من علامات الغباء والبلادة تعميم الأحكام قياسا على الشاذ
استرعى انتباهي مقال الأخت الفاضلة هند السباعي المنشور على موقع وجدة سيتي المغربي ، وهو عبارة عن غضبة مغربية أصيلة ضد إساءة صادرة من قناة أو موقع كويتي استهدف حرائر المغرب الفاضلات الماجدات من خلال رسوم مسيئة. ولقد كان رد الأخت الفاضلة كافيا وشافيا ومفحما جزاها الله خيرا عن أعراض المغربيات ولكن لا بأس من رد على الإساءة بما يناسبها مع احترام شرط التزمت به الأخت الفاضلة وهو عدم النزول إلى المستوى الدنيء لهذه الرسوم وإلا فأنا أجيد الردود المناسبة نظما ونثرا ،ولكنني أربأ بنفسي أن أطاوعها للرد على الإساءة بالمثل احتراما لهذا الشهر الفضيل ، و التزاما بالأخلاق المغربية الإسلامية السامية ، وإلا فما أسهل الوصول إلى مثالب الخليج والكويت تحديدا بما لا يمكن نفيه من أدلة دامغة .من المعلوم أنه من العبارات الشائعة في المجال العلمي عبارة : » هذا شاذ لا يقاس عليه » بمعنى لا يمكن تعميم حكم الشاذ ، لأن الشاذ هو النادر والمنفرد عن الجماعة والمخالف للقياس ، والخارج عن الأصول . والشذاذ من الناس الذين يكونون في قوم وليسوا منهم ، هكذا تقول معاجم وقواميس العرب . والشذوذ صفة تطلق على كل طارىء وغريب على حالات طبيعية ، لهذا أطلقوا صفة الشذوذ على الجنس لتمييز النكاح المشروع عن السفاح الممقوت .
فالأصل في الجنس في عقيدة الإسلام ، وهي عقيدة المغاربة النكاح المشروع ، والشاذ عند المغاربة هو السفاح . فالسفاح أو الشذوذ الجنسي ظاهرة قديمة قدم الوجود البشري ، وقد تناولها القرآن الكريم لما صارت ظاهرة زمن نبي الله لوط عليه السلام وذمها وقص علينا خبر قوم لوط في سدوم وعمورة التي صار عاليها سافلها انتقاما من فاحشة هؤلاء . والقرآن الكريم لم يتناول الشذوذ الجنسي كحالات منفردة أبدا وعممها ، بل تناول حالة قوم لوط بالضبط لأن الظاهرة خرجت من إطار الشاذ إلى المألوف فاستوجبت الاستئصال لتعود الأوضاع إلى الطبيعة التي خلق الله تعالى الناس عليها ، وليكون قوم لوط عبرة لمن يعتبر .ولم يحدث في تاريخ البشرية أن عمم حكم الشذوذ الجنسي على بقعة من بقاع العالم أو على شعب من شعوبه لمجرد وجود حالات معدودة محصورة من الفساد . ولو كان مجرد ظهور حالات معدودة محصورة من الشذوذ الجنسي يكفي لتعميم حكم هذا الشذوذ لما سلم شعب من شعوب هذا العالم قديما وحديثا . فالذين يحاولون إلصاق تهمة الانحراف الخلقي بالعرض المغربي ، وبالمرأة المغربية الفاضلة من خلال قياس بعض الحالات الشاذة التي أ ضطرها الفقر للجوء إلى بعض دول الخليج طلبا للقمة العيش النظيفة بداية ، وعندما تضيق بها هذه اللقمة النظيفة ترغم عن طريق مؤسسات القوادة الخليجية إلى لقمة عيش مدنسة كما تشير إلى ذلك التقارير الصادرة في بعض دول الخليج قوم لا يعقلون بل هم أهل بلادة وغباء لأنهم يريدون قياس العرض المغربي ونساء المغرب الفاضلات على هذه الحالات الشاذة . ولا يوجد أبلد من آكل تمر يرمي بمحصوله برمته لمجرد أن تمرة واحدة أو بضع تمرات فسدت .
لقد نشرت مواقع إلكترونية أن عصابات خليجية من الفاسدين والشواذ تستدرج النساء من كل بقاع العالم العربي ومن كل بقاع العالم الإسلامي وحتى غير الإسلامي للعمل في مرافق عامة ، وفي البيوت أحيانا والحقيقة غير ذلك حيث يغرر بطالبات العمل الشريف لإيقاعهن في أحضان الرذيلة عن طريق التحايل. وأهل البلادة والغباء عوض إدانة سلوك مؤسسات القوادة الخليجية يجدون في الضحايا من النساء المستدرجات والمغرر بهن وحتى المغتصبات منهن قهرا مادة للتسلية ولتعميم حكمهن على شعوبهن برمتها . فلو أن دول الخليج كانت حريصة على سلامتها الخلقية لما سمحت لمؤسسات القوادة بالوجود فوق أراضيها ولضربت بيد من حديد على الشواذ والفاسدين والفاسقين من رعاياها الذين يتحايلون من أجل إيقاع الضحايا المستضعفين من النساء الأجنبيات في مستنقعات فسادهم المقنع . فيكفي أن تضبط حالات انحراف لنساء أجنبيات مهما كانت جنسياتها في دول خليجية لنقول لولا وجود الطلب على الفساد والاستعداد له في هذه الدول لما تجرأت هذه الحالات على التيمم صوبها أصلا تماما كما تتجنب البلاد التي تعلن أقسى العقوبات ضد بعض الجرائم. أما أن تستدرج النساء أو الفتيات الفقيرات من دول أجنبية عن طريق عروض العمل أو الشغل النظيف وعي مجرد عروض كاذبة ، ثم تمرغ كرامتهن في وحل الرذيلة ثم يعمم حكمهن على بلدانهن فهذا هو عين الغباء والبلادة . لقد كان في المجتمع المكي زمن النبوة بغايا ولم يجرؤ أحد على تعميم البغاء على المجتمع المكي لوجود حالات شاذة فيه ، فكيف يعمم حكم بعض المغربيات المغرر بهن على شعب برمته ؟
وإذا ما جارينا أحكام أهل البلادة والغباء التي تعمم قياسا على الشاذ فإننا بمجرد أن نصادف امرأة أو بضع نسوة منحرفات نعمم حكم الانحراف على أقطارهن ،وبهذا التعميم ستكون الدول المستضيفة لهذه الحالات الشاذة دولا فاسدا قبل فساد الدول المصدرة لتلك الحالات لأنها دول جالبة لها ، وقد تكون هي المسؤولة عن فسادها كما هو واقع الحال في دول خليجية استغلت حتى غلمان بعض الدول الأسيوية من خلال حكايات مخزية لبيوت استقدمت غلمانا وفتيات للخدمة ثم استغلتهم عن طريق ما يسمى الرق الجنسي الممقوت . فإذا كانت العبارة المسيئة للمغرب وعرضه المنشورة في موقع إلكتروني أو على فضائية كويتية كما ذكرت الأخت الفاضلة هند السباعي : » انهش لحم بنات المغرب ….. إلخ العبارة الوقحة » فلحم بنات المغرب مر المذاق ، والمغاربة لا يستعذبون لحم الأشقاء والشقيقات وإلا لما هبوا يوم غزو الكويت لتخليص لحم الكويتيات من النهش . ومن كان لحم بناته قد نهشه الغزو ولا زال جرح ذلك النهش لم ينزف فعليه ألا يفكر في نهش لحم بنات من خلصوه من عار الغزو أبدا وإذا كان كان مروج هذه الإساءة لا يستحيي فليقل ما شاء لأنه هين سهل عليه الهوان.
1 Comment
Il est tout de même étrange, à ma connaissance, qu’aucune organisation de femmes ou autres, n’ait protesté contre ce film, encore moins pensé à l’attaquer en justice pour diffamation et dénigrement de la femme marocaine, ou du moins porter cette affaire à l’attention de la mission diplomatique koweitienne. L’absence d’une réaction ferme de la part des organisations intéressées me laissent perplexe ; ou peut être accepte-t-on une réalité amère, celle de constater que notre pays est devenu un terrain de chasse gardée où tout est permis pour les cheiks du Golf Persique et autres vicieux. Pour l’anecdote, un compatriote marocain, artisan plâtrier , ayant créé une petite entreprise au Koweït, avait été sollicité par un bédouin de faire décorer son palais au milieu du désert, après avoir admiré l’art de sculpture arabesque et la maîtrise, dont il a fait preuve en décorant plus d’un palais de cheikhs. Lors d’une rencontre, on discuta du prix de revient et des styles sur lesquels il fallait s’entendre au préalable. Mais, à la fin de la discussion, lorsqu’un jeune bédouin émit le souhait d’accompagner l’artisan marocain à Tanger pour voir la manière de travailler des artisans marocains, ses aînés baissèrent la tête ou se cachèrent le visage en signe de mépris et de gêne. Et, cette gêne en disait long, car selon notre artisan, qui connaissait bien la mentalité et les a priori de ces gens, aller au Maroc, équivalait à se rendre à Gomorrhe et Sodome. Voilà ce que pensent de notre pays et de nos femmes ces bédouins ! Ceci dit, certains parmi nous, pour qui l’honneur et la dignité humaine sont de vains mots, et pour servir leurs intérêts mesquins et égoïstes, ne rechignent pas à se prostituer ainsi que leurs femmes. A ce propos, il me revient à l’esprit l’histoire de ces responsables marocains, qui voulant organiser les jeux méditerranéens, qui eurent lieu chez-nous, voilà déjà quelques décennies, constatèrent avec amertume que les fonds pour financer cette entreprise leur faisaient défaut. Mais qu’à cela ne tienne, car après une longue délibération, l’un des responsables lui vint l’idée de faire appel à la générosité « des cheikhs arabes » ou pour paraphraser l’un deux : mettre à contribution le surplus du capital dormant de « nos frères arabes du golf ». Le même responsable, toujours plein d’idées et de ressource, leur indiqua alors le nom d’un intermédiaire, à qui l’on donna, pour l’occasion, la qualité et le titre de secrétaire d’état. Ce dernier, mis au courant de ce que l’on attendait de lieu et l’objet de sa mission, s’empressa de rentrer chez lui, pour dire à son épouse de prendre contact avec un cheikh qui avait ses entrées dans la capitale économique. Ceci n’est nullement une anecdote, mais une réalité pénible de la morale de certains. Dès lors, il ne faut guère s’étonner que la dignité des Marocains soit bafouée par de tels agissements, comportements et attitudes de certains, censés défendre l’honneur de la nation. Plus étrange encore est l’attitude de ceux qui, comme notre auteur, qui ne se privent jamais de donner des leçons de morale et de damner ceux qui n’appartiennent pas à sa doctrine, mais se taisent quant il s’agit de « frères arabes », même lorsqu’ils sont pourris, moralement parlant. Mais ceci est compréhensible, car qui résisterait devant une mule chargée de lingots d’or. Je termine par citer un paysan zénati, qui se plaignait à l’un de ses pairs : « Les Marocains ont-ils perdu tout sens de dignité et d’honneur, je ne peux m’empêcher de poser la question ? Par contre, un homme/femme peut-il défendre sa dignité quand il/elle est privé(e) de sa liberté et incapable de pourvoir à ses besoins et à ceux de sa famille, contraint(e) et/ou condamné à aller quémander ailleurs pour survivre ? Un sujet à méditer pour nos fqihs !