لن يكون بطبيعة الحال السيد النائب الجديد الذي التحق بمنصبه في فترة غير كافية لتحميله المسؤولية ، ولن يكون السيد النائب الأسبق الذي كانت النتائج في فترة تحمله مسؤولية النيابة خيرا من النتائج في عهد من خلفه . هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها وأبناء تاويرت على علم تام بها . ومعلوم أن النتائج عندما تكون كارثية أو قريبة من الكارثية تقع مسؤوليتها على المسؤول الأول الذي هو النائب الإقليمي الذي من الواجب عليه السهر طيلة الموسم الدراسي على واقع التعليم ، وقرع أجراس الإنذار المبكر قبل أن تأتي ساعة الامتحان التي يعز فيها نائب أو يهان .

لا يستطيع السيد النائب السابق لنيابة تاوريرت أن يتملص من نتائج هذا الموسم فهو مسؤول عنها لأنه أعطى انطلاقة الموسم ، وقضى شهورا قبل أن ينسحب أو يسحب عمدا إلى نيابة وجدة أنكاد التي لا ينكر أحد أن نتائجها كانت بخير في حقبة النائب الأسبق الذي نقل قصرا إلى الجنوب لأنه كان قد بدأ مشروعا واقعيا للنهوض بالقطاع في هذه النيابة التي كانت قد عرفت تراكمات من سوء التدبير المتوارث حتى صارت آخر نيابة بعدما كانت نيابة نموذجية من حيث نتائجها على الصعيد الوطني .

ومشروع النائب الأسبق ركز على العلل المستفحلة من قبيل ظاهرة الأشباح التي لا زالت لغزا غامضا حيث استطاع وبشجاعة نحييه عليها أن يكشف النقاب عن عشرات الأشباح والمتلاعبين بالصالح العام الذين يغادرون مقر أعمالهم إلى خارج الوطن للسياحة والعمل والتجارة والتدين المغشوش بذريعة القيام بالعمرة بمال حرام حرمته سببها مغادرة مقر العمل دون وجه حق. وكانت حملة التنظيف التي قام بها السيد النائب الأسبق هي التي كشفت النقاب عن تستر السيد النائب الحالي عن حالة الأستاذ الشبح الذي غادر مقر عمله لسنوات خارج الوطن مع الاستفادة من راتبه الشهري ، ومع توقيعات مزورة لمحاضر دخوله وخروجه ، وهو ملف سلم لإدارة الأكاديمية التي لم تتخذ أي إجراء في حين تم التعامل مع ملف مماثل لمدير آخر أو لنقل أقل من جسامة ملف السيد النائب الحالي بشكل مختلف حيث أعفي من منصبه ولم تنفعه شفاعة الشافعين كما نفعت زميله والذي تصدق عليه المقولة العامية المتداولة :  » اللي ما عندو سيدو عندو للاه  » فالمدير المعفى من منصبه مسكين ليس له سيدو ولا للاه .

وكان بإمكان النائب الأسبق أن يحفر في ملف الأشباح فيخرج العجب العجاب ولكن عاجلته عملية النقل القسري . ومع أنني أشيد بما قام به لصالح المنظومة من خلال ملف الأشباح فإنني أحمله مسؤولية السكوت عن ملف مدير الإعدادية النائب الحالي الساكت عن الأستاذ الشبح أمام الله وأمام القانون وأمام ضميره وهو الذي اختار أن يكنى أو يلقب بأبي ضمير، ولن تبرأ ذمته حتى يعلن للرأي العام أنه ضبط هذه الحالة ، وأن إدارة الأكاديمية هي المسؤولة عن طمسها.

وعودة إلى موضوع نتائج الباكلوريا في نيابة تاوريرت أقول إن العادة أن يعفى المسؤول عن تدهور هذه النتائج ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث حيث نقل النائب المسؤول عن تدني هذه النتائج إلى نيابة أخرى وكأن الجهة التي نقلته تريد نفس النتائج في هذه النيابة . ولا زلنا نذكر جيدا أن السيد النائب السابق لنيابة بركان والذي كان قد وعد بنيابة وجدة أنكاد في منتصف الموسم الدراسي السابق تم نقله إلى نيابة الناظور المعروفة بعبثية نتائج امتحاناتها منذ عقود بدعوى أن نتائجه كانت جيدة في نيابة بركان وأريد الاستفاد من تجربته وذلك من أجل التغطية على نقل نائب الناظور إلى نيابة وجدة أنكاد دون الخوف على نتائج هذه النيابة من نفس مصير نتائج نيابة الناظور. وتبين بعد حين أن الصفقة كانت معدة بإحكام من أجل نقل نائب تاوريرت المسؤول عن إفلاسها إلى نيابة وجدة أنكاد لتستمكل عملية إفلاسها التي بدأت بالفعل من خلال سوء التدبير والتسيب المتفاقم مع عملية الإشهار الفارغ الذي لا معنى له سوى طمس معالم الفشل البادية للعيان ، والمستقبل القريب سيؤكدها لمن لا زال يشك أو يرتاب .

وأنا أستغرب أن يثير نائب نيابة وجدة زوبعة في فنجان بخصوص مراقبة مراكز الامتحانات وهو الذي سكت لسنوات عن غش أستاذ شبح . ولعل الذي دفعه للمبالغة في مراقبة مراكز الامتحانات هو شعوره بوخزة ضمير وهو أبو الضمير بخصوص نتائج امتحانات الباكلوريا بنيابة تاوريرت منذ أن ابتليت به . فإذا ما كانت الأمور تقاس بعواقبها فأظن أن نتائج نيابة تاوريرت أكبر دليل على سوء التدبير الذي يجب أن يراجع وفق معايير الكفاءة والحرفية لا وقف معايير المحسوبية والزبونية إذا ما أريد للمنظومة أن تتعافى من دائها العضال .

أما إهدار الوقت في البحث عن الشماعات ومحاولة التغطية على الفشل في التدبير من خلال اختلاق أخطاء لجهاز المراقبة أو جهاز الإدارة التربوية أو جهاز التدريس واتهام الآخرين لصرف الأنظار عن الفشل الصراح فأمر لا يجدي نفعا ومهما تكن عند امرء من خليقة فإن خالها تخفى على الناس تعلم .