Home»Régional»ما هكذا يجب أن يعامل المتقاعدون!??

ما هكذا يجب أن يعامل المتقاعدون!??

0
Shares
PinterestGoogle+

عند نهاية كل شهر من شهور "النصارى" نجد المتقاعدين نساءً ورجالاً ينتظرون بفرح وحزن اليوم المعلوم الذي ستصرف لهم رواتبهم الهزيلة, والتي يستحي الإنسان ذكر مقدارها, خاصة ذلك الصنف من المتقاعدين من ذوي الرواتب الدنيا والذين يعانون من ظلم اجتماعي لا مثيل له. هناك عدد غير قليل من المتقاعدين يعيشون في وضع صعب, ويعانون الكثير من المشاكل, ويواجهون أعباء زادت عما كانت عليه في السابق, بحيث أصبحوا غير قادرين على مواجهة متطلبات الحياة الصعبة ,والحوالة التي يتوصلون بها لا تكفي حتى لتغطية مصاريف الأمراض المزمنة التي يعانون منها. لهذا تشكل الإحالة على التقاعد للغالبية من الناس مرحلة كئيبة يملؤها الألم والمرارة, و تمثل للبعض الأخر, تياراً جارفاً نحو حلقة متصلة من الأزمات الصحية والنفسية, يقضون خلالها ما تبقى من حياتهم في البؤس وشتى أنواع المعاناة…صحيح إن ظاهرة التقاعد هي ظاهرة بشرية عالمية, وتلك سنة الله "… ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيل", لكن ما هو خاص, ويدمي القلب هو ذلك الإهمال وعدم الاهتمام واللامبالاة, الذي يتعرض المتقاعد في مدينة وجدة, سوف لن أتحدث عن التكريم الذي يجب أن يحظى به هؤلاء, ولا عن الاعتراف لهم بالجميل الذي يستحقونه عن جدارة واستحقاق,لأنهم افنوا شبابهم في الكد والعمل, في ظروف صعبة وبأجور زهيدة, سوف لن أتحدث عن الرعاية الصحية والتي لم يعد يستفيد منها, كما يجب ,حتى الممارس , فبالأحرى المتقاعد ,ولن أتحدث عن الرفع من أجور المتقاعدين ,لأن حتى العمال والموظفين والذين يملكون وسائل الضغط على المشغلين ,لم تعد إضراباتهم تساوي شيئا ,و كأن المسؤولين يقولون لهم "ديرو عام إضراب", كما يحدث مع موظفي التعليم والجماعات المحلية, سوف لن أطالب حكومتنا الموقرة بضمان تقاعد عادل يحفظ كرامة المحال على المعاش ويجنبه الحاجة, كما يحدث في الغرب ,حيث يتمتع المتقاعد بامتيازات كثيرة ومتنوعة لا تعد ولا تحصى,لا تتوفر حتى لدى العامل أو الموظف , ودخل المتقاعد هناك مرحلة ما يسمى "العمر الرابع".إن مطلبي بسيط وموجه للسيد المسؤول عن إدارة "الخزينة الجهوية" (ولينقل مطلبي الملح والاستعجالي عبر السلم الإداري إلى السيد وزير المالية المحترم) الموجودة أمام ثانوية عمر بن عبد العزيز , أن ينظر بعين الرحمة والعطف وينزل هؤلاء" البشر" ,المتقاعدات والمتقاعدون منزلة الأب والأم ,الذين يصطفون في نهاية في كل نهاية شهر وخلال الفصول الأربع ,(ببرودتها وصقيعها وحرارتها وغبارها وضجيج سياراتها وخطورة قطع طرقها ) أمام إدارته الجميلة والتي رغم أنها شيدت بأموالهم وضرائبهم ,لم يأخذ مصمموها بعين الاعتبار ظروف استقبال هؤلاء المساكين.

بحكم تواجد مقر عملي قرب المقر الجديد للخزينة الجهوية, ألفت رؤية هؤلاء المتقاعدون والمتقاعدات في نهاية كل شهر وهم متجمهرين ومند الصباح الباكر,كل واحد يحرس مكانه في الصف الطويل والذي يخيل لي أن لا نهاية له, وهناك من اصطف على الرصيف مند صلاة الفجر,لكي لا أقول أن هناك من بات الليل هناك , خاصة القادمين من خارج المدينة, لقد رفضت السكوت واعتبار هذا المشهد السريالي "عاديا". إنه من الظلم والعيب أن يكون "رد الجميل" لمن خدم هذا الوطن الإهانة والإذلال في أواخر عمره بهذا الشكل المعيب, سيدي المسؤول, غير مقبول ,أن تكونوا أنتم وموظفيكم في الداخل حيث المكيفات والكراسي الوثيرة, وأمهاتنا وآباؤنا يجلسون فوق الرصيف, يفترشون "الكارطون" ومعظمهم يعاني من أمراض مزمنة , غير مقبول, الساعات الطوال التي يقضيها هؤلاء أمام إدارتكم , غير مقبول, بقاءهم خارج إدارتكم معرضين لكل التقلبات المناخية , كنت أنتظر من إدارتكم أن تجد حلا لهذا المشكل البنيوي خلال مرحلة التشييد, وتخصص ميزانية لتوفير أمكنة ملائمة لاستقبال زبنائكم أو توفير واقيات أو ستائر تقي هؤلاء الزبناء من مختلف أحوال الطقس, لكن هذا لم يحدث ولا شيء تغير, وكم من متقاعد أغمي عليه أمام إدارتكم بسبب كثرة الانتظار , وكم من متقاعدة أنفقت ما استلمته من إدارتكم على شراء الأدوية بسبب ضربة الشمس أو نزلة البرد التي أصابتها أمام إدارتكم.فلو كنتم في دولة أروبية, أو بلد تحترم فيه حقوق الانسان, لتعرضتم للمساءلة والحساب ,سيدي المسؤول انتم مطالبون بتحسين ظروف استقبال هذا النوع من المواطنين والمواطنات, وإذا كان الأمر خارج عن اختصاصاتكم , ارفعوا شكوانا للسيد وزير المالية ,قبل أن يغادر الوزارة ليفرغ ما تبقى في صندوق ميزانيتة ويخصصه لتوفير مكان لائق لاستقبال هؤلاء. يا سيدي, ما قيمة الرخام والنقش البلدي والخشب المنقوش و…و…إذا لم يأخذ بعين الاعتبار العامل البشري ؟؟؟ زا قيمة كل ذلك الديكور و"الزواق"إذا لم يتمتع به المواطن المسحوق القادم من هوامش المدينة, إن المتقاعد المغربي يعيش إهمالا وتهميشا مقصودا من قبل الدولة التي لا توفر له إمكانيات العيش الكريم , فعلى الأقل وفروا له الاستقبال المريح, لأن بمثل هذه الحوالة الهزيلة والاستقبال غير المريح ,فلا أظن أن المتقاعد سيعمر طويلا. صحيح لقد صدق أحد المتقاعدين حيث قال" المتقاعد في المغرب يعيش ليأكل القوت وينتظر الموت".


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ملاحظ
    04/07/2007 at 15:18

    ان هذه الظاهرة قد تكون معممة في جميع المدن للكني عاينتها في وجدة وفي الناظور،يأتي المتقاعدون في الصباح الباكر ويفترشون « الكارطون »لأخذ التعويض عن جهدهم الذي قدموه لخدمة هذا البلد ،وبعد أن فعلوا ما فعلوا وأفنوا شبابهم وعمرهم في بذل كل ما يملكون من قوة يكون جزاؤهم هو ابقؤهم ينتظرون لساعات طوال ،فلو فكر المسؤولون في قيمة هؤلاء وهي نفس القيمة التي ستكون عندهم يوم يصبحوا في سن هؤلاء ،لوضعوا حلولا وليست سحرية ولا تحتاج الى بنايات ولا الى اصلاحات وانما عملية استنفار قصوى في صفوف العاملين في الخزينة ،حيث يتم فتح العديد من الشبابيك الخاصة باستخلاص الأجرة وكذلك عدة شبابيك للتوقيع أو تصحيح الامضاء وحبذا لو أن التوقيع يكون قرب الشبابيك الخاصة بالمال حتى لا يتعب هؤلاء ونكون قد اعترفنا ولو بالقليل مما قدموا أثناء شبابهم .
    أنا لا أتصور أن محاربا أو مقوما ضحى بوقته وبنفسه أو حياته من أجل طرد المستعمر ومن أجل أن أبقى أنا وأنت أحرارا ،ومنهم من عذب ومنهم من سجن وبد أن نستقل نلقي اليه ببعض الدريهمات وبالطريق التي تحصل حاليا ،فهذا عار وليس من شيم ولا أخلاق المغاربة ولا المسلمين فكبف يحصل الاحترام والتقدير لمثل هؤلاء في الغرب ولا يحصل عندنا ،اتنمنى أن يسمع تعقيبنا وكلامنا المسؤولون في المدينة الذين نأمل فيهم خيرا أن يصححوا هذه الوضعية وهذه اجراءات لا ننتظر فيها التعليمات من فوق ،فالواجب أولا ثم انتظار الأجر من الذي عنده الأجر الكثير.

  2. مواطن ابن متقاعد
    04/07/2007 at 22:46

    لقد سلمت يداك غلى هذا الطرح ويا ليت كل مواطن له اب او ام تتقاضى معاشه ان يضع يده في يدك ويايد كلامك لانه لب الصواب ….والملاحظ اخي وزيادة على ما ذكرت فان هذا الشهر قد اجلت رواتب المتقاعدين اللذين جاءو من بعيد وصرفت رواتب القاطنين بالمدينة اليس هذا ظلما واجحاف بحق هؤلاء العجزة اللذين افنو كما ذكرت سيدي عمرهم في خدمة هذا البلد فهو ليس منا وانما نطلب الرافة بالعباد والضعفاء ….وحتى ان ادخلوهم سيدي الى الادارة فانهم يبقون واقفين بالساعات الطوال حتى يصلهم الدور الى الخزينة ….يا اصحاب القرارات ويا مسؤولين ننشدكم الرحمة والرافة بوالدينا ..فانت ايها المسؤول ويا ايها الموظف ستجد نفسك في الصفوف التي تقف في الخارج يوما تنتظر راتبك الشهري فان كرسيك لن يدوم لك وسياتي ابنك وسيقلل من احترامك بتصرفك هذا ……فكيف تدين ستدان …واتمنى ان تصل هذه سطور التي كتها استاذنا الفاضل الى المسؤولين والى الجهات العليا ونامل خيرا انشاء الله ….
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *