربما سننتقل إلى فلسفة و فهم المعطى و الخبر- يعني مسالة كيف و لماذا- لكن إذا ما نحن لم نعترف فلا إمكانية و لا حاجة بعد ذلك إلى التكلف- إن الحديث عن كتابات الرصيف ألفناه و عاهدناه حتى صار حكما مسبقا و فكرة جاهزة ليس إلا- كما أن الانتماء السياسي نفسه إذا كان من المفروض مطلوبا لأجل التكوين و التاطير السياسي قد يتحول بدوره إلى تشطير و مغالاة و لا ادري لما يذوب كل ذلك عند الأقوام الآخرين دوننا- لربما العقل ايضا-
و حيث إن أعقل الناس اعذرهم للناس كما قال علي كرم الله وجهه فان تراكمات عقلنا هي مفهومة عند كل عاقل- غير أن لكل شيء كذلك قدر و مراتب فاليقين نفسه يتحول إلى عين ثم إلى حق-
فلما لا نتناظر و لا نتقارع في و حول الحق- و ننتقل من مستوى متح الى ميح فنغص في الأشياء كي نفهمها و نتمكن منها-
إن العبرة بحقيقة الخبر لا بأسلوبه و لا حتى بمن ينقله-
اذكر أن ذات يوم جمعني بالعقيد المصري الأستاذ شاذن في استراسبورغ حيث كنا في تربص حقوق الإنسان- حينما تناقشنا بخصوص مجموع أشياء تهم البيت الواحد أي الوطن العربي فقال باستغراب = ما يضيرك لو صار عمر زيدا و انتهى الأمر- قلت و الله ما ذاك الذي نبغي و حتى ادعم فكرتي سألته بدوري عن الجوار قلت أتشفع له من أسمى نفسه خمس مسميات و ختمها بعظمى و هي في الحقيقة خاوية على عروشها- هكذا إذن يا أستاذ هات العدل و كن طرزان كما قال احمد مطر- و على ذلك المنوال هات الخبر و كن نيني أو كن ما شاءت الأقدار-
ثم إننا نبخل و نأمر الناس بالبخل- بل لا نكتب و لا نقول فنريد أن نأمر الناس بالمثل- لما أطلقنا العنان لشعوبيتنا و نريد إسكات أعمدتنا و لكن أنى لنا ذلك لأنه قد تقوى الشعوبية على تبييض الحبر و لكن لن تقوى على حرية الفكر-
لنا مجال و عادة و إن شئنا مألوف في التفكير –و أنا هنا أتحدث عن الغالب الأعم فينا- و ما دام لكل مجتمع شواذه فإننا نفاجئ بتفكير و تميز من استطاع أن يخرق ذلك المألوف- و حتى نعزي أنفسنا أو نحاول مرة أخرى الظهور او المشاركة او حتى المشي على الهياكل نحشد ما أتينا من قوة في النعت و التشكيك- و لذلك كانت عقوبة قذف المحصنات بالزنا في الشريعة الإسلامية الجلد و أمام الملأ ثم الحرمان من الشهادة أي أن الذي يقذف بلا دليل و لا شهود لا يعتد بعد ذلك بشهادته و إن كانت صحيحة- فعلى من يريد خبرا حقيقا و حرا للقارئ المغربي أن يطرح بديلا لما سبق و أن يتحرى في ذلك الشفافية و الوضوح – بل الأكثر من ذلك يكون مفيدا السير مع مستوى إدراك هذا المقصود و انشغالاته الحقيقية و المرتبة في سلم الأوليات ما دام المبدأ العام = خاطبوا الناس على قدر عقولهم-
سمير عزو
من فرنسا
3 Comments
فعلا محتوى العمود »شوف تشوف » اصبح مرجعا لفئة عريضة من الذين لا يستطيعون تحليل الاوضاع التي يعيشها المغرب من منطلق المنطق و الواقع ووجدوا ضالتهم في التحليلالات التي تشم منها انها إنتقام ممن يتحملون المسؤولية حاليا ولم يجد بينهم مكان للبضع. وأخذ ينتج بضاعة رخيصة « تحليلالات مغرضة » لجدب الجمهور لشراء الصباح تم المساء و غدا الليل تم الفجر لكن ستشرق الشمس عما قريب و يفيق المغفلون من سباتهم و يقتنعون أن البناء و التشييد و التقدم يبنى بالجد و العمل لا بالكلام و ربما تكون الشمس حارة و تزيد في دوخة البعض و خاصة من له رأس …..
سؤال واحد اهم من كل التعليقات : هل ما يكتبه رشيد نيني من أخبار صحيح ام لا .
اما إذا كان صحيحا فقد اخبر المغفلين والا فعليه المسؤولية وعلى غيره التكذيب
اما ما يكتبه من تعليقات فهو حر .
والسلام
رشيد نيني يبقى الصحافي الاكثر شعبية في الوقت الراهن بحكم المنتوج الاعلامي الهادف والمستقل عن المحزوزبين من امثال كاتب المقال يؤكد هدا الامر التتبع اللافت للقارئ المغربي لجريدة المساء وارقام المبيعات اليومية فالمثل المغربي يقول: « غي كون سبع اوكولني »