واجـبـات الام الـدعـويـة نحـو ابـنـاءهـا.
لقد ذكرت في موضوع سابق عنوانه ( المرأة والدعوة) أن المرأة في الدعوة كالرجل تماما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها وترتيب أولوياتها بين الاتقاء بنفسها إيمانيا وتزكيتها بالعبادات ورعاية زوجها وبيتها وتربية أولادها والتواصل معهم في ظل ظروف العصر وصولا لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي …
وأول واجبات الداعية إلى الله في بيتها يتعلق بأبنائها الذين يجب أن يشبوا مسلمين ومسلمات ، لا بفتخرون بشيء مثلما يفتخرون بانتمائهم إلى الإسلام وان يتمثلوا أخلاقه وآدابه في كل ما يصدر منهم من كلام أو عمل أو تعامل فيما بينهم أو مع أقرانهم في البيت أو المدرسة أو غيرها …
وهذا الواجب المتمثل في انتماء الأبناء للإسلام متوقف على المرأة المسلمة ربة البيت بصورة مباشرة أكثر من وجوبه على الرجل لان الأم ترعى هذا النشء منذ الطفولة المبكرة وتسهم أكثر من غيرها في تشكيل أخلاقهم وميولهم واتجاهاتهم .. فيحين ينشغل الأب غالبا بعمله فيغيب عن البيت فترات ليست بالقصيرة .
فماذا تفعل ربة البيت مع هؤلاء الصغار الأحباب، ليلتزموا بأخلاق الإسلام ويحسنوا الانتماء إليه فيعود بذلك عليهم وعلى المجتمع بالنفع في الدنيا والآخرة ؟؟ .
– يجب أن تكون الأم القدوة الحسنة لأبنائها فتحرص على أن تتمثل فيها كل صفة تحب أن تجدها في أبنائها فكلما التزمت بأخلاق الإسلام وآدابه في قولها وفعلها نشأ أبناؤها على التحلي بهذه الصفات سواء كانت أخلاقية أم شكلية تخص الملبس والمأكل والحركة والسكون .
– أن تحرص الأم الحرص كله منذ أن يعي أبناؤها ما يستمعون إليه فتحكي لهم القصص المختارة التي تسليهم أو تكون لهم القيم ، وأفضل القصص ما ورد في القران بحيث وصفه الله عز وجل بقوله : « نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران …»سورة يوسف( 3 ).
أن تحرص كل الحرص عندما يشب أبناؤها ويصبحون أكثر وعيا على تحدثهم عن المسجد وأثره في المجتمع وان تهيئهم للذهاب للمسجد بصحبة الأب بمجرد أن يكونو قادرين على ذلك وحدود هذه القدرة هي معرفة الوضوء والطهارة في الثوب ومعرفة الصلاة..الخ فان المسجد جزء أصيل من شخصية المسلم ، وعامل مهم من عوامل تربيته فالمسجد لا يقتصر على الشيوخ فقط ..
– أن توفر في بيتها مكتبة إسلامية ملائمة لأعمار أبنائها وان تختارها بعناية بحيث تلبي احتياجاتهم في مجال الثقافة والتسلية .
– أن تحرص الأم على أن تكون مصادر ثقافة أبنائها نقية لا يشوبها شيء من الأباطيل والمغالطات وذلك بان تجعل من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة أساسا لمصادر هذه الثقافة وان تضيف إلى ذلك الكتب المختارة المبسطة حسب أعمارهم.
– أن تخصص الأم لأبنائها وقتا بعينه في يوم أو أيام الأسبوع، تجلس إليهم ولا تنشغل بسواهم من الأمور وان تقيم علاقتها بهم على أساس من الود والاحترام وان تتعرف من خلال هذه الجلسات على مشكلاتهم وما في أنفسهم من متاعب أو مسائل لا يجدون لها حلا لأنها إن لم تفعل وان لم تنتظم في ذلك سمحت لهذه المشكلات والمتاعب أن تنمو في غير الاتجاه الصحيح وقد تصل في بعض الأحيان إلى حد الأزمة أو المشكلة المستعصية على الحل .
فان قامت الأم بهاته الواجبات فستكون على يقين تام بان أولادها سيربون في ظل أسري إسلامي محاط بثقافة إسلامية محضة تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المعاصرة وتستعيد بذلك دورها التربوي الفعال فهل سيستوعب المربون هذه الأهمية للأسرة ؟ أتمنى ذلك …!!
4 Comments
شكرا لك أيتها الأخت الفاضلة على التوجيهات التربوية التي تقدمت بها الى كل امرأة في العالم العربي والإسلامي ، وهي نصائح تنم عن روح صادقة طاهرة متشبعة بالقيم الإسلامية ، ولكن بودي أن أطرح عليك هذا السؤال وأتمنى ألا تبخلي علينا بالجواب الشافي :
* هل يمكن للأم المعاصرة أن تقوم بهذه المجهودات التربوية في ظل الغزو الثقافي والإعلامياتي المهول الذي سلب العقول وهيمن على الأفئدة ؟ وعن أي صنف من النساء تتحدثين : هل المرأة الموظفة أم الجالسة في البيت ؟؟ والى فرصة أخرى بحول الله تعالى .
اشكرك اخي الفاضل عبد المجيد على دراستك لموضوعي بعناية فائقة …
اما بخصوص استفسارك عن الام العصرية هل تستطيع ان تقوم بدورها التربوي في ظل الغزو الثقافي فاستطيع ان اقول لك نعم بوسعها مراعات ابناءها اذا احسنت التوجيه وكانت هي الرقيب على جميع تصرفات ابناءها واذا كانت النشئة الاولى لهم نشاة اسلامية فسيسهل عليها الحفاظ عليهم من افات العصر اما النساء اللواتي اتحدث عنهن فهن الجالسات في البيت اللواتي يرعين ازواجهن وابناءهن ويحرصن على بيوتهن …
اتمنى ان اكون قد اجبت على استفساراتك وفي مقالي المقبل ساتحدث عن تربية الابناء وتحديات العصر وستجد ان شاء الله الحواب الشافي اشكرك اخي وتقبل احتراماتي .
المرجو من الاخوة في الكونترول ان ينشرو تعليقي المتعلق بجوابي على الاخ عبد المجيد وشكرا
الامهات تحب اطفاله