انعقد بمدينة جرادة  يوم الأثنين  05 – فبراير  2007  المجلس الأداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين  للجهة الشرقية في دورته الخامسة تحت رئاسة  وزير التربية الوطنية  والتعليم العالي وتكوين الأطر  والبحث العلمي السيد الحبيب المالكي  وبحضوركاتب الدولة  المكلف بمحاربة الأمية والتربية غير النظامية السيد  أنيس بيرو  والي الجهة الشرقية  السيد محمد ابراهيمي وعامل عمالة جرادة ورئيس  مجلس الجهة الشرقية السيد طيب غافس  والسيد  مدير الأكاديمية  محمد بنعياد والسادة نواب وزارة التربية الوطنية بالجهة الشرقية  ..

افتتحت الدورة بآيات بينات من الذكر الحكيم  ، تلتها كلمة السيد عامل عمالة جرادة الذي تقدم بالشكر   للمجلس الأداري للأكاديمية على اختياره  لمدينة اجرادة لتحتضن الدورة الخامسة  ، كما تقدم بالشكر للسيد وزير التربية الوطنية على عنايته بقطاع التربية والتعليم باقليم جرادة  وعلى العمل على تقوية البنيات التحتية  التربوية  والتعليمية بالأقليم  وذلك من خلال  مبادرة خلق  انوية للثانويات الأعدادية بالعالم القروي  وذلك للحد من ظاهرة الهدر المدرسي خصوصا في صفوف  الأناث بالعالم القروي  نتيجة تقريب المؤسسات التعليمية  من المتمدرسين ، كما نوه السيد عامل  اقليم جرادة  بالزيادة المهمة التي همت حجم ميزانية الأستثمار المخصص للأحداثات والتي ارتفعت من 2.564.418درهما برسم ميزانية 2003 الى 9.525.488 درهما بميزانية سنة 2006 حيث تضاعفت بذلك قرابةاربع مرات

    اما السيد وزير التربية الوطنية  فاعتبر ان في اختيار المكان  لأنعقاد  المجالس الأدارية للأكاديميات رمزيته  الخاصة  معتبرا ان " الموارد الطبيعية ، مهما كانت  ، لها  محدوديتها  الزمنية  التي  تجعلها  في تناقص مضطرد ، اما المورد الأساس  ، المورد المستدام  فهو الأنسان  الذي يسخر الطبيعة وموارها  ، لذلك وجب  تعليمه وتكوينه  حتى يكون  مؤهلا لوضع اسس تنمية محلية بهذه الجهة المعطاء ، تنمية تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أداة داعمة لها . "…لذلك  فان استثمار المغرب في مجال   التربية والتكوين  يعتبر اكبر وأثمن وأنبل استثمار ، لكونه استثمارا في مجال الموارد البشرية  هذه الموارد التي اصبحت  اليوم   يقول السيد الوزير : "  تشكل أكثر فأكثر  عصب كل استثمار وقطب الرحى لأية تنمية مهما كانت  اقتصادية  او اجتماعية  او ثقافية او علمية  او تكنولوجية  ، هذا هو الرهان الذي نخوض جميعا  معركته ، منذ بداية تفعيل وأجرأة  الأصلاح ، بشكل جريء  ومسؤول  من أجل  كسبه وتقعيد دعائم  منظومة وطنية للتربية والتكوين  على أرضية صلبة " …لهذا اعتبر السيد الوزير ان هذا المجلس  يشكل محطة خاصة في مسلسل أجرأة الأصلاح التعليمي  وطنيا …ولهذا ينبغي جعل الأصلاح  واقعا يعاش داخل القسم  وداخل المؤسسة ،  وفي العلاقة التي تربط مختلف الفاعلين التربويين سواء فيما بينهم  او بينهم وبين التلاميذ  ، بل وعلاقة التلاميذ بعضهم ببعض ، ، وعلاقتهم بأسرهم ، …انه رهان يتزامن مع رهان  آخر يتمثل في  الحدث الوطني التاريخي  المتعلق بأقاليمنا الصحراوية والمتمثل   " في مبادرة  صاحب الجلالة الملك محمد السادس  نصره الله  بتنصيب المجلس الملكي  الأستشاري  لشؤون الصحراء  وفي حرص  جلالته  على ان يتملك المغرب  وأقاليمه  الجنوبية  خيار الحكم الذاتي  " كما اعتبر السيد الوزير ان  ورش الأصلاح في  حقل التربية  ليس اصلاحا قطاعيا  او جزئيا ضيقا  وانما هو اصلاح شامل  للمنظومة التربوية  بكل مكوانتها  وهياكلها ،  بما في ذلك البرامج والمناهج التعليمية ، ونظم الأمتحانات ، ولهذا فان  للمرلة المقبلة عدة انتظارات اهمها :

1 – الأنتظار الأول  :  يتعلق بتأهيل المدرسة  والرفع من قدراتها التدبيرية  حتى يتسنى لها القيام بدورها  بشكل احترافي  وفعال

2 – الأنتظار الثاني : يتعلق بالزامية التعليم  التي يجب ان تصبح من الأولويات  مما يقتضي تفعيل القانون  القاضي  بهذه الألزامية

3 – الأنتظار الثالث :  ان نجعل من النجاح الدراسي  قضية مركزية  للأرتقاء  بمردودية نظامنا التعليمي  ومحاربة الهدر الدراسي بكل اشكاله  والذي بلغ اقل من 1 في المائة بالجهة

 وهذه الأنتظارات تفرض على  المجلس الأداري للأكاديمية ان يكون  دوره اكثر فعالية …كما تحدث السيد الوزير على استحداث جوائز للأستحقاق لفائدة  الأطر العاملة في قطاع التربية والتكوين  وذلك بتنسيق مع مؤسسة  محمد السادس للأعمال الأجتماعية .

 وبعد كلمة  السيد وزير التربية الوطنية قام  مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين  السيد محمد بنعياد بتقديم عرض  استهله باعتبار الشعار الذي رفعته الوزارة هذه السنة والذي يتمثل في  " الأسرة والمدرسة ، معا من أجل بناء الجودة " يمثل في عمقه  محورا تعبويا  ومنطلقا لربط  حركية الأصلاح  بافق  متجدد " ومحركا لتوليد المبادرات  والمقاربات  خلال ما تبقى من عشرية  الأصلاح " كما تحدث السيد مدير الأكاديمية عن  أهمية العلاقة بين الأسرة والمدرسة  في تسريع وتيرة الأصلاح وانجاحه ، " باعتبارهما تشكلان بنيتين  متكاملتين  في النسيج المجتمعي  …"

وبعد  التقدم بالشكر  لكل الذين ابوا الا ان يحضروا  اشغال هذا المجلس  قدم السيد محمد بنعياد  عرضا مفصلا حول حصيلة الموسم الدراسي المنصرم والخطوط العريضة لمخطط عمل الأكاديمية  للموسم الحالي  مع بنود ميزانيتها لسنة 2007 ..

 هذا وبعد عرض  مدير الأكاديمية  فتح باب النقاش حيث تدخل العديد من ممثلي الهيئات النقابية وممثلي آباء وأولياء التلاميذ ، ورؤساء الجماعات   …بعد ذلك  تم التصويت على مشروع ميزانية 2007 بالأجماع  وأختتم المجلس اشغاله بكلمة للسيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انكاد السيد محمد ابراهيمي رحب فيها بالسيد وزير التربية الوطنية وبالسيد كاتب الدولة المكلف بمحاربة الأمية والتربية غير النظامية ، حيث قال السيد الوالي " لقد عودنا السيد وزير التربية الوطنية   باسلوبه الخاص الحميمي  وبطريقته التواصلية  الى انجاح  كل الأجتماعات التي تجمعنا به .." وأضاف قائلا " لقد استمعت بامعان الى كل مادار بهذه القاعة من حوار  ونقاش  فعال  جامع هادف …" معتبرا ان هذا ان دل على شيء فانما يدل على  مدى المسؤولية التي يتسم بها الكل في قطاع التربية والتكوين من أجل انجاح هذا الورش ، ورش التعليم  هو ورش  تكوين الأجيال  الصاعدة ، فالتربية والتكوين  هي اليوم في مواجهة تحديات المستقبل  وأضاف السيد الوالي قائلا " فنحن نعلم اليوم  ان جلالة الملك  اعطى المغرب  دينامية  جديدة …فنحن نشهد ميلاد مغرب جديد  ، مغرب يسعى  الى اندماجه  في الدورة الأنتاجية  ، …فلقد كنا في الماضي نخطط لمجالنا الداخلي  واليوم  المغرب يخطط  لتصور يفوق  حدود المغرب  وهذا الذي جعل المغرب  يحقق نجاحات  متعددة في سنة 2006  في العديد من المجالات …. كنسبة النمو ، ونسبة الأستهلاك ، ونسبة العجز المالي ، .."  وبعد ذلك قام السيد الوالي بربط  اهمية قطاع التربية والتكوين بكل مكونات النمو الأجتماعي والأقتصادي  والبشري …ولهذا  لابد من انجاح هذا الورش  لأن نجاحه سيكون نجاحا لجميع  ألأوراش الأخرى ..

وتم في الختام توقيع اتفاقية شراكة  تتولى بموجبها  جمعية تولي "عيشة "  بتوفير النقل لتلاميذ  تيولي الذين يدرسون باعدادية عمر بن الخطاب  بتويسيت .ليختتم المجلس  اشغاله حوالي الساعة الخامسة والنصف .

بقلم الحوسين قدوري