Home»National»تجريم الأنظمة العربية الفاسدة لا يعني تبرئة ساحة الأنظمة الغربية الظالمة

تجريم الأنظمة العربية الفاسدة لا يعني تبرئة ساحة الأنظمة الغربية الظالمة

0
Shares
PinterestGoogle+

تجريم الأنظمة العربية الفاسدة لا يعني تبرئة ساحة الأنظمة الغربية الظالمة

محمد شركي

من المعلوم أن السبب الرئيس وراء ما يسمى الربيع العربي  هو فساد الأنظمة العربية، مع تمادي الأنظمة الغربية في استبدادها . ولهذا لا يمكن التمييز بين فساد الأنظمة العربية ، واستبداد الأنظمة الغربية الظالمة ، لأنهما يتكاملان . ومن الوعي المغلوط والمغشوش أن يعتبر البعض أن تجريم الأنظمة العربية الفاسدة يعتبر تبرئة للأنظمة الغربية الظالمة. فالأمة العربية لا يمكن أن تنسى ظلم الأنظمة الغربية لها ،والمتمثل في استنبات الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية ، وفوق أرض أقدس المقدسات . ولا يمكن للأمة العربية أن تغفر للأنظمة الغربية هذا الظلم العظيم أبد الأبدين بابدأبد . والشعوب العربية تقف دائما موقف العداء الأسود من الأنظمة الغربية الظالمة ، وتعتبرعداءها في نفس درجة عداء الكيان الصهيوني ، بل أكثر من ذلك لا تميز الشعوب العربية بين العدوان الصهيوني عليها ، وعدوان الأنظمة الغربية الظالمة المساندة له . والشعوب العربية تميز بين الأنظمة الغربية  الظالمة، وبين الشعوب الغربية حيث توجد شرائح من هذه الشعوب تؤيد الحقوق العربية  بصدق ، في حين توجد شرائح أخرى تساير أنظمتها الظالمة في ظلمها ، وتقف مع الكيان الصهيوني بسبب تأثير اللوبي الصهيوني فيها إعلاميا عن طريق التدليس . ولهذا فموضوع تجريم الأنظمة الغربية الظالمة مفروغ منه  بالنسبة للأمة العربية قاطبة ، ولا يمكن أن  يثيره دائما بعض أصحاب الوعي المغلوط عندما تجرم الأنظمة العربية الفاسدة سواء الخاضعة للأنظمة الغربية أم الخاضعة للأنظمة الشرقية الانتهازية من قبيل روسيا والصين . وكما أن الأنظمة الغربية الظالمة تستغل  شعارات كاذبة من قبيل الدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان… وغيرها من الشعارات ، فإن الأنظمة العربية الفاسدة بشقيها الخاضع للغرب ، أو الخاضع للشرق تستغل هي الأخرى شعارات كاذبة وخادعة . فالأنظمة العربية الفاسدة ذات التبعية للأنظمة الغربية الظالمة تسوق لنفس شعاراتها من ديمقراطية ، وحرية ، وحقوق الإنسان… والأنظمة العربية الفاسدة ذات التبعية للأنظمة الشرقية الانتهازية تسوق لشعارات الصمود والتصدي والمقاومة …. فالنظامان التونسي والمصري المنهاران كانا يسوقان لشعارات الأنظمة الغربية ، وهما ضالعان في الفساد ، وكانا سبب ثورتي الربيع في تونس ومصر . والنظام الليبي النافق كان يسوق لشعارات الثورة والصمود والتصدي والمقاومة ، وهو ضالع في  نفس الفساد او أكثر . وعلى غرار النظامين التونسي والمصري يقاس النظام اليمني الفاسد ، وكل الأنظمة الدائرة في فلك الأنظمة الغربية الظالمة . وعلى غرار النظام الليبي يقاس النظام السوري الفاسد والمستبد ، وكل الأنظمة التي تدخل ضمن دائرة  الشعارات الكاذبة مما يسمى الصمود والتصدي والمقاومة. وأصحاب الوعي المغلوط والمغشوش  يتباكون على الأنظمة العربية الفاسدة التي تسوق لشعارات الصمود والتصدي والمقاومة ، ويحللون التحليلات الواهية ، ويشككون فيمن يكشف القناع عن فساد هذه الأنظمة ، بل يتهمونه بالتواطؤ مع الأنظمة الغربية الظالمة ، أو على أقل تقدير يعتبرون انتقاد  هذه الأنظمة العربية الفاسدة عبارة عن خدمة مجانية تقدم للأنظمة الغربية الظالمة . ولا يمكن التماس الأعذار للأنظمة العربية الفاسدة المستبدة من قبيل النظام الطائفي النصيري في سوريا لمجرد أن الأنظمة الغربية الظالمة دخلت الصراع بينه وبين جماهير الشعب السوري . ولا يمكن  تجريم ثورة الشعب السوري ضد  نظامه الفاسد المستبد لمجرد أن الغرب  يحاول استغلال  ثورته من خلال التظاهر الكاذب بالوقوف إلى جانبه . فالأمة العربية واعية بأن الأنظمة الغربية الظالمة إنما  تخدم مصالح الكيان الصهيوني من خلال ركوب الثورات العربية ، وتحويلها  إلى مجرد فوضى لتفكيك  صفوف الشعوب العربية  ، وتسهيل استغلالها . والأمة العربية لم تنس مشروع الأنظمة الغربية الظالمة المعروف بالشرق الأوسط الجديد من أجل ضمان سلام واستقرار الكيان الصهيوني . فبعد استغلال  الأنظمة العربية الفاسدة لعقود من السنين  من طرف هذه الأنظمة الغربية الظالمة لتكريس وضع الاحتلال الصهيوني ، وبعدما ضاقت الشعوب العربية من  ظلم الأنظمة الغربية الظالمة خصوصا بعد معاودة احتلالها للعراق ، ولأفغانستان ، وبعد اندلاع ثورات الربيع العربي، حاولت الأنظمة الغربية الظالمة  تعويض ما ضاع منها من أنظمة عربية فاسدة عن طريق التدخل في ثورات الربيع العربي . ووجود الأنظمة العربية الفاسدة سواء التي تسخرها الأنظمة الغربية الفاسدة ، أو التي تركبها الأنظمة الشرقية الانتهازية هو السبب المباشر في تكالب الأنظمة الغربية الظالمة ، والأنظمة الشرقية الانتهازية على الوطن العربي بشكل مكشوف . وسقوط بعض الأنظمة العربية الفاسدة ، وبقاء غيرها لا يعني تبرئة ساحة ما بقي منها خصوصا بعد  افتضاح محاولة ركوب الأنظمة الغربية الظالمة لهذه الأنظمة العربية الفاسدة الباقية لتحقيق مشروع ما سمي الشرق الأوسط الجديد . ولنا عبرة في ما سمي تسوية اليمن الفاضحة التي تروم استبدال نظام  فاسد نافق  بمثيله في الفساد عن طريق مسرحية ما سمي التغيير أو النقل السلمي للسلطة في اليمن . وعلى غرار هذه المسرحية تحبك مسرحية النقل السلمي للسلطة في سوريا لتعويض نظام فاسد بمثيله في الفساد مع ولاء للأنظمة الغربية الظالمة، عوض الولاء للأنظمة الشرقية الانتهازية ، وهذا سبب الصراع بين الأنظمة الغربية الظالمة ، والأنظمة الشرقية الانتهازية بخصوص قضية الشعب السوري . وأصحاب الوعي المغلوط والمغشوش يحاولون غض الطرف عن  مساهمة الأنظمة الشرقية الانتهازية في  المظلمة العربية حيث كان دائما لروسيا  والصين الدور الكبير في تكريس الاحتلال الصهيوني للأرض العربية  . فالنظامان الروسي والصيني تربطهما علاقات مختلفة ومتطورة مع الكيان الصهيوني  ، وطالما سكتا سكوت الشيطان الأخرس على تمرير قرارات مجلس الأمن  لفائدة الكيان الصهيوني ، وهما السبب في عدد الفيتوهات التي كانت لفائدة هذا الكيان  خصوصا عن طريق الامتناع عن التصويت مقابل الرشاوى وفق منطق الانتهازية . إن الأمة العربية واعية كل الوعي  بما يحاك ضدها سواء من طرف الأنظمة الغربية الظالمة أو من طرف الأنظمة الشرقية الانتهازية ، أومن طرف الأنظمة العربية الفاسدة سواء الخاضعة لهذا المعسكر أو ذاك . والفساد سيبقى فسادا بالرغم من اختلاف ألوانه ، وصدق المثل القائل :  » الذئب هو الذئب  حتى لو طبخ بالزبدة والزبيب  » وعلى أصحاب الوعي المغلوط والمغشوش الخجل من وعيهم السخيف من خلال  تجريم انتقاد  فساد الأنظمة العربية ، واتهام أصحابه  بالوقوع في حيل الأنظمة الغربية الظالمة ، من أجل توفير الغطاء لاستمرار الفساد المقنع بالشعارات الفارغة الكاذبة من قبيل الصمود والتصدي والمقاومة . فلو كان في سوريا صمود وتصد ، ومقاولة لما بقي الجولان في الأسر لعقود ، والكيان الصهيوني آمن مطمئن . ولو كان في سوريا الصمود والتصدي والمقاومة لما أطلقت رصاصة واحدة نحو صدور أفراد الشعب عوض أن تصوب نحو صدور جيش العدو الصهيوني. ولو كان النظام السوري نظام صمود وتصد ومقاومة لأشاع الحرية والديمقراطية والتعددية قبل أن يطلبها الشعب سلميا  ، ويواجه بالآلة العسكرية بخلفية طائفية علوية نصيرية تستقوى  بمرتزقة رافضة الدولة الصفوية الإيرانية ، وأذنابها في لبنان الذين يرتزقون بشعار المقاومة من أجل بث سرطان عقيدتهم الفاسدة التي  خربت أرض العراق بمباركة الأنظمة الغربية الظالمة والمساندة للكيان الصهيوني الذي يدير مسرحية الصراع الكاذب مع مرتزقة الرافضة في لبنان لذر الرماد في عيون الأمة العربية التي تقرحت من البكاء على ضياع فلسطين وعلى توالي النكبات ، وعلى تسلط السرطان الغربي والسرطان الرافضي عليها لتدمير كيانها حقدا وظلما .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ريم
    27/01/2016 at 02:03

    لا فص فوهك

  2. الحسن لشهاب / المغرب
    31/08/2016 at 22:44

    فعلا كل ما قاله الكاتب المحترم هو من صميم العقل ،الا انه بدل ان يقترح بعض الحلول المنطقية ،زاد من حدة العداء الصهيوني بقوله بدل ان تتوجه سموم القنابيل الى صدور الابرياء العرب ينبغي ان تتوجه الى صدور ابناء الكيان الصهوني،مما سيجعل الصهونية العالمية تجتهد اكثر في كل ما من شأنه ان يقوى الفتن الدينية و القليمية و الوطنية داخل الامة الاسلامية ،وحيث ستتبقى الشعوب العربية هي الضحية الاولى ،خصوصا الابرياء و الراغبين فن العيش بسلام انطلاقا من ايمانهم الفعلي و الملموس على ارض الواقع مع كل ابناء العالم.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *