نحرُ الفتوى
الإفتاء وظيفة خطيرة،ومسؤولية عظيمة، تورع عنها علماء السلف، ودفعوها عن أنفسهم وتهربوا منها، لأنها توقيع عن رب العالمين، قال سفيان الثوري : أدركنا الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا، حتى لا يجدوا بُداً من أن يفتوا ، وإذا أُعفوا منها كان أحب إليهم. وقال علقمة : كانوا يقولون : أجرؤكم على فتيا أقلكم علماً . وعن ابن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة ما منهم من رجل إلا ود أن أخاه كفاه.
هكذا كان العلماء رحمهم الله تعالى، علم مع شدة ورع وخشية من الله ، فلا جرأة على الفتيا، بل البعد والنفرة عن التصدر لها! خوفاً من الوقوع في التبعة، أما اليوم فخلاف ما كان في واقع أسلافنا، فقد نُحرت الفتوى نحراً، وأزهقت روحها، وأصبحنا نقرأ غرائب وعجائب الفتاوى! ومخالفات عجيبة، وكل مدة في صحيفة أو قناة تقدم فتوى مثيرة للجدل، بسبب عدم التبصر بالأمور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فأصبحت بعض الفتاوى مثار تندر وسخرية ، والعجب أن البعض يفتي في كل شيئ ولا يعرف كلمة(لا أدري! أو الله أعلم!) فكان الواجب على كل عاقل يريد فكاك رقبته يوم القيامة أن يحذر من الخوض والتساهل في أمر الإفتاء، وأن يتقي الله في نفسه. وليعرف للفتوى حقها ومنزلتها، والآثار المترتبة عليها، والسلامة لا يعدلها شيئ. نسأل الله عزوجل السلامة والعافية.
1 Comment
لان الافتاء في هذا الزمن اصبح ايسر واقصر السبل لاكتساب الوجاهة بين القوم و اداة للتحكم في رقاب الناس و منبرا للنجومية و وسيلة للزعامة وقيادة الناس