هل تستفيد المنطقة من استقالة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي
هل تستفيد المنطقة من استقالة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي
خلال السنة المنصرمة قاد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس الحرب على لبنان وكالعادة كانت فكرة تخطيطها مستوردة من أمريكا، إلا أنهم لم يحققوا منها سوي خيبة آمال وهزيمة نكراء، مما أدى إلى عدة انقسامات على صعيد الحكومة والنخب السياسية، بالتأكيد لم تفعل أمريكا شيئا نافعا لصد الانتقاد والمحاسبة التي اتسعت رقعتها ونشطت على الساحة الإسرائيلية.
إن وضوح نتيجة الحرب على لبنان لم تستطع حجب الموضوع وخفاياه وإذا سمعت أن مستبدا من الطغاة القائمين على المصالح الوطنية يعتمد على محبة شعبه وإرادته، فأعرف أن ذلك محض كذب لا قيمة له وأن جمهور هذا الطاغي مكبوت القوى، مضغوط عليه وأنه بمجرد ما يجد وسيلة للانقضاض عليه انقـــض بدون تردد، هذا ما لمسناه بمجرد انتهاء العدوان الذي عصف بشعبية رئيس الوزراء الإسرائلي أولمت وحكومته حسب أخر استطلاع الجمعة الماضي والذي وصل إلى أدنى مستوى منذ توليه منصبه في شهر مايو الماضي أي 14% كذلك شعبية وزير الدفاع عمير بيريتس التي ناهزت %10.
راقب الجمهور الإسرائيلي بأعين حريصة تسلسل الوقائع ونتائج الأحداث وأدرك فظاعة فضائح قادتهم، فسادهم وفشلهم الدر يع في إلحاق أية هزيمة بحزب الله، هم السذج الذين صدقوا وآمنوا سابقا بقوتهم العسكرية في المنطقة وهذا ما أدى إلى أزمة من فوضى التفكير والتخطيط للتخلص من تلك الحكومة المضللة، فأصبحوا أمام خليط من المسائل وعديد من المشاكل نقلتهم من الحيرة إلى الارتكاز، لحسن حظهم أدرك هذا رئيس الأركان الجنرال دان حالوتس وقدم رأسه ثمنا بإعلان استقالته بعد 5 أشهر من انتهاء الحرب وقبل ظهور نتائج لجنة فينوغراد الساهرة على التحقيق في ملابسة الهزيمة والفساد خلال أخر شهر فبراير القادم.
أغلب ما يرسم في هذه التيارات والآراء المتعددة قوى نظريات الاستياء التي عصفت بمستقبل الحكومة الإسرائيلية الهشة،الهزيلة
رغم مضللات ودسائس رئيس وزراءها أولمت، وحالوتس وبيريتس إلا أنهم لم يفلحوا من تفادي حملة المحاسبات التي يقودها روني حالوتس على نطاق واسع والتي ستدحرج عدد كبير من الرؤوس السياسية.
هذا الوضع الإسرائيلي قد يكون في مقدمة الأسباب التي تفرض على دول المنطقة والواقع العربي بشكل عام أن يوضع على محك الدراسة والتحليل لأننا أصبحنا في مفترق الطرق، وانه لمفترق محفوف بالتعاريج والبنيات والتجاذب القائم على شتى النوازع ومختلف القضايا، بل أصبح الآن من الضروري على لبنان أن يفتح تحقيقا في أسباب الخيانات الرسمية المتعددة، ونصر حزب الله الخ ، كذلك بالنسبة للعراق وفلسطين وأفغانستان والصومال والسودان ولا استثني أي دولة عربية ، لأن التحقيقات العادلة ستأتي باستقالة العديد من الحكومات والساسة المستبدين ولن يخرج أحد منها نظيف.
ليس غير الهداية الصالحة من العقل المتنبه والقلب الواعي بقادر أن يسلك بالوطن العربي الكبير مسالك الخير والهناء والاستقرار والحرية والازدهار لأنه ليس من حقنا أن لا نكون عقلاء ولو لمرة واحدة، فلا نتعظ بما وقع لأمثالنا، بل علينا أن نتحرر من القدوة السيئة ونشق لنا في أوساط الظلام والظلم والاضطهاد سبل النجاة ونتحرر من مضللات العصر الحديث.
صباح الشرقـــــــي 17/1/2007
Aucun commentaire