Home»Correspondants»جمهورية المهاجرين غير الشرعيين بين الجزائر ومالي

جمهورية المهاجرين غير الشرعيين بين الجزائر ومالي

0
Shares
PinterestGoogle+

الاثنين 31 اكتوبر 2005
`تأوي قرية صغيرة على الحدود الجزائرية المالية آلاف الأفارقة الذين يبدون مستعدين لتقديم أي شيء حتى حياتهم من أجل بلوغ الأولدورادو الأوربي. أطلق على هاته القرية، جمهورية المهاجرين غير الشرعيين غير أنها داخل الخريطة تسمى تين زواتن. كل يوم تفرغ فيها شاحنات الجيش الجزائري مئات الأفارقة الذين يتم طردهم من الأراضي الجزائرية والذين يجدون المأوى داخل جمهورية المهاجرين غير الشرعيين في انتظار فرصة أخرى للتسلل إلى داخل الجزائر، نحو شرق المغرب عبر مغنية أو تامنراست. منذ عدة سنوات،أصبح المهاجرون غير الشرعيين من افريقيا جنوب الصحراء يتدفقون على الصحراء الجزائرية قبل الانخراط في محاولات بلوغ جزر الكناري أو الجزيرة الخضراء عبر قوارب شبكات تهريب البشر أو التسلل إلى وجدة في الشرق أو نحو طنجة في الشمال. والظاهر أن الجزائر كانت منذ فترة طويلة نقطة عبور رئيسية لآلاف المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المنحدرين من وسط وغرب القارة السمراء انطلاقا من مدينة تامنراست جنوب الجزائر نحو شرق وشمال المغرب. من البديهي أن الحرب الأهلية التي تشهدها الجزائر بين الاسلاميين المسلحين والجيش الشعبي الجزائري جعلت مرشحي الهجرة غير الشرعية الأفارقة يتجهون نحو شمال الجزائر، لذلك أصبح المغرب، المعبر الرئيسي لتدفقات مواطني «جمهورية المهاجرين غير الشرعيين» الموجودة في المناطق العازلة بين الجزائر ومالي. تنقسم هاته الجمهورية إلى غيتوهات خاصة بمواطني كل دولة افريقية على حدة، الكاميرون، ليبيريا، نيجيريا، كوت ديفوار، غينيا، الكونغو، مالي. داخل كل غيتو يوجد رئيس ونائب له ومسؤول عن الأمن ومسؤول عن التموين، شيدت المساكن من الطين، أغلبها بدون سقف. عندما تشتد ضغوط الدول الأوربية تحاول السلطات الجزائرية إعطاء الانطباع بأنها تنخرط في جهود محاربة الهجرة غير الشرعية من خلال تنفيذ دوريات أمنية داخل غيتوهات جمهورية المهاجرين غير الشرعيين، في الوقت الذي لا يفهم هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين لماذا ألقت بهم نفس هاته السلطات داخل المناطق العازلة بين الحدود الجزائرية والحدود المالية. من أجل العيش، يتلقى هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين مساعدات غذائية من سكان المناطق الجزائرية وسكان المناطق المالية القريبة من الحدود المشتركة بين البلدين إلا أن قساوة الحياة لم تردع مرشحي الهجرة غير الشرعية الأفارقة من أجل وقف «رحلتهم» نحو المجهول. «فقد اختاروا الموت في الصحراء عوض العودة لبلدانهم فيما يوضح آخرون أن بقاءهم هو نتيجة غياب الامكانيات التي تسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم. إن الأمر يتعلق بجحيم، غير أنه لا يوجد خيار لمن يسيطر عليه تحقيق حلم اجتياح فضاء شنغن عبر التسلل من شمال المغرب. من بين سكان جمهورية المهاجرين غير الشرعيين توجد النساء كلهن من النيجر غير أنهن يمارسن الدعارة. يؤكد أحد الشهود لوكالة الأنباء الفرنسية، أن العسكريين الجزائريين يبقون من بين "زبائن" المومسات النيجيريات. كذلك، يعد الليل فرصة مواتية للانخراط في كل النشاطات غير الشرعية داخل جمهورية المهاجرين غير الشرعيين الموجودة بين الجزائر ومالي من التهريب المتعدد الأشكال إلى تزوير الوثائق وأوراق الهوية بالنسبة للذين ما زالوا يحاولون الاستمرار في مغامرة التسلل إلى أوربا عبر المغرب انطلاقا من الجزائر.
الأحداث المغربية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *