Home»Régional»لا لثقافة النسيان إلى أي جنون تتجه غزة المجنونة …. بقلم يوسف حجازي

لا لثقافة النسيان إلى أي جنون تتجه غزة المجنونة …. بقلم يوسف حجازي

0
Shares
PinterestGoogle+

لا لثقافة النسيان
إلى أي جنون تتجه غزة المجنونة …. بقلم يوسف حجازي

/www3.0zz0.com/thumps/2007/02/15/12/11959303.jpg »>http://www3.0zz0.com/thumps/2007/02/15/12/11959303.jpg

كيف نفسر ما يحدث في غزة من اقتتال داخلي خاصة في زمن الحصار والجدار وتهويد القدس ، والذكرى السابعة والسبعون لقرارات لجنة التحقيق في أسباب هبة البراق في 15/5/1930 التي أكدت على حق الفلسطينيين في ملكية حائط البراق والرصيف الذي يقيم اليهود فيه صلواتهم وحي المغاربة الذي أوقفه أبو مدين الغوث على الحجاج المغاربة في عام 1230 م ، والذكرى الستون على القرار الدولي رقم 106 / 1947 الصادر عن الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتشكيل اللجنة الخاصة بفلسطين المعروفة باسم لجنة " انسكوب " التي أوصت بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية وتدويل القدس وقيام اتحاد اقتصادي بين الدولتين واعتبار القدس عاصمة للدولتين ، وأخير الذكرى التاسعة والخمسون على النكبة .
كيف نفسر هذا الاقتتال بين الأشقاء الأعداء ؟
ولماذا في هذا الوقت ؟
ولمن ومن الضحية ؟
وما هي انعكاساته على القضية الفلسطينية ؟
وما هي تداعياته على صورة الشعب الفلسطيني ؟
أسئلة مسكونة بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ، والإجابة أيضا مسكونة بالسؤال وكل إجابة مسكونة بالسؤال إجابة حية ، ولذلك ولأن التاريخ ليس الحوادث التاريخية ولكنه تفسير الحوادث التاريخية ، ولأن هناك منهجان لتفسير الظواهر العامة والظواهر التاريخية ، منهج العلوم الطبيعية والبيولوجية الذي يقوم على التجربة والمعمل ، ومنهج العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يقوم على مقاييس تختلف عن مقاييس التجربة والمعمل لأنها ترتبط بالإنسان الذي لا تحده مقاييس المادة ولا مقاييس الحيوان ، لأنه ليس مادة فحسب وإنما مادة وروح ولأنه ليس حيوان فحسب وإنما حيوان وزيادة ، لأنه يمتاز عن الحيوان بالقامة المنتصبة التي أتاحت له أن يرى بكلنا عينيه وان يدرك أبعاد المنظور الثلاثة الطول والعرض والارتفاع بالإضافة إلى إدراك المسافات والإشراف على اكبر مساحة من الأرض ، كما هيأت له الفرصة في تحرير يديه من السعي بهما على الأرض فتطورت أصابعه وتنوعت في الشكل والترتيب حتى أصبح قادر على صنع الأشياء ، كما أن وضع الرأس فوق العمود الفقري قد أتاح الفرصة للمخ في أن ينمو في كل اتجاه وهذا هو العامل الفيصل الذي نقل الإنسان من مستوى الحيوانات الرئيسية إلى مستوى الإنسان وهذه هي الزيادة التي تميز الإنسان عن الحيوان ، مخ مهبط وحي ومستودع تجارب وخبرات وتقاليد وتفكير وقامة منتصبة وعيون ترى أبعاد المنظور الثلاثة ويد صانعة ولغة أداة تعبير ، وهي بنفس الوقت الأدوات التي يمكن إن تجعل الإنسان يتساوى مع الحيوان أو حتى لا يتساوى مع الحيوان إذا فقدها أو أهملها ، ولذلك لا أجد تفسير لما يحدث في غزة إلا أن الإنسان الذي يرفع السلاح ويصوبه إلى صدر أخيه في غزة إنسان فقد الزيادة التي تميزه عن الحيوان ، لأنه أصبح يفكر بنصفه الأسفل ويصنع أفكاره في بطنه ويتعلم ليلسن ويعتقد أن الحق والقوة شيء واحد وان الحقيقة الفعالة موجودة في حالة الناس وليس في أفكارهم ، أما لماذا الاقتتال في هذا الوقت ولمن ومن الضحية وماهي انعكاساته على القضية الفلسطينية وصورة الشعب الفلسطيني ، فهي على كل حال أسئلة ليست طلاسم والإجابات عليها ليست طلاسم أيضا ، لان توقيت الاقتتال جاء في زمن الحصار والجدار ، وفي ذكرى توصيات لجنة البراق ولجنة انسكوب والنكبة ليكون حلقة إضافية من حلقات الحصار ويصرف الأنظار عن توصيات هاتين اللجنتين وآثار النكبة على الشعب الفلسطيني ، أما لمن ومن الضحية فهو لخدمة أجندة خارجية على حساب الشعب والقضية الفلسطينية ، وأخيرا وبالنسبة لانعكاساته على القضية وصورة الشعب الفلسطيني فهي بكل المقاييس انعكاسات سلبية قد توحي بأن هذا الشعب لا يستحق دولة ولا يستحق عودة لأن من لا يستطيع أن يتعايش مع نفسه لا يمكن أن يتعايش مع غيره ، وبعد هذا كله أليس من حق الإنسان أن يسأل إلى أي جنون تتجه غزة المجنونة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *