جدل المرجعيات حول حكومة بنكيران بين حركة التوحيد و العدل والاحسان
صراع المرجعيات حول الحكومة بين حركة التوحيد وجماعة ياسين
وجهت جماعة العدل والإحسان رسالة الى حركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية، تكشف حرص جماعة ياسين على إعادة التذكير بموقفها المبدئي والعقائدي من النظام الملكي، ومن كل مشاركة في مؤسساته الدستورية، وبيان تلبيسات حزب المصباح.
وترد رسالة الجماعة على دعوات حزب العدالة والتنمية ورهانه على المشاركة السياسية للجماعة، ذلك أنها لو أرادت المشاركة في مؤسسات النظام، تضيف الرسالة، لفعلت من ثلاثين سنة خلت، ولما تركت الفرصة للحزب أن يبرز ويصير رقما مهما في المعادلة السياسية في البلاد .
وتتضمن الرسالة اتهام الجماعة للحزب بالتلبيس والخلط حين ساوى بين الإصلاح في المغرب، والإصلاح في تونس ومصر، كما تحمله مسؤولية ما سمته إضاعة فرصة ثمينة للتغيير، بسبب موافقته على الدستور الجديد الذي اعتبرته الجماعة التفافا على المطالب الحقيقية للشعب المغربي.
ولم تترك رسالة الجماعة، التي تعد أول رسالة علنية لها لحزب بنكيران، أي مجال للشك في الرد على دعوة هذا الحزب للجماعة للانخراط في العمل السياسي والمؤسسات الرسمية، ومنها تصريحات بنكيران نفسه بعد تنصيبه رئيسا للحكومة، باعتبار أن الجماعة لا ترى في هذه المؤسسات سوى ديكورات تؤثث النظام المخزني.
ولفتت رسالة الجماعة إلى أمر هام يتمثل في محاولة تبرئة ذمتها من كل مسؤولية في أية مصادمات أو مواجهات محتملة في المستقبل، مادامت الجماعة اصطفت بشكل نهائي في خندق الرفض لكل مصالحة مع النظام، وبالتالي ممارستها لحركاتها الاحتجاجية وفق رؤيتها، ونهجها هو احتجاج ضد النظام وليس ضد الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية.
وفي جواب لحركة التوحيد والاصلاح على رسالة العدل والاحسان، ردت الحركة «نود أن نشكركم على مبادرتكم وصادق نصحكم لحركتنا، وأن نعرب لكم عن تقديرنا لهذه الرسالة التي مكنتنا من الاطلاع بوضوح على قراءتكم وتأويلكم للتحولات الجارية في العالم العربي، والتحولات التي عرفها المغرب بعد الحراك الشعبي وما ترتب عنها على المستوى الوطني من حراك داخلي ونتائجه» .
وأضافت الحركة «نشكركم على المصارحة المتسمة بها بالرغم من اختلافنا مع عدد من المواقف والتقييمات الواردة فيها، مؤكدين لكم أن خلافنا معكم فيها أو خلافكم معنا حولها لن يفسد للود قضية، وقد جعل الله في بعض الاختلاف سعة ورحمة، خاصة أن الخلاف بيننا، ليس اختلافا في تقييم مرحلة سياسية بل اختلافا بين منهجين كانا قبل هذه المرحلة.
وإننا إذ نعتقد أنكم واعون ومدركون لما بين المنهجين المعتمدين لدى كل منا من تباين واختلاف؛ فإننا في الوقت ذاته نعتبر أن ما يجمع بيننا وبينكم وبين كل العاملين لإقامة الدين وإصلاح المجتمع، يحتل مساحة واسعة يحسن بالجميع الاجتهاد لتمتينها والسعي لتوجيهها لما فيه إرضاء ربنا وخدمة ديننا، وأمن بلداننا ورحمة أمتنا».
المصطفى الادريسي / جريدة الاتحاد الاشتراكي
Aucun commentaire