Home»Régional»السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة يكشف عن دور الوازع الديني في خدمة المجتمع المدني

السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة يكشف عن دور الوازع الديني في خدمة المجتمع المدني

0
Shares
PinterestGoogle+

تابعت الحوار الذي أجراه موقع وجدة سيتي الإلكتروني مع فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة والذي تناول مناقشة قولة متهافتة سمعنا ترديدها منذ زمن بعيد ، وهي قولة مفادها أن المجلس العلمي المحلي بوجدة منشغل بمشروع بناء المساجد على حساب مشاريع أخرى . وأذكر أن شخصا واحدا ظل يردد هذه المقولة ويعيد نشرها في الصحف الوطنية والمحلية لحاجة في نفسه لم تعد خافية على الرأي العام المحلي . وخيرا فعل موقع وجدة سيتي عندما توجه إلى السيد رئيس المجلس العلمي لمناقشة القولة المتهافتة ، وكان من المفروض أن يقوم الموقع بذلك منذ مدة طويلة لأنه موقع ندب نفسه لخدمة الجهة الشرقية من خلال طرح مشاكلها وقضاياها المختلفة والمتعلقة بكل المجالات فضلا عن خدمة القضايا الوطنية والقومية والإسلامية . ولقد كان الحوار هاما كشف عما يفند المقولة المتهافتة ذلك أن أنشطة المجلس العلمي المحلي بوجدة لا يعرفها إلا من يحتك بهذا المجلس أما الذين لا يعرفون عن المجلس سوى كونه مؤسسة دينية في مناسبات دينية معينة فلا يمكنهم الإلمام بالدور الرائد الذي يقوم به هذا المجلس . وأساس عمل المجلس العلمي المحلي هو استثمار الوازع الديني لدى الساكنة من أجل تحويلها إلى ساكنة بانية في كل المجالات كما هي فلسفة الإسلام .

فالوازع الديني كما أشار فضيلة العلامة الأستاذ بن حمزة هو الدافع الرئيس لانخراط ساكنة الجهة الشرقية في بناء المجتمع البناء الصحيح والسليم ذلك أن الساكنة وهي ساكنة مجبولة بفطرتها على حب الخير والصلاح لهذا تعد خميرة خيرة كما وصفها فضيلته. والعلامة الأستاذ بن حمزة بفضل تكوينه الديني الرصين وخبرته العميقة يعرف كيف يتعامل مع هذه الخميرة لهذا صادفت خبرة عالم خبير استعدادا فطريا لدى الساكنة في الجهة الشرقية للانخراط في بناء مجتمع متماسك ومتآزر. لقد كان آخر سؤال وجهه موقع وجدة سيتي لفضيلته : يقال أن انصرافكم عن هذا المجلس ربما سيكون له تأثير على توقف المشاريع التي يضطلع بها ؟ وكان جواب فضيلته أن دأب الأمة الإسلامية أن تتمحض لفعل الخير وهي إشارة واضحة إلى الخميرة . وتواضعا من فضيلته ذكر أن وجوده كرئيس مجلس علمي محلي أو انصرافه عنه لن يؤثر في المشاريع التي يقف وراءها هذا المجلس ، وأرى شخصيا أن الأمر ليس كذلك لأن المشاريع التي ينجزها المجلس العلمي في كل المجالات إنما هي حصيلة حكمة علامة مع الخميرة التي تحدث عنها فضيلته . فقد لا يجيد غيره ممن لم يؤت حكمته وبعد نظره وخبرته التعامل مع الخميرة البشرية ، فتظل هذه الخميرة دون استثمار ، وتضيع فائدتها .

لقد كانت الخميرة موجودة قبل أن يتولى فضيلة العلامة تدبير شأن المجلس العلمي المحلي ولكنها لم تستثمر الاستثمار الذي عرفه عهده وهذه شهادة للتاريخ لا ينكرها إلا منكر أو جاحد. لقد استطاع العلامة بمؤهلاته العالية والمتميزة والفذة أن يربط كل الجسور مع كل الفعاليات ، وقد آتاه الله عز وجل هذه الخاصية النادرة والنفيسة التي تعوز الكثير ممن يقوم بدوره في المجالس العلمية في كل ربوع الوطن ، لا أقول هذا مجاملة ولا مبالغة فأنا لا أعرف المجاملة الكاذبة وهذا طبعي بل أقوله اقتناعا ويؤيد الواقع ما أقول. قد يؤول أمر تدبير المجلس العلمي إلى غير هذا العلامة ولكنه لن يستطيع بلوغ شأوه في ربط الجسور مع كل فعاليات المجتمع المدني كما يفعل فضيلته وكما يستطيع بما آتاه الله من حكمة وبعد نظر أسميهما بركة. لقد صدق هذا الرجل ربه عز وجل وأحبه بصدق فحاز حبه فجازاه بأن جعل له القبول في الأرض ومكن له في قلوب الناس الذين يحبون الصدق مع الله عز وجل. لقد اكتسب بفضل الله عز وجل ثقة الناس فلا يكاد يأمرهم أو يشير عليهم بخير إلا تسابقوا إليه مخلصين صادقين لأن الدعوة أو الإشارة كانت صادقة ومخلصة وما خرج من القلب وقر في القلب وما خرج من اللسان لم يتعد الآذان . فالخميرة تستضمر حب بناء المساجد ، وحب إنجاز المشاريع الخيرية المختلفة وحين تصادف دعوة الرجل الصالح الصادق تصير واقعا. فبقدر صدق العالم في المجتمع تكون درجة وحجم الاستجابة له . كل الناس يدعون إلى إنجاز المشاريع ولكن ما كل الناس يستجاب لهم لأن القضية قضية صدق وإخلاص مع الله عز وجل قبل كل شيء . لقد شيد الناس المساجد ، والعديد من المرافق الاجتماعية الهادفة ، وتطوعوا لفعل الخيرات دون أن يكرهوا على ذلك لأن أسلوب العلامة هو المراهنة على الوازع الديني عند الناس ، وهو ما يجب الرهان عليه . لقد كان من ضمن أسئلة موقع وجدة سيتي لفضيلة العلامة سؤال مفاده أن البعض ينتقد كثرة بناء المساجد في مدينة وجدة على حساب غيرها ، وكان جواب فضيلته مفحما حين قال إن الحكم على كثرة أو قلة المساجد لا بد أن يرتكز على موقف أصحاب الحكم ذلك أن موقف من يرتاد المساجد خمس مرات في اليوم ومن يؤدي صلاة الصبح عندما يصادف توقيتها الساعة الثالثة صباحا يختلف عن موقف من لا يؤمها إطلاقا أو يؤمها مرة واحدة في الأسبوع . فمرتاد المساجد يوميا سيراها قليلة مهما رآها غيره كثيرة لأن الذي لا يؤمها يوميا أو لا يؤمها أصلا لا تعني بالنسبة إليه شيئا لهذا قد يستكثر وجودها في حين يستقل وجود ما يعنيه من الأماكن .

والمساجد بالنسبة لفضيلة العلامة هي أماكن صناعة الوازع الديني الذي هو رهان بناء المجتمع ذلك أن رواد المساجد هم الذين يقومون بالأعمال الخيرية ، وهم الذين يقفون وراء المشاريع البناءة والهادفة بفعل وازعهم الديني الذي تكون لديهم في بيوت الله عز وجل التي يذكر فيها اسمه وتعرض فيها توجيهاته وتوجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم . فالمساجد ليست مجرد دور للعبادة بل هي مؤسسات اجتماعية تسهر على تقديم الخدمات المختلفة للمجتمع لهذا قد يتساءل البعض ما الذي يحشر المجلس العلمي المحلي في كل قضايا المجتمع وهو مؤسسة مختصة بالشأن الديني في حين لا تقوم بدوره مؤسسات مختصة بشؤون أخرى ؟ وقد يندهش الناس وهم يعاينون طوابير المواطنين على اختلاف فئاتهم يوميا يرتادون المجلس العلمي المحلي من أجل طلب المشورة أو العون ويجدون المجلس العلمي في خدمتهم يوظف الوازع الديني لتوجيههم ومساعدتهم . وهذه الطوابير لا تعاين في مؤسسات المجتمع المدني الأخرى لنفس الغرض. إن لجوء الناس إلى المجلس العلمي المحلي إنما هو لجوء إلى مؤسسة دينية لثقتهم الكبيرة في الدين الذي هو منهاج حياة وليس مجرد طقوس وشعائر. لقد أحسن موقع وجدة سيتي عندما حاور فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بن حمزة لأن هذا الحوار كشف عن دور المجلس العلمي المحلي باعتباره مؤسسة تسهر على الشأن الديني الذي هو منطلق توجيه كل مرافق الحياة ، وأتمنى أن يفتح الموقع تحقيقات ميدانية من عمق المرافق الاجتماعية التي استفادت وتستفيد من خدمات المجلس العلمي المحلي وتسجيل شهادات حية للمستفيدين لأن تواضع فضيلة العلامة كان دائما يحول دون الحديث عما قدمه ويقدمه المجلس العلمي المحلي للمجتمع وهو الرجل الذي لا يحب العمل تحت الأضواء الكاشفة كما يفعل الكثير ممن يسوقون إنجازاتهم إعلاميا وأحيانا يبهرجونها . وأخيرا أقول يا ليت هذه المدينة وما جاورها كان على رأس مؤسساتها المختلفة من هم في وزن العلامة وفي درجة صدقه وإخلاصه .

وشخص العلامة الفاضل يحتاج إلى من يدون سيرته بكل دقائقها لأن فيها عبرة لمن يريد أن يسير على نهجه ويتخلق بأخلاقه ويبلغ شأوه في خدمة وطنه . حفظ الله العلامة وأطال عمره في صحة وعافية لخدمة دين الله عز وجل من خلال استثمار الوازع الديني الكامن في نفوس المؤمنين الصادقين والذي لا يقدح زناده إلا العلماء العاملون المخلصون من طينة العلامة الفاضل الذي نكن له الحب الصادق ونعتبره الأب الروحي لنا وهو قدوتنا في هذه المدينة وهذه الجهة وهذا الوطن ، وهو أمل نسأل الله تعالى أن يحفظه لنا ، وخير خلق الله من أجرى الله الخير على يديه وجزاه الله عنا كل خير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. احد طلاب العلامة
    26/10/2010 at 12:38

    ان كل ما صدر من الاخ الشركي من انصاف وشهادة حق في شخص العلامة سيدي مصطفى بنحمزة لهو القول الفصل،ولانستغرب ما جاء على لسانك السيد الشركي لما عودتنا عليه من قولك لكلمة الحق في وجه الجميع ان شرا أو خيرا.

  2. salama
    26/10/2010 at 23:42

    السلام عليكم
    شيخنا الفاضل بنجمزة ظاهرة المغرب وخاصية وجدة خطف القلوب بحب وحاور العقول بعلم رجل ليس كالرجال بحر لا شاطئ له نحبه في الله ولانزكي على الله احدا
    20 سنة من الدروس لم يغب الا لعلم او محاضرة او مرض او سفر
    حفظك الله يا استاذي المفضل

  3. BASRAWI
    26/10/2010 at 23:42

    إن الجهة الشرقية لاتنكر خدمات المجلس العلمي خاصة شخصية الاستاذ مصطفى بنحمزة الذي أفنى حياته في خدمة الجهة فلم يبخل يوما ولن يبخل بالرقي بخدمات مجلس الجهة بيديه الكريمتين ونتمنى أن يتقبل الله منه ويجهزيه خير الجزاء وان يكثر الله من أمثاله
    كريم وزاده العلم شرفا
    جواد وزاده الحلم شغفا
    بحب الخير والمكارو هتفا
    ……

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *