تعود لقلاق عين قنفودة( قرية توجد على بعد 27 كلم جنوب مدينة وجدة) على البحث عن قوته وغذاء أفراد عائلته من أكل الديدان الصغيرة الموجودة في الحقول المجاورة لمقر سكناه, وذات يوم عثر على دودة ضخمة تختلف اختلافا كبيرا عن نوعية الديدان المألوفة, وفرح فرحا شديدا بهذا الصيد الثمين, الذي سوف يجنبه, ولمدة طويلة ,عناء تدبير القوت اليومي لسد رمقه ورمق فراخه , التي بدأت تتدرب على الطيران الطويل ,( كما يفعل طيران العدو الصهيوني في هذه الأيام استعدادا لضرب المفاعلات النووية الإيرانية ),و تستعد لرحلة الشتاء.وهي التي لم تشارك في رحلة الصيف.طار اللقلاق المتعنت بصيده الثمين غير مبال بصراخنا وتحذيراتنا, خاصة أننا ربطنا مع هذه الطيور المهاجرة علاقة حب وألفة ولعقود طويلة. عاد اللقلال إلى عشه فوق الشجرة – التاريخ, ونحن صغارا ,كنا نرسم

و نكتب عليها أسماءنا وأسماء…داخل القلوب المذبوحة والمصابة بالنبال وقطرات الدم السائلة .أوصى اللقلاق الأب أفراخه خيرا بالغنيمة, وطار باحثا عن اللقلالة شريكة حياته, التي كانت في مهمة تنسيق مع رفيقات ورفاق رحلة الشتاء والصيف, في إطار إشراك العنصر الأنثوي في تدبير الشأن العام للفصيلة.انتهت الجلسة التشاورية" اللقلاقية"وعاد الزوجان أدرجهما في اتجاه عش الزوجية, وشرع الزوج في استعراض بطولاته ومغامراته ونتائجها, وعن الصيد الفريد التي حصل عليه…حينئذ أدركت الأم المسكينة أن أطفالها ذهبوا في خبر كان, وما هي إلا دقائق معدودة حتى تأكدت رؤيتها وهي تطل على العش, حيث لا أثر لفراخها…اللقلاق الغبي أدخل" حية"لعشه … تذكرت هذه الحادثة… وتذكرت قريتي, وأنا أدرس وبعقل بارد ومستريح , فقرات الاتفاق الإطار بين الحكومة وممثلي المؤسسات الخاصة للتعليم والتكوين بهدف تأهيل القطاع وتسريع هيكلته والرفع من جاذبيته وتكريسه شريكا رئيسيا للدولة من خلال استيعابه ل20 في المائة من مجموع التلاميذ والطلبة والمتمرنين في أفق 2015, الموقع بالصخيرات يوم الثلاثاء 08 ماي2007, وتذكرت البيان المحتشم للمجلس الوطني للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء و أمهات و أولياء التلامذة بالمغرب؛ المنعقد بالدار البيضاء يومي السبت و الأحد 26/27 مايو 2007 والذي أكد موقفه الثابت من التعليم الخصوصي, واعتبر تحفيز هذا الأخير يجب أن لا يكون بأي حال من الأحوال على حساب المدرسة العمومية, التي يجب أن تحضى بالأولوية القصوى في المجهود التمويلي للدولة و الجماعات المحلية و في مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والذي أثار انتباه المسؤولين, إلى أن المصلحة الفضلى للمتعلمات و المتعلمين

و المصالح العليا للوطن تقتضي ضمان حق كل بنات و أبناء المغاربة في تعليم عمومي ديمقراطي جيد و مجاني,وتذكرت الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مساء الأربعاء 6 يونيو 2007" بساحة جدة", النقابة الوطنية للتعليم ( ك. د . ش) المكتب المحلي بوجدة ، احتجاجا على مخطط تفكيك المدرسة العمومية والسعي إلى تخصيص قطاع التعليم ,وتذكرت مداخلة الأستاذ" نور الدين الحافي "مدير أكاديمية الدار البيضاء حول ممارسة بعض المؤسسات الخاصة "وقصة" نقطة 22على 20 الممنوحة لأحد التلاميذ ,وصدر هذا في إحدى الجرائد الوطنية المستقلة ,وتذكرت البلاغ الصادر عن مكتب الكنفدرالية الإقليمية لرابطات وجمعيات آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات نيابة وجدة أنجاد ,بعد توصلها بشكاية من طرف السيدان "شكيب زخنيني" و " ميموني" حيث رفضت إحدى المؤسسات الخاصة بوجدة, إعادة تسجيل أبناءهم ( 05 تلاميذ) لأن آباءهما طالبا بحقوقهما المعترف لهما بها بواسطة الدستور وقانون الحريات العامة والمذكرات الوزارية, هذا البلاغ الذي لم تنشره "جريدة وجدة سيتي"(وهذا من حقها) رغم أنه لا يتعارض مع أدبيات النشر,ونشرته جرائد أخرى, وتذكرت…وتذكرت…وخيل لي في وقت من الأوقات أن كل هذه المواقف وهذه النداءات والاحتجاجات, تشبه إلى حد بعيد تلك التي كنا نهتف بها تحذيرا للقلاق "عين قنفودة" والذي لم يعبأ بناداءتنا ولم يعرها أي انتباه أو اهتمام, وحصل له ما حصل .نتمنى من حكومتنا الموقرة وهي تستعد للرحيل خلال رحلة الخريف أن تسجل مواقفنا في انتظار الحكومات المقبلة. وتسجل الشعارات التي أرددها في بيتي خوفا من "زراويط " الجنرال : "واك واك على شوها ، والمدرسة باعوها " "لا… لا… ثم لا لخوصصة المدرسة "-" المدرسة العمومية هي أساس التنمية ، المدرسة العمومية هي أساس الوطنية" وهذا أضعف الإيمان. والله عز وجل يقول ( لايكلف الله نفسا الاوسعها) صدق الله العظيم.

محمد حومين