Home»Correspondants»عراق الجياع والطائفية

عراق الجياع والطائفية

0
Shares
PinterestGoogle+

* بقلم / أمياي عبد المجيد
في وسع العراقيين أن يقارنوا وضعهم اليوم ووضعهم عندما كان صدام حسين قائما على حكمهم ، بالتأكيد يحتاج كل عراقي لجلسة مع النفس يستعرض شريط الأحداث الذي مر بها بلده طوال الثلاث سنوات الماضية ، سيتدبر الوعود الأمريكية التي قطعتها الإدارة" البوشية" من اجلهم ويستنتجوا من تلقاء أنفسهم دون حاجة لتبيان أن الحقيقة الوحيدة السائدة اليوم في العراق ، هي حقيقة خدع بها هذا الشعب وما يزال ، وكم تحسرت عندما تذكرت إسقاط تمثال صدام، ليس لأني مع أو ضد الرجل ولكن عندما أشبعته مجموعة من المتجمهرين حوله ضربا ، ورفسا ، وتقبيل بعضهم للجنود الأمريكان معلنين انهيار حكم الطاغية كما يردد البعض ، ولكن ما لبثت الفترة كثيرا حتى تحول العراق إلى أفغانستان جديدة دمار في كل مكان مدن الرشيد بين ليلة وضحاها تحولت إلى أشباح لا تعرف طلاسمها بسهولة وحينها فقط أصبت بالغبن كباقي المخدوعين من أهل العراق .
عندما كان صدام يحكم بقبضته الحديدية كنا نزعم أو على الأقل كان يزعم المتعاطفين مع صدام أن القبضة الحديدية على الشعب العراقي كانت بمثابة عامل ايجابي لجعل هذا الشعب يصبر على حصار دام سنوات عديدة ، بل حتى صدام كان يواجه احتجاجات بعضهم بهذا المنطق حتى يتحقق النصر الموعود ، لكن هذا لا يعني أن خلال فترة صدام لم يكن هناك تعليم أو صحة…الخ بل على العكس تماما استطاع أن يوفر الاكتفاء الذاتي لأبنائه، وهذا كان مؤشرا على استحالة انهيار نظامه دون تدخل عسكري مباشر، وهذا ما حدث بعدما تدخلت القوات الأمريكية وحلفائها اسقطوا صدام بقوة السلاح وانتهى عهده لا خلاف على هذا . لكن انتهاء عهد يعتبر بمثابة بداية عهد جديد هذا العهد الذي يقول عنه المسؤولون في أمريكا والعراق انه عهد الحريات والرفاهية !! لست أدري إن كان عدد القتلى الذين يسقطون في صفوف المدنيين بشكل يومي ، هو تعبير دقيق على هذا المنطق أو أن تهجير أبناء السنة من بغداد هو تعبير عن الحرية ، ولا اعتقد أن حكومة طائفية تشتغل على أساس طائفي عشائري تمنح حقائب وزارية لوزراء سنة لا يمارسون فيها أدوارهم الحقيقية قادرة على ضبط بعض المفاهيم المستعارة .
من الطبيعي أن يتحدثوا على الرفاهية لأنهم لم يتذوقوا طعم السلطة قط إلا بعد أن أقلتهم أمريكا على دباباتها ووضعت كل واحد منهم في مكانه ، ولا احد سيجادلهم عن انتعامهم بالأمن في المنطقة الخضراء لكل وزير من وزرائهم جيش من قوام ألاف المقاتلين يحرسونه بينما المواطن العراقي يحسب ألف حساب قبل أن يتجه إلى سوق يقضي حاجاته الضرورية ، وما أدراه قد يخرج هذا المواطن المسكين وتنفجر في وجهه سيارة مفخخة تمزق أشلاءه.. وخططهم الأمنية التي يقولون عنها تحقق انجازات باهرة لا نعلم بالتحديد أي مقياس يتخذونه في شرح هذه التطورات أو أنهم في كوكب أخر غير كوكب الأرض .
خلال الأسبوع الماضي ذكرت بعض المصادر الصحفية أن ثلاثة ألاف عائلة عراقية سنية تعرضت للتهجير القسري في أنحاء متفرقة من العراق، بامكانكم أن تتصوروا الرقم الذي وصلت إليه العائلات المهجرة منذ بداية حملات التطهير العرقي وتغليب طائفة على أخرى ، ثم لماذا لم يتحرك احدهم لاعتقال الصدر لضلوع جيش المهدي الذي يرعاه في أعمال القتل الطائفي ؟ سنتفهم الواقع إذا علمنا أن هذا الجيش وهذه الشخصية الصدرية هي التي أوصلت المالكي إلى الحكومة الحالية ولأنه أيضا يمثل ربع المقاعد في الائتلاف الشيعي ، كل هذا يجري وسط دوامة قتل مروعة تتضاعف وتيرتها يوميا واتجه هؤلاء إلى أساليب مختلفة كاغتصاب النساء وكلكم تتبعتم قضية السيدة العراقية الشجاعة التي أعلنت على حالتها رغم الخطر المحدق بها وعوض أن يفتح السيد المالكي تحقيقا في الأمر أمر بتكريم الجنود الذين سماهم الأبطال .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *