وجدة … وأخيرا اسدل الستار على المهرجان الأول للفيلم المغاربي
كانت مدينة وجدة بالفعل خلال هذا الاسبوع في قلب الحدث ، الحدث الفني والثقافي من جهة والحدث المغاربي من جهة أخرى ، فمن حيث الحدث الفني والثقافي فان مدينة وجدة خرجت من جمود ثقافي وفكري ، واستطاعت ان تنظم مهرجانا في مجال الفن السابع خاص بالسينما المغاربية ، ورغم بعض السلبيات التي لا يخلو منها أي حدث في مستوى هذا المهرجان فان الجوانب الأيجابية للمهرجان استطاعت ان تحقق الأهداف المتوخاة منها بحيث ان المهرجان الذي نظمته مدينة وجدة كان حدثا سياسيا اكثر منه فنيا ، بحيث جمعت وجدة الفنانين المغاربيين في عرس فني رائع حطم كل طابوهات السياسة ولقد عبر المخرج الجزائري » ليدو » عن ذلك في كلمة الأفتتاح حينما قال : » ايها السياسيون لماذا لاتكونون مثلنا نحن الفنانين …فاذا كنتم قد عجزتم عن تحطيم الحواجز بين الشعوب المغاربية فها نحن السينمائيين استطعنا في وجدة ان نحقق ما عجزتم انتم عن تحقيقه »
» وهنا في نظري تكمن اهمية المهرجان السينمائي المغاربي بوجدة حيث عبر كل الفنانين الجزائريين بدون استثناء عن سعادتهم بوجودهم في وجدة ، بحيث كانوا يستقبلون بحفاوة كبيرة من طرف الوجديين ، حتى ان احد الفنانين الجزائريين الذين تجاذبنا معهم اطراف الحديث بعيدا عن الفن وقريبا من السياسة ، قال « والله ان الشيء الوحيد الذي يحرجني هنا في وجدة هو موقف بلدي الجزائر من قضية الصحراء المغربية …انه شيء محرج لنا بالفعل …ولكن هي السياسة العربية التي لا تستخدم الا بشكل سلبي …ليست كالفن … » وحتى لا نزيد في احراج اخواننا الممثلين الجزائريين طبعا انتقلنا بالحديث الى مجالات الفن والثقافة …لأن ما قاله هذا الممثل الجزائري عبر بالفعل عن شعور وموقف الشعب الجزائري من معاكسة حكام بلده لقضية مغربية عادلة …وان موقف حكام الجزائر صار بالفعل يسبب احراجا كبيرا لمفكريه وفنانيه وسياسييه الذين يحملون وعيا عربيا وقوميا يؤمن بوحدة الشعوب ، ويعتبر ان زمن التشرذم ولى وانتهى ، وان زمن الحرب الباردة هو الذي جنى على الأمة العربية .
Aucun commentaire