Home»Régional»روسيا : هل تعيد موازين القوى في الشرق الأوسط؟

روسيا : هل تعيد موازين القوى في الشرق الأوسط؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تتبعنا مؤخرا عبر وسائل الإعلام ذلك التراشق الكلامي " المتكتك " بين بوتن وإدارة بوش، وفي الحقيقة هذه بمثابة تحولات مهمة في سياسة روسيا بالخصوص منذ الحرب على العراق فروسيا التي عارضت الحرب من بدايتها التزمت الصمت بعد ذلك ، وان كانت هي الوحيدة التي لم تتراجع عن مواقفها كما فعلت بعض الدول الأوربية، بل زاد يقينها بهذا الرهان الخاسر الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.
لا يمكن فهم الخطاب الذي ألقاه بوتن في نطاقه التقليدي المعهود الذي تعهدنا عليه إن كان في العراق أو في منطقة الشرق الأوسء ولكن الأبعد من ذلك جاء كرد على انتقادات مستمرة من قبل بوش بخصوص الأوضاع الداخلية في روسيا خاصة الأنباء التي تتوافد من روسيا بخصوص قمع الحريات العامة ، وهذا ما تعتبره خرق وتدخل في شؤونها الداخلية وان كان انهيار الاتحاد واقعا قد تضررت منه روسيا وفقدت بعض من مكانتها فهذا لا يعني بالضرورة الشعور بالدونية أو الضعف، وهذه هي الفكرة الرائجة لدى الأمريكيين الذين كما يبدو ينظرون إلى الدور الروسي من زاوية محدبة .
وحتى لا نذهب بعيدا في تأويلاتنا يمكن أن نجيز ونختصر هذا التوتر الذي تشهده العلاقات الروسية الأمريكية في ثلاث نقاط تحدد سياسة كل دولة على حد :
* النقطة الأولى : وتتعلق بالنشاط الأمريكي المتزايد في منطقة أوربا الشرقية خاصة بعدما حذت بعض الدول بشكل صريح نحو المعسكر الأمريكي وشاركت في الحرب على العراق على أساس الارتزاق ، والأخطر من فقدان روسيا لهؤلاء الحلفاء هي النية الأمريكية في تنصيب شبكة مضادة للصواريخ في هذه الدول ما يعني فرض طوق شبه عسكري على روسيا وهذا ما لن تقبله وقد رأينا أن روسيا تهدد صراحتها بالخروج من مجموعة من الاتفاقيات عقدت في بداية التسعينات بخصوص هذا الشأن .
* النقطة الثانية : لا شك أن الأمور حسب المتتبعين تسير بخطا ثابتة نحو حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط بقيادة أمريكا هذه المرة ضد إيران، وكل بشائر التصعيد تنذر بتكرار السيناريو العراقي من جديد ، وفي حالة ما إذا شنت هذه الحرب فستكون بمثابة نكسة لروسيا وقضاء نهائي على دورها في منطقة الشرق الأوسط وهذا يجعل الروسيين ينظرون بجدية إلى وقف هذا الزحف بكل الوسائل .ولعلنا من هذه الزاوية يمكن أن نفهم صفقة الأسلحة المبرمة بين الطرف الإيراني والروسي بخصوص تزويد هذه الأخيرة دفاعات جوية .
* النقطة الثالثة : لا تستطيع دولة من الدول مجابهة أي خصم دون شعور هذه الدولة بقدرتها على ذلك وفي الأساس من الناحية الاقتصادية . ومن المهم أن نعرف بان الحياة اليوم في روسيا تغيرت كثيرا وتحسنت من حسن إلى أحسن ويكفينا علما أن زيادة متوسط الدخل وصل إلى 10 في المائة ومعدل النمو يرتفع بشكل مستمر بلغ في السنة الماضية نسبة 6.7 في المائة . طبعا لن نفهم هذه الأرقام إلا إذا اشرنا إلى الدور الروسي في سوق الطاقة العالمي الذي ادخل روسيا في عصر جديد عصر الثورة والقوة .
خلاصة القول أن المؤشرات السابقة ، والتطلعات الروسية الحثيثة قادرة على أن تجعل منها دولة لديها دور أكثر من دورها الحالي ، أو بالأحرى قادرة على استعادة دورها السابق كقوة تحقق التوازن العالمي للقوى بعكس الولايات المتحدة التي نرى أن دورها يتراجع ومقوماتها على وشك النبوض .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *