Home»National»وزير التربية الوطنية يجازي صحافة بالجهة الشرقية جزاء سنمار

وزير التربية الوطنية يجازي صحافة بالجهة الشرقية جزاء سنمار

0
Shares
PinterestGoogle+

وزير التربية الوطنية يجازي صحافة بالجهة الشرقية جزاء سنمار

 

محمد شركي

 

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته //// وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

لا يوجد أنسب ما يوصف  به موقف وزير التربية من الصحافة بالجهة الشرقية صبيحة انعقاد المجلس الإداري لأكاديمية الجهة الشرقية من هذا البيت الشعري لحكيم الشعراء. فالصحافة في الجهة الشرقية  وفي الوطن عموما كانت دائما المطية الذلول التي يركبها قطاع التربية في كل المناسبات ، علما بـأن المسؤولين عن قطاع التربية  مركزيا وجهويا ومحليا لا تعدو الصحافة  في الغالب عندهم مجرد وسيلة دعاية  وإشهار لتلميع من يقومون به حتى مما هو واجب لا يقتضي التلميع . وما أكثر المناسبات التي  يخطب فيها هؤلاء المسؤولين ود الصحافة خصوصا عندما يكون من مصلحتهم الرياء والسمعة . وأول المرائين وزير التربية الوطنية نفسه الذي ضرب رقما قياسيا في ركوب مطية الصحافة منذ أول يوم ابتلي به قطاع التربية ، ذلك أنه لم يترك صحافة رسمية ولا حرة إلا  وعرض عليها  وجهه الوسيم ، وقهقهته الساحرة التي تسلب العقول . ولم يتفطن إلى أن حضور الصحافة اجتماعاته  أمر مخالف للقانون إلا بعد أن زكمت رائحة قراراته وتصريحاته الكريهة الأنوف ، وتأكد أن الصحافة لم تعد ظهرا يركبه ، بل صارت سلطة رابعة تراقبه ، وتطارده لأنه لحن ناشز في حكومة ما بعد الربيع المغربي. ولقد سبق لهذا الوزير أن صرح لجريدة الصباح في حوار أجرته معه أن حكومة حزبه كانت لها إنجازات مهمة ، إلا أن وزارة التربية الوطنية كانت خارج سيطرتها ، وأنه جاء ليردها إلى بيت طاعة حزبه الذي كان دائما وراء خراب المنظومة التربوية بشهادة تاريخ لا يمكن تكذيبه . ولما قال له الصحفي المحاور هذا كلام خطير ، جاء رده بنزق وتهور : أنا أتحمل مسؤولية  هذا الكلام الخطير. ولا زلنا ننتظر من الوزير السابق وزير الجرار أن يقاضي وزير الميزان على كلامه الخطير المتضمن لاتهامات ،لأن وزير الميزان يزعم أن تحت يديه ملفات خطيرة يتحمل مسؤوليتها وزير الجرار السابق ، والشعب من حقه أن يعرف حقيقة هذه الملفات الخطيرة ، وحكومة حزب الميزان لا بد أن تكون أول من يسأل عنها ، ويحاسب عليها ، لأن براقش حزب الميزان جنت على قومها . وبالأمس يكيل  وزير الميزان تهمة لكل من كان قبله وزيرا على قطاع التربية ، وبوجه أحمر كما يقول المغاربة لمن قل حياؤه لأنهم كانوا يسمحون للصحافة بحضور اجتماعات المجالس الإدارية للأكاديميات. ولقد اعتبر وزير الميزان نفسه مهديا منتظرا أو مسيحا مخلصا ظلت المنظومة التربوية تنتظر ظهوره في زمن ظهور المهدي.. ومشكلة وزير الميزان أنه  خالف كل الأعراف الدولية المتعلقة  بالصحافة والإعلام ، ذلك أن كل دول العالم بما فيها الرائدة حضاريا عندها وزارة إعلام تعتبر في العديد من الدول وزارة سيادية ، وكل الدول تعقد يوميا مؤتمرات صحافية يتحدث فيها الناطقون الرسميون باسمها ، وتستهدف تصريحاتهم الصحافة والإعلام الحرين  المستقلين ، لأن الصحافة والإعلام الرسميين يفقدان في الغالب المصداقية عند الشعوب التي تثق أكثر في الصحافة والإعلام الحرين  والمستقلين . ولا يحاصر هؤلاء الناطقون الرسميون بالأسئلة المحرجة التي تتصبب لها جباههم عرقا إلا من  طرف الإعلام المستقل والحر ،لأنه  لسان الشعوب والناطق باسمها ، بينما الإعلام الرسمي يتحدث باسم الحكومات والأنظمة ، وهو خصم لا يمكن أن يكون حكما . وقلما تغلق الجلسات في وجه الإعلام ، وفي حالات نادرة جدا ، ومع ذلك قد يخرج الزعماء والرؤساء إلى المنابر الإعلامية لتسريب  حتى بعض ما كان في الجلسات المغلقة  من أسرار، وأحيانا لفضح بعضهم في حال الخلافات والخصومات . وكان على العالم أن ينتظر مدة طويلة حتى تتفتق عبقرية وزير جامع الفنا عن قرار بمنع الصحافة من حضور اجتماعاته ،لأنه  كما يقول المثل المغربي يحدث ويخلط . فلو كان في جعبة الوزير ما  يقدمه للرأي العام لما اختزل وقت عقد المجلس الإداري في ساعتين تدخلان ضمن  ساعات عبادة الجمعة الأسبوعية ، ولما وصل متأخرا ،لأنه كان يقود الطائرة في الضباب الكثيف ، ولينقص وقت التأخر من الوقت المختزل أصلا ، ولما خشي أيضا حضور الصحافة . ومعلوم أن السنور يغطي حدثه لأنه أخبث حدث . ولو تصفح الوزير خدمة الإعلام لقطاع التربية ،لأدرك أنه مدين لهذا الإعلام بدين لا طاقة له به ماديا أومعنويا . ولقد جازى وزير الميزان الإعلام  وطنيا وفي الجهة الشرقية جزاء الملك الغادر للمهندس البارع المشهور سنمار، حيث ألقاه من أعلى برج  صممه له ، فصار مثلا سائرا في الناس. وسيحتاج الوزير ومن معه مركزيا وجهويا ومحليا إلى خدمة الصحافة  بعد غد مباشرة ، وسيجدون سنمار لهم بالمرصاد  ،وقد  استفاد من تجربة الغدر الأولى .  وستبقى الصحافة دائما سلطة الشعب  الرابعة التي تراقب المسؤولين ، وتتعقبهم  للكشف عن فضائحهم. ولينتظر وزير الميزان من المنابر الإعلامية  أن تخلع عنه لباسه لتريه سوءته  ، وليخصف عليه من ورق جامع الفنا الذي ما فتىء  ينثره حيثما حل وارتحل ظنا منه أنه قد ورث شيئا مما ترك آل داوود وسليمان عليهما السلام .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *