مجلس عمالة وجدة يختتم زيارته للأقاليم الجنوبية
اختتم مجلس عمالة وجدة أنجاد زيارته إلى إقليم وادي الذهب بالتوقيع على مشروع اتفاقية شراكة بينه وبين مجلس إقليم وادي الذهب. جرت مراسيم التوقيع بمقر ولاية جهة وادي الذهب لكويرة برئاسة السيد سيدي أحمد بكار رئيس المجلس بحضور السيد والي جهة وادي الذهب لكويرة ووفد مجلس عمالة وجدة أنجاد وأعضاء مجلس إقليم وادي الذهب.
وتأتي هذه الإتفاقية انطلاقا من إرادة الطرفين المتعاقدين للعمل سويا في إطار ظروف ملائمة لإقامة تعاون مشترك متعدد المجالات، وتشجيعا منهما بمقاربة التشارك الجماعي لبناء تعاون ملموس لفائدة الإقليمين من أجل خدمة الشأن المحلي والاستفادة من التجارب الناجحة وجعل التعاون أسلوبا حقيقيا في وضع تنمية مستدامة وإرساء إطار متجانس لإنجاز المشاريع المندمجة.
بموجب هذه الاتفاقية يلتزم الطرفان المتعاقدان على العمل سويا على تشجيع الأعمال والاستراتيجيات للتعاون من أجل الرفع من مستوى الخدمات التي تدخل ضمن اختصاصات مجالس العمالات والأقاليم بما فيها ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها…كما يلتزم الطرفان المتعاقدان بخلق جسور تعاون وشراكة تهدف لتحقيق التنمية المحلية وتشجيع مبادرات الإنعاش الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بالمجلسين الإقليميين، ويعد الطرفان المتعاقدان برنامجا سنويا للتعاون والتبادل في الميادين ذات الصبغة المتبادلة التي سيتم تحديدها انطلاقا من قاعدة الاهتمامات والحاجيات المشتركة ذات الصبغة التنموية ويتضمن هذا البرنامج آليات التتبع والتقييم لعمليات التبادل مابين المجلسين الإقليميين، ويلتزم الطرفان المتعاقدان بتبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بالطرق المتبعة من طرفهم لتدبير شؤونهم المحلية، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في حدود اختصاصاتهما، وبتشجيع الفاعلين الاقتصاديين للإقليمين وبتحديد فرص الاستثمار المتبادلة وعلى تحفيز الزيارات المتبادلة بين المجلسين، ويوليان اهتماما خاصا للتعاون بين فاعلي القطاع الخاص وبين الغرف المهنية والهيئات الممثلة لها، وذلك قصد تنظيم معارض وملتقيات لاستكشاف فرص الاستثمار..الخ
في الختام، رفع الحاضرون برقية ولاء وإخلاص إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتوجهوا بالدعاء إلى الباري تعالى أن ينعم على بلدنا بالمزيد من الاستقرار والأمن والطمأنينة والازدهار تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كلمة مجلس عمالة وجدة أنجاد أثناء توقيع بروتوكول اتفاقية شراكة بين مجلسي عمالة وجدة أنجاد وإقليم واد الذهب
يوم 29 نونبر 2010 بالداخلة
ألقاها السيد قدور الغماري رئيس الوفد النائب الثالث لرئيس المجلس
مهما حاولت فإنني لن أوفي اللحظة قدرها من وصفها وإبراز دلالتها، ولن أستطيع نقل حقيقة المشاعر التي نحس بها ونحن نعيش هذه اللحظة التاريخية من مسيرتنا الديمقراطية والتنموية مع إخوان لنا في مجلس إقليم وادي الذهب بصحرائنا المغربية العزيزة لنصل الرحم ونربط الماضي بالحاضر، ويلتحم جناحا مملكتنا السعيدة :الشمال الشرقي مع أقصى الجنوب في وئام وانسجام، ويحلقا بكل ثقة واعتزاز في فضاء الحرية والديمقراطية مجسدين وحدة التراب الوطني من طنجة إلى لكويرة، وماتنعم به بلادنا من نمو واستقرار تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد مكنتنا هذه الزيارة التي نقوم بها اليوم إلى جهة وادي الذهب لكويرة من الوقوف على مظاهر الإزدهار والاستقرار التي يعرفها إقليما وادي الذهب وأوسرد، لايسعنا فيها إلا أن نعبر عن انبهارنا بالدينامية التي تعيشها أقاليمنا الجنوبية من مملكتنا السعيدة في كل المجالات، وإعجابنا بروح الجدية والإخلاص التي تميز عمل كل المنتخبين والفاعلين والمؤسسات العمومية بهذه الربوع تنم عن كفاءاتهم، واستيعابهم للتحديات والانتظارات، تؤهلهم للإنتقال إلى مرحلة الجهوية المتقدمة بكل ثقة، وتعبر عن إخلاصهم لشعارنا الخالد: « الله، الوطن، الملك »، بوطنية صادقة، واستماتة قوية ضد كل المناورات التي يقوم بها خصوم وحدتنا الترابية وفي مقدمتهم أشقاؤنا الجزائريون، وبذلك تجسد فعاليات الإقليم الإرادة الملكية التي عبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي بمناسبة تنصيب اللجنة الإستشارية للجهوية في يناير 2010، حيث قال جلالته:
« ويظل في صلب أهدافنا الأساسية، جعل أقاليمنا الجنوبية المسترجعة في صدارة الجهوية المتقدمة. فالمغرب لا يمكن أن يبقى مكتوف اليدين، أمام عرقلة خصوم وحدتنا الترابية، للمسار الأممي لإيجاد حل سياسي وتوافقي، للنزاع المفتعل حولها، على أساس مبادرتنا للحكم الذاتي، الخاصة بالصحراء المغربية.
وإذ نؤكد أن هذه المبادرة، ذات المصداقية الأممية، تظل مطروحة للتفاوض الجاد، لبلوغ التسوية الواقعية والنهائية، فإننا سنمضي قدما في تجسيد عزمنا القوي، على تمكين أبناء وسكان صحرائنا المغربية الأوفياء، من التدبير الواسع لشؤونهم المحلية. وذلك ضمن جهوية متقدمة، سنتولى تفعيلها، بإرادة سيادية وطنية. » انتهى كلام جلالته.
ونحن في الجهة الشرقية نعرف حقيقة المسؤولين الجزائريين، فقد تربى وتكون العديد منهم بيننا، ولم يعبروا يوما عن عربون اعتراف وتقدير لإخوانهم المغاربة، وذلك لما يعانونه من عقدة نفسية يستحيل شفاؤها لما شهده المغرب ويشهده من تاريخ عريق، وهوية واضحة معروفة، وقيم ثابتة، ووحدة الصف والعقيدة، ونباهة شعبه وذكائه، ومن أمن وطمأنينة ومؤسسات دستورية ديمقراطية وتنمية مستدامة، ونحن في الجهة الشرقية نقف مستميتين ضد استفزازاتهم، ونناضل بكل افتخار وفاء لوطننا وملكنا وقيمنا الوطنية في تناغم مع ماجاء في الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد المسيرة الخضراء سنة 2009 بورزازات حيث قال جلالته:
» وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ؛ فإما أن يكون المواطن مغربيا، أو غير مغربي. وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف، والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة ؛ فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة. ولامجال للتمتع بحقوق المواطنة، والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن.
أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم، فهم يعلمون أكثر من غيرهم، بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي، الملتف حول عرشه، المؤتمن على سيادته ووحدته الوطنية والترابية ». انتهى كلام جلالته
*حضرات السادة والسيدات:
إن مسيرتنا النضالية من أجل وحدتنا الترابية لايمكن فصلها عن مسيرتنا التنموية وانخراطنا في المجهود التنموي والتضامني الذي يعرفه المغرب لمحاربة الفقر والتهميش وكل نوازع التطرف التي لامكان لها في مجتمعنا المتميز بأصالته وانفتاحه الحضاري، ونحن في عمالة وجدة أنجاد نشعر باعتزاز كبير لما يشهده الإقليم والجهة الشرقية من أوراش تنموية كبرى بفضل المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية التي أعلن عنها جلالته في خطابه التاريخي بمدينة وجدة يوم 18 مارس 2003 الذي أنعش الجهة الشرقية وفك عنها العزلة التي فرضتها الحدود السياسية والجغرافية والتنموية، وأحيى الأمل في نفوس المواطنين الذين استرجعوا ثقتهم في أنفسهم وفي مؤسساتنا الوطنية، وانخرطت بتلقائية كل مكونات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية والخاصة والمنتخبون في هذا الورش الكبير ومنهم مجلس عمالة وجدة أنجاد.
إن تدبيرنا للشأن المحلي يرتكز على سياسة تشاركية تتجاوز النظرة الضيقة للجماعة في حصرها في الجهاز المسير للجماعة وفصول الميزانية المحدودة وصراع الأغلبية والأقلية إلى الانفتاح على كل مكونات العمالة أولا، والطاقات الجهوية ثانيا، والمؤسسات الوطنية ثالثا، والانفتاح الحضاري والتعاون الدولي رابعا، إضافة إلى تعبئة كل الطاقات وتحفيزها للتعاون مع مكونات المجلس للنهوض بالتنمية بالإقليم، ومن هنا تأتي قناعتنا في إبرام اتفاقية شراكة مع مجلس إقليم وادي الذهب من أجل تحقيق التنمية المحلية، وتشجيع مبادرات الإنعاش الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بالمجلسين الإقليميين، وانتهز هذه الفرصة لأعبر عن إرادة مجلس عمالة وجدة أنجاد في تفعيل هذه الإتفاقية وكل الحساسيات السياسية المشكلة لمكونات مجلسنا ممثلة في الوفد المرافق لي، كما أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى إخواننا أعضاء مجلس إقليم وادي الذهب على كل الظروف المواتية التي وفروها لنا من أجل إنجاح هذه الزيارة وفي مقدمتهم السيد سيدي احمد بكار رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب، كما أتوجه بنفس العبارات والإمتنان إلى السيد أحمد شبار والي جهة وادي الذهب لكويرة، وإلى السيد عبد الفتاح الهمام والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، والسيد عامل إقليم أوسرد، وبنفس العبارات أحيي السيد صلوح الجماني رئيس المجلس البلدي للداخلة والسادة رؤساء المؤسسات التي كان لنا شرف زيارتها، وأبعث بتحية خاصة إلى موظفي وأطر مجلسي إقليم وادي الذهب وعمالة وجدة أنجاد، وبعبارات الإحترام والتقدير إلى سكان وفعاليات الإقليمين.
» ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب » صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Aucun commentaire