Home»Régional»الادارة التربوية ادارة بلا ادارة حقيقية

الادارة التربوية ادارة بلا ادارة حقيقية

0
Shares
PinterestGoogle+

في موضوع التسيب الذي ينتشر داخل وعلى جوانب الكثير من المؤسسات التعليمية تحدثت سابقا عن مسئولية الأب المتهرب والذي ترك العنان للأم من حيث يعلم أو مكره على ذلك أو راغب في ذلك.وارتأيت في هذا المقال أن أتحدث عن طرف ثاني له دور هام في المنظومة التربوية وان كانت مسئوليته عن التسيب تختلف باختلاف أدواره وإمكانياته.

الإدارة التربوية هي الجهة الرسمية المباشرة التي يتعامل معها التلميذ فيتأثر بها ويؤثر فيها. ,إذن هناك مد وجزر بين الطرفين وتختلف غلبة كل طرف حسب الأدوات التي يتعامل بها والوسائل التي يعتمدها.

إلى وقت قريب كانت الإدارة نموذجا للتفاني والإخلاص والتضحية والجدية ,وكان الإداريون يشكلون كتلة متضامنة من أجل الحفاظ على السير العادي للدراسة وكانوا يسهرون ليل نهار لخدمة مصلحة التلميذ ,حتى كانت الامتحانات تمثل حالة استنفار للإدارة من أجل نجاحها على الوجه الصحيح , وكان التلميذ لا يستطيع مواجهة حتى مساعد الحارس العام ,أما أن يصل إلى الحارس العام فتلك قصة أخرى وفي حين لا يمكنه محادثة المدير أبدا.قد يقول لي قارئ ما, إذن كانت الإدارة مخيفة ومرعبة وتستعمل العنف والضرب .على العكس من ذلك كانت الإدارة مهذبة ورءوفة بالتلاميذ لكن الهبة والاحترام هي السمة التي كانت تغلب على العلاقة بين المتعلمين وإدارتهم ,فكان التلميذ لا يرضى لنفسه أن يتغيب أكثر من مرة خلال سنة بكاملها ولو كان مريضا لأنه كان يحب مدرسته ومدرسيه وإدارته.ولم يكن يجرأ على التلفظ بكلمة واحدة تسيء إلى من هو اكبر منه سنا فبالأحرى رجل الإدارة الذي كان ينظر إليه نظرة إجلال تقدير واحترام.

فلماذا انقلبت الآية ؟

لماذا أصبح بعض التلاميذ يتهجمون على إدارتهم بل ومنهم من ضرب مديره؟

أليست هذه بكارثة؟

لماذا أصبح جل الإداريين ناقمين على الإدارة وينبذون عملهم؟

لماذا أصبح الإداريون يقدمون استقالتهم؟

أليست هذه معضلة يجب تحليلها من عدة جوانب؟

ألم تحرك ساكنا لدى وزارتنا لا يجاد حلول قبل فوات الأوان؟

ذلك نذر يسير من جملة إشكالات أصبحت تنتشر وتعم الكثير من مؤسساتنا التعليمية,في وقت تناقص فيه عدد الإداريين وأصبحنا في حاجة إليهم .

وحتى لا أكثر من التساؤلات أود وأرجو أن أكون موفقا في تبيان العوامل التي أدت بالإدارة إلى هذه المرحلة المتأزمة والله يوفقني في محاولة الإحاطة ببعضها.

1- تكوين الإداريين تكوينا كلاسيكيا يعتمد على كم من النصوص والتعليمات والأوامر والنواهي التي سرعان ما تذوب مع زوال الثلوج وتطوى مع الأرشيف.لأنهم يثقلون بكم هائل من المعطيات والمعلومات, مع مصاحبة ميدانية قد لا تفيدهم كثيرا وإقرار هو شبه إقرار.بعد ذلك يجد الإداري نفسه أمام واقع مخالف لما تلقاه وبحر لا يعرف كيفية السباحة فيه فيلتصق بخشبة تنجيه وتخرجه إلى الشاطئ ,أو يتخلى عن مهامه وسط البحر ويرجع إلى قسمه بعد تجربة فاشلة أخرجته من أمل كان يترجاه إلى إحباط أصبح يلازمه.

2- انعدام الحوافز.إنني لأستحيي من ذكر المبلغ الذي يتلقاه الإداري من اجل أعباء كان في غنى عنها ومن أجل مشاكل كان لا يعرفها .فلماذا يضحي من اجل الغالي والنفيس.أمن أجل سواد عيون الإدارة ,فحتى الكحل أصبح مفقودا.

3- انعدام حتى الحوافز المعنوية الكل ينظر إلى الإدارة من خلال الإخلال بالواجب, وكل وقفة يقوم بها التلاميذ أو الأساتذة قد تكلف أحد الإداريين الإعفاء من منصبه لإرضاء الفئة الأخرى , لا لكونها على صواب والإدارة مخطئة بل وللأسف الشديد تماشيا مع الأغلبية ومع نقابات أصبحت تمجد الأغلبية ولو كانت على خطا فتتبعها إدارتنا للحفاظ على ماء الوجه لن المسئولين حتى في المستويات العليا أصبح الكثير منهم يفضل الاستقرار ولو دون نتائج تذكر تفاديا للدخول في متاهات هو في غنى عنها ومتاعب قد تفقده كرسيا كافح من أجله بالغالي والنفيس.

4- هزالة الإمكانيات المالية و المادية والبشرية مما يجعل الإدارة تعمل في ظروف من التقشف العميق والمحاسبة الدقيقة نظرا لضآلة الإمكانيات , بينما يشاهدون إدارات أخرى تتمتع بالوسائل على مختلف أشكالها . وفي وقت كان التعليم يزخر بالموظفين وكانت المر دودية في أعلى المستوى عملت بعض الجهات على انتزاع هذه الامتيازات تدريجيا إلى درجة الندرة.

5- عدم استيعاب الإدارة التربوية للكثير من مرامي الاصلاح والتي بقيت عبارة عن مخطوطات سيتم عرضها يوما ليقال أن التعليم وصل في التاريخ الفلاني إلى كذا وكذا من خلال تلك النصوص الأرشيفية أما الواقع فالكثير لازال يعرف الميثاق من خلال التسمية فقط أو من خلال سطوره لا اقل ولا أكثر.

وحتى لا أطيل الكلام واترك للقارئ الكريم فرصة اغناء المقال ,أحاول صياغة بعض نتائج هذه المعيقات:

1- إدارة تربوية لم تعد قادرة على التحكم في هذا التيار الجارف – وهنا لا أعني كل إدارة تربوية بل هناك نماذج يحتذى بها- حتى أصبح التلميذ لا يهاب الإدارة بل هي التي تتفادى الاحتكاك به.

2- تعامل الإدارة مع التلاميذ بعقلية لم تعد صالحة لزمانهم ,لأن المراهق الحالي يحب أن نستمع إليه والى شكاويه ,لا أن نثقل كاهله بكم من النصائح سرعان ما تذهب مع أدراج الرياح. .إن السلطة والسلطوية لم تعد تجدي مع شباب اليوم بل كلما استمعنا إليهم كلما تمكنا من كسب ثقتهم وعندئذ يسهل التعامل معهم .فالمدير أو الحرس العام الذي يحاول فرض أسلوب العنف بكلمات نابية ولو كان التلميذ مخطئا كثيرا ما يلاقى برفض قد يصل بالتلاميذ إلى رد المثل بالمثل , في حين كلما كان الإداري هادئا مستمعا أبويا في التعامل كلما تمكن من حل الكثير من الإشكاليات بل وإقناع التلميذ بخطئه واعتذاره عن ذلك لأن التلميذ سريع الانفعال , فلنرود انفعاله لمصلحة التربية والتعليم بدل العنف والعنف المضاد.

3- جل رجال الإدارة لا يحبون مهنتهم ويعتبرونها عبئا القي على كاتفهم وهم مستعدون دوما لتقديم استقالتهم .فماذا تنتظر من رجل يعمل بهذا الفكر .انه اليأس والإحباط وعدم القدرة على المر دودية , ومن هنا على المسئولين دراسة هذه المعضلة بكل جدية عن طريق إعادة النظر في كيفية انتقاء الإداريين وتحفيزهم ومنحهم إطارا رسميا يناسبهم وتعويضات عن مهام إضافية . عند يمكن محاسبتهم واختيار الأنسب منهم .أما وإننا نتبع سياسة الترقيع فلرقع وهم يرقعون .

وفي ختام مقالي وحتى لا أكون ثقيل الظل يقي التساؤل المطروح.

أي إدارة يمكنها تخطي هذه الصعوبات وتحقيق مرامي الاصلاح المنشودة؟

أنريدها إدارة تربوية ناجحة تستخدم السلطة لتحقيق نتائج مقبولة من خلال مواقعها وشخصيتها ومن خلال تأثيرها في سلوك الآخرين ولو في الأجل القريب.

أم إدارة فعالة قادرة على تقديم خدمة تعليمة وتربوية عالية وتحقيق التنسيق بين الفاعلين التربويين بالمؤسسة لرفع وتحسين العملية التعليمية وتطوير الداء العام وتحقيق الهداف المرجوة في وقت محدد. وبالتالي نحكم على الفعالية بتحقيق النتائج بصرف النظر على المجهودات المبذولة , وبالتالي نقيس فعاليتها بمدى

استفادة التلاميذ من التعليم واثر ذلك على سلوكهم ومعلوماتهم الثقافية والعلمية وتفاعلهم مع المجتمع.

أقول لكم كل الطرق تؤدي إلى روما ,فعلينا أن تختار روما الرومان أو روما- الطاليان- .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. متتبع
    13/01/2007 at 00:18

    لماذا العزوف عن الادارة و لماذا التقاعس في اداء مهامها على احسن وجه. غياب التحفيز.الادارة تتطلب اولا التكوين لمدة سنتين ثم الاطار واخيرا تعويضات لاتقل عن 2000 درهم شهريا.في غياب هذه العوامل الثلاث ستبقى دار لقمان على حالها والسلام.الشفاء العاجل لاخينا المقدم.

  2. عمر
    13/01/2007 at 13:10

    إن التدخلات والوساطات وعدم وفضفاضة القوانين وعدم تطبيقها أفسدت الإدارة والإداريين والناس أجمعين

  3. عمر الخيام
    13/01/2007 at 22:36

    الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن هذا الموضوع سيكون لامحالة موضوع نقاش غني في وقت وجب فيه إعادة النظر جدريا في كل آليات ولوج مناصب الإدارة التربوية وإقرار أطرها وإذا رجعنا إلى محاولات الوزارة الوصية تجديد أساليب ولوج هذه المناصب إلا أنه يبقى التحفيز المادي عنصر أساسي للرفع من المردودية والوصول إلى الأهداف المتوخاة إذ أنه من غير المعقول أن تبقى التعويضات هزيلة ويطلب آداء مهام قد تتطلب من رجل الإدرة الاشتغال لساعات طويلة وقد يشتغل أيام الأسبوع بكاملها ، هذا ولايجب أن نغفل دور أطر التأطير والمراقبة التربوية في تردي الأوضاع، فهم المعول عليهم في رصد الاختلالات واقتراح الآليات الكفية بتجاوز التعثرات وضمان المصاحبة الميدانية خصوصا وأن الوزارة الوصية ترفع شعار « الأسرة والمدرسة، معا من أجل بناء الجودة » فكي تحقق الجودة لابد من تناسق العمل في إطار نكران للذات وسعيا إلى خدمة الوطن الذي يتغنى الجميع بحبه دون السعي لخدمته

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *