العقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي بالمغرب لا يقبلان المساومة لا تصريحا ولا تلميحا
إن الطبيعة الجغرافية لموقع المغرب الأقصى
جعل من شعبه منذ القدم شعبا متجولا في كل
أصقاع الأرض ، ومن مميزاته أنه شعب أصيل بما تعنيه الأصالة من دلالة . ولقد اختار
هذا الشعب المسلم الذي استقبل الإسلام عن طيب خاطر ولم يخض ضد الفاتحين الأوائل
حروبا ولم يقاومهم كما كانت عادته مع الدخلاء عبر التاريخ العقيدة السمحة والوسطية
والاعتدال ، فهو مع أهل السنة والجماعة منذ أن دخله الإسلام ، وهو على مذهب الإمام
مالك فقيه المدينة الذي كان قريبا من نبع السنة النبوية الشريفة ، ولم تؤثر فيه
التيارات والمذاهب التي كانت أحيانا تصهر العديد من التوجهات البائدة المندسة في
الدين.
فالعقيدة السنية والمذهب المالكي خياران للشعب المغربي ، وهما من الثوابت
التي يقع حولها الإجماع . وقد تحاول بعض الجهات المساومة إما تصريحا وإما تلميحا
في العقيدة الأشعرية وفي المذهب المالكي بالمغرب ، ومرد ذلك أن بعض أبناء المغرب
المهاجرين المتأثرين ببعض العقائد والمذاهب في بعض البلاد الإسلامية التي كانوا
يقيمون فيها يحاولون نقل تجاربهم الدينية الشخصية المتأثرة والمنفعلة إلى المغرب ، وقد
يعجب بهم بعض المعجبين ، فيصير لهم أتباع ، وتصير لهم طوائف أو جماعات تستغل حرية
التدين المشاعة في المغرب فتتمادى في نشر عقائدها ومذاهبها المستوردة مستعملة منهجية تخطئة غيرها من العقائد
والمذاهب إلى درجة التكفير والتجريم . وقد يسوق لهذه العقائد والمذاهب على أنها
تصحيح للفاسد والبائد فيأخذ بها بعض الأغرار والعوام خصوصا في الأوساط الفقيرة
الناقمة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب حالتها الاجتماعية والاقتصادية
حيث يلقي مروجو العقائد والمذاهب الوافدة
المسوقة في روع هؤلاء المحرومين أن العقيدة والمذهب الرسميين لا بد من مناهضتهما
على غرار مناهضة النظام السياسي أو الأداء الحكومي ، بل ربما زينوا لهم اعتبار
مناهضة العقيدة السنية الأشعرية والمذهب
المالكي عملا دينيا ورغبوهم فيه حتى صار
بعض الشباب الأغرار وبعض العوام يتحينون الفرص للتعبير عن سخطهم ونقمتهم على
العقيدة والمذهب الرسميين من خلال مظاهر وسلوكات باتت معروفة وكاشفة للعقائد
والمذاهب الوافدة المسوقة من طرف جهات مأجورة لهذا الغرض . وكثيرا ما يصطدم الأغرار من الشباب والسذج من
العوام مع المواطنين في بيوت العبادة عندما يخيل إليهم أنهم في مستوى تصحيح ما
يعتبرونه ابتداعا واعوجاجا كما لقن لهم ذلك بطريقة آلية استنساخية معطلة لكل عقل أو منطق وبعيدة عن كل
علم ومعرفة وموضوعية . فكم من هؤلاء من أقام الدنيا ولم يقعدها لأن المسلمين في
مساجد المغرب يقرؤون القرآن جماعة بعد أو قبل صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب ، وهي
سنة سنها فقهاء المغرب منذ القديم من أجل تدارس القرآن وحفظه واستظهاره خوفا من
انفلاته من الصدور وحجة الرافضين لهذه السنة أن القرآن من الضروري أن يقرأه
الفذ كما هو الحال في الصلوات الجهرية ،
وأن الأداء الفردي هو الأداء الوحيد ضاربين عرض الحائط الحديث المأثور : » ما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه …. » إلى آخر
الحديث .
فصيغة الحديث تشير إلى اجتماع وهو ما لا ينكره الرافضون لسنة قراءة
الجماعة للقرآن الكريم إلا أنهم ينكرون
التدارس الذي تفيد صيغته اللغوية المشاركة في الدرس ، والقراءة الجماعية جزء من
التدارس. وقد يزبد هؤلاء ويرغون عندما تجهر جماعة المصلين بالصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم عقب الصلوات الخمس ، وقد يجرمون من يفعل وينكرون عليه ذلك شديد
الإنكار وكأنه ارتكب كبيرة ، ولقد استغربت دعاء أحد الأغرار من هؤلاء وقد أقيمت
الصلاة ، وهو دعاء جهر به وهو يتوخى إسماعه لمن يقف بجانبه بقوله : » اللهم العن
المبتدعين » ولاحظت أنه لا يتابع الجماعة في ركوعها وسجودها بل يتخلف عنها
ولا يدخل في الصلاة ولا يخرج منها إلا متخلفا عن الجماعة ، ولا يصلي على النبي صلى
الله عليه وسلم مع الجماعة مما يعني أنه يقصد بلعنته الجماعة التي يصلي معها .
وعلينا أن نتصور محسوبا على الإسلام يلعن الجماعة التي يصلي فيها بسبب التعصب
الأعمي لعقيدة أو مذهب استورده بطريقة عمياء وبدون علم ولا معرفة . والملاحظ أن
بعض المستلبين عقديا ومذهبيا يحاولون التميز عن كافة المواطنين بمظاهر سواء تعلق
الأمر بارخاء للحى و قص الشوارب أو حلقها ، أو بالأزياء الغريبة عن الثقافة
المغربية ، والغريب أن يمشي هؤلاء بين الناس شامخي الأنوف متجهمين ينظرون شزرا لمن
يصادفهم ممن ليس على هيئاتهم، وتكاد
ملامحهم تنطق بتزكية أنفسهم والتعبير عن طهرهم مقابل دنس غيرهم ، وكأنهم متأكدون
من صواب سلوكهم هذا. ولا يؤثر في هؤلاء إلا
فلان أو فلتان من الذين سوقوا وزينوا لهم المذاهب والعقائد الوافدة ، وكل علماء
الأمة ممن ليسوا مع مذاهبهم وعقائدهم مجرد فساق وعلماء سوء وعلماء سلطان جائر ،
وطلاب أعراض الدنيا وما إلى ذلك من غيبة وبهتان .
والأغرب من ذلك أن يتسرب بعض
هؤلاء إلى المؤسسات الدينية الرسمية فيستغلونها لنشرعقائدهم ومذاهبهم وقد غفل عنهم المسؤولون في المؤسسات الدينية
الرسمية التي تعتبر حارسة العقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي مما يعني أنها
لا يمكن أن تتساهل مع من يحاول المساومة
في عقيدة الأمة ومذهبها الفقهي وهما محل إجماعها . وعليه فكل محاولة للنيل من
عقيدة المغاربة أو مذهبهم سواء كانت تصريحا أو تلميحا غير مقبولة رسميا وشعبيا ، وأصحابها إنما يغامرون مغامرة غير محمودة
العواقب إن لم يعودوا إلى صوابهم وإلى إجماع الأمة ، وستلفظهم هذه الأمة إن هم
ظلوا على تعصبهم للدخيل والوافد من المذاهب والعقائد .
2 Comments
شكر الله غيرة الاستاذ محمد شركى،لكن الذى لم يلتف اليه هو كيف الحفاظ على هذا المشروع الاسلامى؟هذا السؤال ينبغى ان يكون هو احد اهتماماتنا وقضايانا ونطور السؤال الى فعل اى الى مراكز ومؤسسات ومعاهد لانها محاضن تحتضن النبهاء والاذكياء والمتفقون ليتعلموا ويصقلوا بايدى العلماء.يقول جمال الدين الافغانى،رحمه الله، »بالضغط والالتحام تذوب الاشياء المبعثرة ».ان اوروبا تنبهت الى الثغرة فسارعت الى توقيف جامع القرويين وقتل العلماء
بعض المستلبين عقديا ومذهبيا يحاولون التميز عن كافة المواطنين بمظاهر سواء تعلق الأمر بارخاء للحى و قص الشوارب أو حلقها
Source : link to oujdacity.net
السلام غليكم
وبعد
إن الموضوع في هذا الوقت مهم فجازاك الله غنا وعن الإسلام خيرا
قد نص الإمام مالك كما نُقِل ذلك في المسير على خليل: على حرمة حلق اللحية وتقصيرها
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : » جُزُّوا الشَّوَارِبَ ، وَأَرْخُوا اللِّحَى ، خَالِفُوا الْمَجُوسَ » .
صحيح مسلم.