لو كانت القرابة تجدي نفعا لأجدى استغفار إبراهيم الخليل لأبيه
ردا على رافضي زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر عمه أبي طالب ودعا له وأنه في الجنة لمجرد أنه والد علي رضي الله عنه أو هكذا علمه عمائم السوء مع أن أبا طالب مات على ملة الشرك أقول : أيهما اتخذ الله عز وجل خليلا أنبيه إبراهيم عليه السلام أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ أما من اتخذه الله عز وجل خليلا بنص القرآن الكريم الصريح الذي لا يقبل تأويلا كما تفعل الرافضة زورا وكذبا مع بعض نصوصه لحاجة في نفسها فقد قال فيه جل وعلا : (( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم )) . وذكر القرآن الكريم هذه الموعدة في قوله تعالى : (( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير قد كان لكم إسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برأاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء )).
فلو كانت القرابة والأرحام تغني شيئا لأغنت قرابة آزر لنبي الله إبراهيم الذي اتخذه خليلا دون غيره لقوله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) . فإذا كانت خلة إبراهيم عليه السلام لم تشفع لأبيه المشرك ، وكل ما سمحت به عند الله عز وجل هو استغفار خليل الله لأبيه إنجازا لموعدة وعدها إياه ، ولم يجده الاستغفار نفعا بل أكثر من ذلك تبرأ خليل الله من الأب المشرك عدو الله . فكيف تزعم الرافضة الضالة المضلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر عمه المشرك أبي طالب ودعا له وأنه من أهل الجنة لمجرد أنه والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ أي منطق يحكم عقيدة الرافضة ؟ والد خليل الله إبراهيم عليه السلام لا يقبل الاستغفار له من الخليل ، ووالد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقبل استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم له ؟ أيهما أشرف وأعظم عند الله عز وجل إبراهيم الخليل أم علي بن أبي طالب ما لكم كيف تحكمون أيها الرافضة الضالون ؟ والمشهور في التفسيرأن قول الله تعالى : (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم )) نزلت في أبي طالب يوم حضرته الوفاة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله عز وجل » وقال له كل من أبي جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فقال أبو طالب : أنا على ملة عبد المطلب . وملة عبد المطلب عبادة اللات والعزى ومناة. وأكثر من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي » وما رئي صلى الله عليه وسلم باكيا أكثر من يوم زيارته لقبر أمه لكون الله تعالى لم يأذن له في الاستغفار لها . ومما روي عنه صلى الله عليه وسلم أن قوله : » إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه » كان في أبي طالب لما أسداه لرسول صلى الله عليه وسلم من خدمة وهو مشرك خلاف عمه أبي لهب الذي أساء إليه وتوعده الله تعالى بأشد العذاب هو وامرأته كما جاء في سورة المسد. وخلاصة القول أن عمائم السوء يستخفون أتباعهم من الرعاع والسوقة المغفلين ويزعمون لهم أن مجرد كون أبي طالب والد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فإنه في الجنة ولو كان مشركا من أجل تمرير فكرة ضالة مفادها أن من آمن بعلي إماما دخل الجنة مهما كان عمله ولو كان مشركا أو كافرا خلافا لقول الله تعالى :(( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير)) لن ينفع آزر أنه والد إبراهيم الخليل ، ولن ينفع أبا طالب أنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو والد علي رضي الله عنه ، ولن ينفع الرافضة أنهم يدعون حب آل البيت إذا كان عملهم مخالفا لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
Aucun commentaire