هل يتحمل كافة الأساتذة …..مسئولية تردي التعليم؟؟؟؟؟؟
عندما أشرت في مقال سابق الى محاولة الوزارة السابقة وموظفيها اللاحقين الذين لا زالوا يصولون ويجولون,إلصاق التهم المجانية بالأستاذ لتبرير تمريرهم برنامجهم المستعجل على حد قولهم , وعندما حملتهم الكثير من المسئوليات. أجابني أحد الإخوة الكرام ونعت اسمه ب » معلم يخاف الله » وأقول لك وقبل التعليق على تعليق ,إنني أثق في صدقك.لكنك يا أخي رفعت السقف عندما قلت بأن 50 في المائة من الأساتذة لا يؤدون واجبهم . قد تكون جانبت الصواب,على اعتبار ما تتخرج من أفواج وما ألمسه من خلال زيارتي للمؤسسات التعليمية,بحيث أن الكثير منها تعتبر نماذج للجدية من شدة حرص طاقمها الإداري والتربوي على أداء مهامهم بإخلاص وأمان خدمة للصالح العام. لن أناقش معك بعض المتهاونين , وهي فئة موجودة,إلا أنها ولله الحمد ليست الغالبة.
بل حتى من يبدو على محياهم التهاون,إنما تجد الكثير منهم ضحية خلل في المنظومة التربوية , بسبب عابثين غير آبهين بالوضع التعليمي,بل تجد الكثير منهم تم إنزالهم لبسط نفوذهم والعبث بمصلحة الوطن من خلال تخريب المنظومة التربوية بقرارات غير صائبة وسياسات خائبة….
إن الكثير من رجال التعليم الذين ظهرت عليهم ملامح التهاون , قد أكل عليهم الدهر ونال منهم العمر ….فبعد أن كانوا مجدين مبدعين مخلصين , يعملون بمقرر بسيط وبرنامج وسيط,تخرجت على أيديهم أفواج وأمواج…. وكانوا من أفاضل المجتمع احتراما,وأكابره احتداما,وأعلاه هرما,وأسماه قدما….تقام لهم الدنيا ولا تقعد ,وتضرب لهم الوزارة الحساب ولا تحتسب, بواسطة نقابتهم العتيدة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل , التي كان مجرد ذكر اسمها يرعب المسئولين ,ويشعرهم بالارتجاف والارتعاش….لتمر السنين وتنال منهم وزارة الداخلية ما نالت…من حبس وتشتيت وتشرذم الى نقابات عديدة …ومحاولات لجلب روادها وترويضهم من خلال الضغوط أحيانا والمغريات أحيانا أخرى…..والقصة لا تنتهي….
إن رجل التعليم الذي يبدو متهاونا , لن يتراجع في البذل والعطاء لو وفر له الفضاء. فضاء الإنصاف,والعدل,والمساواة,والشفافية,والديمقراطية الحقة,والإشراك الحقيقي,والتشاور الفعلي,والاعتبار العملي,والصدق في التعامل…..الكثير من الحقوق أجهدت وأفرغت من محتواها….
يا أخي الكريم و عندما يجد أستاذ تلاميذ مجدين ,وآباء متابعين ,يستطيع البذل والعطاء بسخاء. فقد تجد نفس الأستاذ يقدم حصصه مع قسم بنفس وعزيمة كبيرين في قسم ما,وبطريقة أكاديمية مملة في قسم آخر. إن الظروف المحيطة به ,إما أن تحبطه أو تنيره وتقوي عزيمته. إنه إنسان,كائن بشري يتعامل مع المواقف حسب المواضع.قد يكون له نصيب في بعض ما آل إليه تعليمنا,لكن ما فعل المسئولون من عبث بالمنظومة, ومن نهب للموارد ومن زرع للتفاوت, ومن تسيير كله ارتجال,وتصريح كله بهتان..ومن …ومن….قد أفقد رجل التعليم ثقته في وزارة وصية ,خانت الأمانة ونهبت خيرات البلاد على حساب مصلحة العباد….إنه واد …..ويا له من واد….
1 Comment
تحية احترام للسيد محمد المقدم على جهده الدؤوب في التنوير .
ولا يسعني سوى أن أطرح نقطة أراها شخصيا بيت الداء والعلة في تراجع بعض المعلمين عن عملههم:
غياب تشجيع الأطر الجادة بل وقهرها أحيانا حين تبدي تفوقا تربويا و إبداعا في مقاربتها لعمل القسم وهم على قلتهم /قلتهن مقموعون لسببين اثنين أولهما ان لا احد من المفتشين يزورهم لتفادي الإحراج فيظلون لسنوات – بل والعمر كله عاملين عن اقتناع بأن ما يعملونه اقتناع برسالتهم التربوية و أن اللله عنده حسن الثواب، وثاني السببين أنهما يتعرضان لمضايقات سادية من طرف رؤسائهم المباشرين ومن طر ف بعض المفتشين التربويين الذين ابتليت بهم الساحة التربوية تماما كما ابتليت بأساتذة وأستاذات لا يعرفون من التلعيم سوى الراتب وهم يدورون في فلك المفتشين الأولين مجاملة لهم وخوفا منهم فيحصلون على تقدير لم يستحقوه و يحبطون المخلصين الجادين في مواقع عملهم لا يصلهم رقيب و لا مشجع.
لذلك يضل التعليم والمردودية المهنية مسألة مركبة متعددة المستويات و المسؤولية فيها متداخلة الأطراف.