إلى متى يستمر العبث؟
وأنا أطالع الجرائد الوطنية أوقفتني بعض عناوينها، التي أثارت في ذهني زوبعة من التساؤلات، يجمع بينها خيط ناظم عنوانه استهتار المسؤولين بالأمانة التي قلدهم إياها الشعب المغربي، فالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، غدت تزداد يوما عن يوم تدهورا؛ في مقابل ذلك كثرت المهرجانات والحفلات الموسيقية حتى أصبح لكل حي أو قرية مهرجان خاص؛ حقا إنها سكيزوفرينا المجتمع المغربي، حفلات راقصة مع أوضاع مزرية.
من بين التساؤلات التي تسللت إلى ذهني: أليست الجرائد المغربية التي يتراجع قراؤها يوما بعد يوم، تسعى وراء الاثارة بدافع السبق الاعلامي وبالتالي تبالغ في اعطاء نظرة سوداء على هذا البلد ومسؤوليه؟ أم أن الأمر ليس سوى حسابات شخصية وحزبية ضيقة تؤطر بعض المنابر الإعلامية بعيدا عن المهنية والمصداقية الاعلامية؟ في النصف اآخر من الكأس : هل وصل الوضع إلى هذه الدرجة من العتامة في شتى مناحي حياة المواطن المغربي؟ هل هل تدنت مسؤولية المسؤولين إلى درة العبث؟
أمام هذه التساؤلات، ومن باب أن الأمة لاتجتمع على ضلالة، فإني أجد نفسي أنساق مع الطرح القائل بعبث المسؤلين، فالصحافة المسؤولة تقوم بعملها ودورها في نقد الواقع وتعريته أمام الرأي العام، وطرح الرأي الحر في القضايا الوطنية، والذي يدعو حقا للاستغراب هم هؤلاء السياسيون الذين يضحكون على ذقوننا كل يوم ويستغبوننا عند ما تقترب الانتخابات بخطبهم التافهة، أما آن لهم أن يكفوا عن عبثهم ويحترمون ذكاءنا ؟ لماذا لا يحاسب الذين يتلاعبون بأموالنا أمام قضاء مستقل يكون نصيرا للمستضعفين؟ لماذا لايشرك المواطن في أخذ القرارات التي تهمه؟ لماذا لايحترم المنتخبون تعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم بأغلظ الأيمان؟ …
هذا قليل من كثير من التساؤلات التي يطرحها هذا المواطن أو ذاك الصحافي أو ذلك المدون، ويبقى الاشكال الكبير هل هؤلاء المسؤولون يقرؤون ما يكتب عنهم؟ وإذا ما سلمنا جدلا أنهم يقرؤون ذلك، فهل يهتمون به؟ إني أكاد أجزم بأن ما يهمهم هو بقاؤهم على كراسيهم يعضون عليها بالنواجد، أما المواطن المسكين فمن يعبأ به وليذهب إلى الجحيم، وقد نسوا أنهم بالأمس القريب كانوا يخطبون وده، واليوم يسومونه شتى أنواع العذاب والحكرة ، هم يتهربون من الضرائب وهو يدفعها، هو يملأ خزينة الدولة وهم ينهبونها ويملؤون أرصدتهم البنكية الضخمة، يسلطون عليه زبانية غلاظا شدادا يبرحونه ضربا وجرحا ، ويتخيرون لأبنائهم وأقاربهم من المناصب أسمنها……
قد يستمر هذا العبث والاستضعاف ردحا من الزمن، لكنه لن يستمر إلى ما لا نهاية له، فلابد أن يأتي يوم سيدفع فيه هؤلاء الثمن غاليا أمام هذا الشعب الأبي، حينها لن تستطيع مهدئات السهرات ولافتنة المهرجانات أن توقف سير العدالة .
2 Comments
A propos de nos journaux pauvres et vide du courage ils n’ont meme pas le petit fil qui suit les gr chantiers vous savez bien que la plus part des lecteurs passent de bons moment sauf devant la grille des mots croises OH JOURNAUX MAROCAINS MEDIOCRICITE Où VOUS ETES SUIVEZ BIEN LES EVENNEMENT QUI TOUCENT LE CITOYEN SI VOUS VOULEZ ETRE DIGNE DU NON JOURNAL
المواطن المغربى يعانى مشاكل عدة ،منها صداع الرأس يكاد ينفجر من المشاكل.المواطن يريد من يتلبس همومه ويضيف افكاراومعرفة الى حياته ليستنير بها ويقوى ذاته.هناك تجارب حية ومنظمة ورائعة لما لا يستفيد منها؟ لما لا تعلمه كيف يستوحى من حياة المجتمع مشروعا؟او لما لايبنى صرحا بسواعده،ليأمن حياة أسرته؟ او ان صحفنا لا تعرف الا الضجيج او الاثارة؟اين عقلية المراكز والمؤسسات؟ القرآن الكريم عالج الامر،يضربون فى الارض،فامشوا فى مناكبها