Home»Régional»إيران : العتاب قبل العقاب

إيران : العتاب قبل العقاب

0
Shares
PinterestGoogle+

هناك منطق سائد لد الإيرانيين في الحقيقة يمكن أن نقول هو منطق اجبر الإيرانيون على القبول والامتثال له ، مفاده أن إيران قادرة على الصمود ومجابهة القوى الكبرى بالصبر، وبمساندة التوجه الحكومي الإيراني ، وهذا منطق يطابق الحكمة التي تقول: " أطردوا واردات الهموم بعزايم الصبر " إنها خطوات محسوبة لإيران وتشكل سابقة من ناحية استكانة الشعب ، وجعله يحذوا حذو السياسة الخارجية لبلده مسلما بنظرية الغطرسة الغربية .
بلا شك أن إيران تحاول لعب أوراقها بكل ذكاء، حتى تكسب المعركة ضد الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها ، فهي فتحت المناورة ضد هذا التيار المتحالف على عدة جبهات كأنها تشن حرب عصابات سياسية ، تحاول إنهاك عدوها قبل الإجهاز عليه بضربة قاضية ، فهي من جانب تحاول الإبقاء على علاقات متينة مع روسيا ، والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن مما يوفران لها بحكم العلاقات الاقتصادية نوع من الحماية وإبطال مفعول بعض القوانين ، أو تخفيف حدتها. مع العلم أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى سن قانون جديد تحت غطاء معين لشن هجوم على إيران كما حصل مع العراق بالرغم من ذلك فالحليفين الروسي والصيني يزودان إيران بأكسجين الوقت الذي تحتاج إليه .
إيران أيضا لها دور مزدوج في العراق تحاول من خلاله خلط الأوراق على القوات الأمريكية، فهي من ناحية تش حربا بائدة لتصفية رموز سنية معروفة ، وتحاول تشييع العراق برمته ، ومن جهة أخرى تحاول أن تنهك قدر المستطاع القوات الأمريكية وتشغلها بالمأزق العراقي ، حتى توهم للإدارة الأمريكية بأنهم يعانون في بلد كالعراق ، ولم يستطيعوا التخلص منه بكل سهولة كما كان متوقعا .. فما بالكم بإيران القوة الديمغرافية والاقتصادية الإقليمية المشهود لها ؟!!
وجبهة أخرى هي جبهة الأحلاف التي اسميها الأحلاف الشكلية ، كسوريا ، ودول أمريكا الجنوبية هذا الحلف الذي تقيمه طهران خاصة مع بعض دول أمريكا الجنوبية ، في الحقيقة هو حلف نستطيع أن نفهمه انطلاقا من المصالح التي تجمع هذه الدول وإيران.. فهي دول لها دور أساسي في منظمة " أوبك" والسياسة النفطية العالمية جزء منها تحت رحمة هذه الدول التي تعتبر من بين الدول الأكثر إنتاجا داخل " أوبك " لذلك نشهد تبادل الزيارات .. من الجانب الجانب الإيراني فهي تقصد منه تخفيف وطأة الحصار، وكسب موقف معين من قبل هذه الدول إن تعرضت إيران لأي هجمة مستقبلية .
كما يبدوا فإيران تعول كثيرا على سياستها النفطية لذلك نجد أنها تقوم بتحركات لصالح هذه السياسة فلم تكتفي بكسب مواقف بعض الدول المصدرة بل ظلت على الدوام تطالب بزيادة حصتها داخل "الأوبك" وتحاول استغلال هذه الورقة أبشع استغلال ضد خصومها .
لا يمكن أن نذكر سلاح الطاقة دون أن نشير إلى خدعه أيضا ، فكما علمت أن الاتحاد السوفياتي من أسباب انهياره المركزية ، هي سياسته النفطية واتخاذه من ذلك سلاحا أوليا، وفي هذا الإطار يقول توماس فريدمان الصحفي الشهير : " ربما يوجد أمر أكثر غباء من الإدمان على استهلاك النفط كدولة . وهو الإدمان على بيعه. فالإدمان على بيع النفط يمكن أن يجعل بلدك غبيا . لأنه وإذا ما انخفض سعر النفط فجأة ، فيمكن أن تجعل شعبك ثوريا " إن مفهوم الثورة هنا يتلاقى مع مبدأ الثورة المضادة للثورة ستكون ثورة الإيرانيين الذين ذاقوا وما زالوا بصيصا من الرفاهية النوعية على كسرة خبز ، وعلى حكام سيوصلونهم بتشددهم إلى نهر قد يسبحون مع التيار ولن يجدوا من ينتشلهم حينئذ.
إن الوصول إلى حد الغباء في الركون على السياسة النفطية ، وغرس أظافر التشدد لن يجدي إيران في شيء، فبإ مكان الدول المعادية لإيران والموجودة في محيطها أن تسحب بساط النفط من تحت أقدامها في أي لحظة .. بل على العكس تماما فهي تعطي إشارة خضراء للولايات المتحدة بغزوها وتستمر في حشد الدعم الدولي ضدها .
خلاصة القول أن إيران ما دامت تنظر إلى الورقة النفطية بعين المنجي ، والمسلك فسيكون ذلك سبب رئيسي لأي نكسة تكتسبها مستقبلا ، لان الذين اسقطوا الاتحاد السوفياتي بهذه الطريقة قادرين على إعادة اللعبة من جديد ولما لا مع إيران .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *