Home»International»ضرب الأبناء يفسد أكثر مما يصلح

ضرب الأبناء يفسد أكثر مما يصلح

0
Shares
PinterestGoogle+

يخطئ الطفل
فينهال عليه أبوه أو أمه ضرباً، فيهرب إلى سريره وينام بحسرته، وما تلبث الأحلام المزعجة أن تداهمه فيستيقظ فزعاً.. هذا مشهد يتكرر في كثير من بيوتنا.
وأكثر العائلات تتبع مبدأ العقاب بالضرب لتربية الطفل، رغم أنّ بعض الأبحاث العلمية أثبتت أنّ هذه الوسيلة عديمة الجدوى، ولا ينتج عنها سوى اضطرابات نفسية وجسدية وعقلية قد تُصيب الأطفال، فتحدّ من نشاطهم وقدراتهم وحيويتهم، وقد تؤثر على درجة ذكائهم، بل إنَّ بعضها قد يترك آثاره الدائمة على أجساد أولادنا من عاهات وغيرها.
للآباء والأمهات الذين يتخذون العقاب بالضرب وسيلة لتربية أبنائهم نقدم لهم ما توصلت إليه أبحاث التربويين وعلماء النفس في هذا الصدد:

أولاً: يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن الضرب قد يضع حداً نهائياً لأخطاء طفلهم وتمرده، لكن الحقيقة أن ذلك لا يغير من سلوك الطفل، بل قد يسبب تعثراً في العلاقة بينه وبين الأهل.
ثانياً: الآباء والأمهات الذين يلجؤون إلى العقاب يبعدون أبناءهم عنهم، إذ يعمد الأخيرون إلى الحدّ من علاقاتهم مع أهلهم خوفاً من العقاب الشديد، ممَّا يساعد على تعطيل دور الأهل في مسيرة التربية الصحيحة اللازمة للأولاد.

ثالثاً: استخدام الضرب المفرط قد يحدُّ من الأعمال السيئة والتصرفات الشاذة للأطفال، لكنَّه لايحسن ولا يهذّب سلوكهم، إذ يعلِّمهم ما لا يجب القيام به، لكنَّه لا يرشدهم إلى ما يجب القيام به.

رابعاً: اعتماد مبدأ العقوبة غير المضبوط بشكل مستمر قد يفقد قيمته وفعاليته كلَّما تقدّم الولد في العمر.. فالأساليب التي كانت تردع الولد في سنِّ الخامسة أو السابعة قد لا تؤثِّر عليه إذا بلغ الحادية عشرة من عمره.
خامساً: استخدام مبدأ العقوبة الشديدة قد يصنع عند الأبناء شعوراً بالنقمة وحبِّ الثأر من المعاقب، وإن كان والده.
ولقد لفت « ابن خلدون » النظر في مقدمته إلى مساوئ استعمال الشدَّة في التربية، فقال: « من كان مربّاه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به إلى القهر، وضيَّق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل، وحُمل على الكذب والخبث خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلَّمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عـادة وخـلقاً وفسدت معاني الإنسانية ».
فاستخدام الشدّة في التربية إذاً وسيلة غير ناجحة، ولا يمكن أن تعالج أخطاء الأبناء، وقد برهنت هذه الوسيلة على فشلها الذريع في معالجة المشاكل الناشئة؛ لأنَّها ليست بالأسلوب العقلاني أو النهج الإنساني الذي يمكنه أن يضع حدَّاً نهائياً لأكثر سلبيات الأولاد.
أمام فشل هذه الوسيلة علينا أن نبحث عن الطرق التربوية الناجحة التي يمكنها أن تضع حدَّاً لكل ما يرتكبه الأولاد من أخطاء وسلبيات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *