مخرج جزائري يدعو إلى حل جبهة البوليساريو وسينمائيون يأسفون لإغلاق الحدود
وجدة (شرق المغرب): نبيل دريوش
خلافا للقادة السياسيين في دول المغرب العربي، الذين لم يستطيعوا لم شملهم خلال قمة اتحاد المغرب العربي، استطاع مخرجون وممثلون مغاربيون أن يجتمعوا في مدينة وجدة (القريبة من الحدود المغربية مع الجزائر) في اطار المهرجان الأول للفيلم المغاربي، الذي يمتد على مدى أسبوع من 18 إلى 23 يوليو( تموز) الجاري
.
وعندما صعد الى المنصة المخرج الجزائري (اليهودي الديانة)، جون بيير ليدو، مخرج فيلم حلم جزائري إلى منصة الافتتاح مساء يوم أول أمس، صفق له الجمهور طويلا، ولم يجد كلمات أخرى ليعبر بها عن ما يشعر به غير القول، انه يأسف لكونه يقطن مدينة تلمسان القريبة من وجدة، لكنه اضطر إلى امتطاء الطائرة حتى الدار البيضاء، ثم التوجه صوب وجدة بسبب اغلاق الحدود البرية بين البلدين، وشاطره الرأي الممثل الجزائري خالف بنعيسى، بطل فيلم المنارة أثناء صعوده الى منصة جلسة الافتتاح. وقال بيير ليدو لـ«الشرق الأوسط» إن المخرجين المغاربيين ينتمون الى الشعب نفسه، بمعنى أنهم يتكلمون اللغة نفسها، وأقصد لغة السينما العالمية التي تتجاوز الحدود، لأن المخرجين يشتغلون وفق القواعد نفسها
.
مضيفا أن الخبازين بدورهم يستعملون المكونات نفسها من أجل صناعة الخبز في مختلف بقاع المعمورة، وبالتالي على السياسيين أن يحذوا حذو هؤلاء، لأن مهمتهم تكمن في العمل على صناعة السلام وإيجاد أرضية للتفاهم، موضحا أن هذا هو عملهم الحقيقي الذي يتقاضون مقابله راتبا، لذلك يجب ألا يقوموا بنقيض ما وجدوا من أجله حتى لا يطعموا شعوب المغرب العربي خبزا رديئا
.
وأبرز ليدو أن اغلاق الحدود بين المغرب والجزائر لم يؤثر على العمل بين السينمائيين المغاربة والجزائريين الذين استمروا في التعاون فيما بينهم، موضحا أنه كان بإمكان الساحة السينمائية المغاربية أن تعرف انتاجات أكثر لو أن المخرجين تلقوا دعما من بلدانهم، مبرزا أنه رغم ذلك فإنه بات ضروريا على السينمائيين المغاربيين عدم ربط كل شيء بالسياسة والتوقف عن العمل سوية، فهناك مشاكل متراكمة على المستوى السياسي مرتبطة بملف الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو، التي يجب العمل على حلها، لكن يجب ألا تبقى الحدود مغلقة بين البلدين، لأن المغرب والجزائر ليسا في حالة حرب
.
وقال نبيل بن عبد الله وزير الاتصال (الاعلام) المغربي في كلمة أرسلها، إن المهرجان يأتي ليلبي حاجيات المنطقة المغاربية في خلق أرضية للحوار والتواصل ويعزز سبل التعاون، موضحا أن فكرة المهرجان بدأت حلما جميلا قبل أن تنطلق صوب العالم
.
وافتتح المهرجان بشريط «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق»، للمخرج المغربي محمد عسلي الحائز على الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج (تونس) في دورته الأخيرة، اضافة الى عدة جوائز متعددة في مختلف المهرجانات العربية والدولية، كما منحت اسبانيا صفة الضيف الشرفي لهذه الدورة وترأست المخرجة الاسبانية بيلار دابورا، اللجنة التحكيمية التي تضم في عضويتها المنتج التونسي عبد اللطيف بنعمر، والمخرج فلاديمير بوشلار من روسيا البيضاء، والمخرج الليبي محمد سليم الشريف والممثلة المغربية السعدية لديب والمخرج الجزائري محمد الشويخ. يشار إلى أن الأفلام المغاربية المشاركة، تصل الى عشرين تعالج قضايا، يجمع بينها هويتها المشتركة التي تضفي عليها مسحة خاصة
جريدة الشرق الأوسط
.
Aucun commentaire