إحداث المجالس المحليـة بالمـؤسسات الثانوية التأهيلية والمجلس الإقليمي لنيابة جرادة
بناء على المراسلة الأكاديمية عدد 4651 بتاريخ 28 شتنبر 2011 في شأن إحداث مجلس التلاميذ بالمؤسسات الثانوية التأهيلية، أصدرت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بجرادة مذكرة تحت رقم 1880/11 بتاريخ 3 أكتوبر 2011، تحث فيها السادة رؤساء المؤسسات الثانوية التأهيلية بالإقليم على السهر ،ـ بكل اهتمام وعناية، على إحداث المجالس المحلية للتلاميذ على صعيد المؤسسات التي يشرفون على تدبيرها، وذلك في أفق إحداث المجلس الإقليمي المنبثق عن هذه المجالس، تثمينا للمبادرة الجهوية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية التي تنضاف لتغني المنظومة ا لتربوية، الساعية إلى تفعيل الدور المركزي للتلميذ في الحياة المدرسية ، لجعلها رافعة أساسا وفضاء ثقافيا متقدما وجذابا محليا وإقليميا وجهويا.
وإثر استيفاء النيابة الإقليمية تشكيلات المجالس المحلية لأربع تلاميذ بكل من ثانوية الزرقطوني وجابر بن حيان التأهيليتين بجماعة جرادة، وثانوية القدس بتويسيت وثانوية ابن خلدون بعين بني مطهر، تم توجيه دعوة للسادة رؤساء المؤسسات التعليمية المعنية قصد استدعاء أعضاء المجالس المحلية لحضور الاجتماع المنعقد بقاعة الاجتماعات بمقر النيابة الإقليمية المقرر يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 لأجل تشكيل المجلس الإقليمي للتلاميذ المنبثق عن المجالس المحلية.
وقد حضر أعضاء المجالس الأربعة في يومه وتاريخه على الساعة العاشرة صباحا، حيث ترأس السيد محمد زروقي رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات أشغال الاجتماع الذي افتتحه بكلمة ثمن من خلالها الجهود المبذولة على صعيد الثانويات التأهيلية بالإقليم، وما ترتبت عنه من نتائج ايجابية تجلت ثمراتها في تشكيل المجالس المحلية للتلاميذ، التي راعت حسب الظاهر ، والاستناد إلى التقارير المتوصل بها تمثيليتها لمختلف الشعب والمسالك والمستويات الدراسية ،فضلا عن مراعاتها لمقاربة النوع من حيث مؤالفتها بين الجنسين، وهو ما سيكون له لا محالة الدور الرئيس في نقل التمثلات المستقبلية الحقيقية للتلميذات والتلاميذ، وعكس أفاقهم وانتظاراتهم المستشرفة.
و أتاح السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات الفرصة لأعضاء المجالس المحلية الأربعة للتعارف بينهم من خلال عرض كل عضو لكلمة تقديمية قدم من خلالها اسمه وسنه والمؤسسة التعليمية التي يتابع فيها دراسته، إضافة إلى اهتماماته الفنية والثقافية والرياضية ومشاركاته الجمعوية، وهو التقديم الذي عكس احتواء المجالس المحلية مجموعة من الطاقات الشبابية ذات الاهتمامات المختلفة( أندية المؤسسات- جمعية إسعاف- مركز حقوق الناس- جماعة صديقة للأطفال- جمعيات المجتمع المدني…)
عقب ذلك ، عرض السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات لمهام المجالس المحلية للتلاميذ على صعيد المؤسسات التعليمية، ثم مهام المجلس المنبثق عن المجالس المحلية، والمجلس الجهوي الممثل للنيابات السبع للجهة الشرقية( وجدة أنكاد- الناظور- بركان- جرادة- فجيج بوعرفة- تاوريرت- الدريوش)؛ وذلك انطلاقا من البطاقة التأطيرية التي حددت هذه المهام في وضع آليات لتنسيق العمل التلاميذي والمشاركة في تعميق الحوار بغية تعزيز موقع التلميذ والتلميذة بوصفهما مستفيدين من خدمات النظام التربوي، كما حددتها في وضع حصيلة لمختلف الأنشطة والمداخلات والتوصيات والانتظارات التلاميذية للإجابة العملية عنها.
وعدد السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات أهداف المجالس التلاميذية الساعية إلى تفعيل الدور المركزي للتلاميذ في الحياة المدرسية من خلال مشاركة إرادية وازنة وفاعلة تنجح في ترسيخ البعد المؤسساتي لهذه المجالس بوصفها آلية لتجسيد الموقع المحوري للتلاميذ، وإلى تحفيزهم على المشاركة المسؤولة في جعل المؤسسة التعليمية فضاء مجتمعيا يؤسس للمجتمع الديموقراطي القائم على التواصل البناء والانخراط الواعي والمشاركة المنتجة، والساعي إلى تحقيق الجودة المطلوبة من خلال ترسيخ قيم المواطنة وتنمية الحس التضامني الرفيع، من خلال الانفتاح على الإدارة التربوية وتثبيت دعائم المسؤولية والاحترام المتبادل بين التلاميذ والأساتذة لتحقيق مؤسسة تعليمية متميزة تضمن الانخراط الايجابي وتساهم في التنمية .
كما عرض السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات لأنشطة مجالس التلاميذ محليا وإقليميا وجهويا، معرفا بالملتقيات التلاميذية وغاياتها المنشودة ،مؤكدا على ضرورة إعطاء صورة مشرفة للتلاميذ والتلميذات الذين وضعوا ثقتهم في أعضاء المجالس المنبثقة لتمثيلهم ،وذلك من خلال الحرص الشديد على الالتزام بحسن الخلق، والاضطلاع بالواجب والمسؤولية، والتحلي بآداب الحوار وأدبيات التواصل البناء، وحسن الإصغاء لمختلف التلاميذ لنقل اهتماماتهم وتطلعاتهم، والتعبير عن حاجياتهم وآرائهم وأفكارهم بشكل يتيح رصد الاهتمامات المشتركة لتخصيصها بالأولوية في برامج الاشتغال.
وأعطيت الكلمة،إثر ذلك، للتلميذات والتلاميذ أعضاء المجالس المحلية الذين ثمنوا هذه المبادرة الهادفة إلى نقل أصوات التلاميذ، وتقريب الإدارة منهم بشكل يضمن التواصل الدائم والمستمر، معربين عن استعدادهم الأكيد للعمل من أجل تمثيل زملائهم التمثيل المجدي بشكل يمكن من تحقيق انتظاراتهم الهادفة بالأساس لضمان تمدرسهم في ظروف جيدة تمكن من إدراك آفاق الجودة المطلوبة.
وقد عرض المتدخلون خلال مداخلاتهم لعدد من الإشكالات بالمؤسسات التعليمية ، كما أثاروا ضرورة توفير الأمن قرب المؤسسات التعليمية خصوصا خلال أوقات الدخول والخروج لحماية التلاميذ والتلميذات من الاعتداءات التي يتعرضون إليها، وخاصة في نهاية الحصة المسائية الأخيرة . ودعوا إلى توفير الكتب بالأعداد الكافية ، تلبية لحاجات التلاميذ المتزايدة، وتشجيعا لهم على التمدرس ،ومحاربة لمختلف دواعي الانقطاع عن الدراسة .
و تناول السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات مختلف المداخلات بالتفصيل، مقدما ما يلزم من الشروح والتوضيحات والإجابات عن التساؤلات المختلفة، ملتزما بتبليغ توصيات المجالس المحلية المختلفة للجهات المعنية قصد التدخل لاتخاذ الإجراءات اللازمة ، مع حرص النيابة على توفير الوسائل الممكنة بعد تحديد الحاجيات الفعلية انطلاقا من عمليات تشخيصية ضابطة.
وانتقل أعضاء المجالس المحلية، إثر ذلك، إلى انتداب أعضاء المجلس الإقليمي بعد تعرف بنيته المكونة، مراعين في تشكيله تمثيلية الثانويات التأهيلية الأربع، مؤالفين فيه بين التلميذات والتلاميذ من الشعب والمسالك والمستويات الدراسية المختلفة. وقد تمت العملية عن طريق التصويت الذي أسفر عن اختيار أربعة تلاميذ من كل مؤسسة تعليمية، مشكلين مجلسا إقليميا من ستة عشر عضوا سيعتمدون في انتداب اثنين لتمثيل النيابة الإقليمية في المجلس الجهوي.
وقد أشرف السيد النائب الإقليمي على انتهاء أشغال الاجتماع الذي خلص إلى تشكيل المجلس الإقليمي للتلاميذ، حيث ألقى كلمة نوه فيها بانخراط الحاضرات والحاضرين من مختلف المؤسسات الثانوية التأهيلية في هذه العملية التي تترجم مختلف معاني التشارك والتواصل الهادفة للتحقيق الأمثل للتطلعات التربوية الساعية إلى تكوين جيل واع بحقوقه مقدر حق القدر لمسؤولياته وواجباته، داعيا إلى وضع النجاح نصب الأعين، بتسخير الطاقات قدر الإمكان لتحقيق التفوق الدراسي، وتحصيل النتائج الدراسية المشرفة، مؤكدا على استعداد الطاقم الإداري والتربوي بمختلف مكوناته، من أساتذة وإداريين وفئات أخرى مختلفة، لتقديم المساعدات الممكنة والدعم الضروري لما فيه مصلحة التلميذ الذي يعتبر الرهان الحقيقي للتنمية.
ونوه التلاميذ بدورهم ، في كلمات متتالية، بالأجواء الدافئة التي ميزت الاجتماع، متقدمين بالشكر لكل الساهرين على تنظيمه والمشاركة فيه ، مؤكدين استعدادهم للعمل المنتج والمساهمة المستمرة لتبليغ مجلس التلاميذ غاياته المنشودة.
وختم السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات اللقاء بشكر أداء الجميع ومساهمتهم الفاعلة في أشغال هذا الاجتماع الذي عكس اهتمام التلاميذ بالشأن التربوي، وغيرتهم على مؤسساتهم التعليمية ، واستشرافهم لغد مشرق جميل تحقق فيه المدرسة المغربية مواصفات الجودة المطلوبة.
Aucun commentaire